[email protected]
في هذه الحياة الرحبة الواسعة بدولها وناسها نبقى بحاجة إلى (المجالسة)!
والمجالسة مجانسة!
والمجانسة تحتاج الى فرز وحُسن اختيار لمن نجلس معه ونحتويه ويحتوينا!
قالوا: تمهل عند اختيار الصديق، وتمهل أكثر عند تغييره!
وصداقات الإنسان هي أفضل مقياس لقيمته!
وتذكروا وأنتم تبحثون عن هذا (الجليس الونيس) ما يلي:
الأصدقاء ثلاث طبقات، طبقة كالغذاء لا تستغني عنه، وطبقة كالدواء لا نحتاج إليه إلا أحيانا، وطبقة كالداء (أعوذ بالله) لا نحتاج إليه أبدا..
كلنا أو معظمنا ممن يقرأون مر عليهم هذا الشطر الجميل:
مالي أرى الشمع يبكي في مواقده
من حرقة النار أم من فرقة العسل؟
بيت من الشعر اختصر ما أود أن أوضحه في قضية التجانس والاختلاط كما هي الصداقات!
أعود لأشرح هذا البيت الشعري الحكمة:
نظم الشاعر أبوإسحق الغزي بيتا بشكل سؤال:
مالي أرى الشمع يبكي في مواقده
من حرقة النار أم من فرقة العسل؟
فأعلنت إحدى الصحف عن جائزة لمن يستطيع الإجابة عن هذا السؤال.
أجاب بعض الشعراء:
بأن السبب هو الألم من حرقة النار، وأجاب آخرون بأن السبب هو فرقة الشمع للعسل الذي كان معه، ولكن لم يحصل أحد على الجائزة!
ما إن بلغ الخبر الشاعر صالح طه حتى أجاب بقوله:
من لم تجانسْه فاحذر أن تجالسه ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتلِ
وفاز بالجائزة.
نعم إن سبب بكاء الشمع وجود شيء في الشمع ليس من جنسه وهو الفتيلة التي ستحترق وتحرقه معها، وهكذا يجب علينا: انتقاء من نجالسه ويناسبنا من البشر حتى لا نحترق بسببهم ونبكي يوم لا ينفع البكاء.
وقد قيل: «ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة خيرا من أخ صالح، فإذا وجد أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به».
٭ ومضة: الحياة فيها شمع وفيها فتل!
عاد أنت يا ولد الحلال أحسن فرز الشمع عن الفتل، ولهذا قالوا: الصاحب ساحب!
اليوم بكل صراحة صعب اختيار الصديق المتجانس معك (لو خليت خربت)!
تذكرون ونحن في المرحلة المتوسطة درسنا: جليس السوء!
وهو الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير».
إنه الارتقاء في الاختيار والبعد عن الأصدقاء أصحاب الهوى الأشرار!
إنها «الحمية الاجتماعية» الموجودة في الأديان.
٭ آخر الكلام: عزيزي القارئ الكريم: حتى لا تسمم حياتك بأصدقاء السوء اختر الصديق الذي يعزز الثقة بنفسه أولا وبك،
لا الذي يستغلك ولا يحترمك ويشتكي دائما، المخادع الذي يطعنك في ظهرك!
٭ زبدة الحچي: كلنا بشر نحسن أحيانا في اختيار «الصديق المتجانس» ونُخطئ مرات كثيرة ونخفق في اختيار الجلساء والأصدقاء!
إن على الآباء والأمهات التدقيق طويلا في قائمة الأصدقاء المخالطين لأبنائهم خوفا من مخاطر رفقاء السوء لأن «احتكاك» أبنائكم بهؤلاء «الرفقة السيئة» مجلبة للتقليد وتشكل أخلاقا وما هي بأخلاق إنما «سلوكيات فاسدة» تؤدي إلى نتائج سلبية في السمعة والسلوك والمعاشرة وهي نقيض القيم النبيلة والأخلاق الحسنة التي نريدها في «الأبناء» بعيدا عن السقوط في هاوية نتائج هذه الصداقات السيئة.
البيوت أسرار، وكل بيت له مخرجات
لا يعلمها إلا الله، فاختاروا «الصالح الأصلح» وتذكروا:
من لم تجانسه فاحذر أن تجالسه
ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتلِ
عام دراسي جديد، نأمل أن تكون وزارة التربية خلية النحل المأمولة وأن تكون جمعية المعلمين (النحال) المتابع المثابر.. ومثلما نقولها تخيروا لنطفكم.. تخيروا صداقات عيالكم، والله حافظهم، كل عام والجميع بخير.. هكذا الحياة تمضي وتعود.. فهل نعود؟!