[email protected]
امرأتان كويتيتان جلستا في «شاي الضحى»، ومع كل واحدة منهما ولدها، وكان هناك «عامل نظافة» يلبس اللباس الأصفر ينظف حديقة المنزل، فقالت الأولى لولدها: إذا فشلت في دراستك فسيكون مصيرك مثل هذا الرجل الذي يكنس أمام المنزل!
أما الأخرى فقالت لولدها يا بُنيّ: اذا تفوقت ونجحت في دراستك فسيكون بإمكانك بإذن الله أن تساعد هذا العامل ليحيا ويعيش أفضل بصدقتك!
هنا اتفقت الغايات والتحفيز لحث الأبناء على الدراسة والتفوق والنجاح ولكن لكل واحدة أسلوبا.. لننتبه الى هذه الجزئية!
الأولى استخدمت عبارة سلبية «فشلت في دراستك» واحتقرت عامل النظافة!
أما الثانية فاستخدمت عبارة إيجابية «تفوقت في دراستك» وحثت ابنها على أن يكون رحيما خيّرا يفكر في غيره ويمد يد المساعدة الى الغير لتغيير الأحوال!
المحصلة عزيزي القارئ الكريم: انتبهوا للرسائل التي توجهونها لأبنائكم، فهي تصنع وتشكل شخصياتهم وأخلاقهم وتوجهاتهم.. إذن النصيحة أن نهتم وننتقي كلماتنا لأنها تصنع حياة أبنائنا.
٭ ومضة: كلنا في التربية مبتدئون، فقط الأموات هم من ليس لديهم شيء باقٍ لتعلمه، وخذوها مني نصيحة عن تجربة «فاقد الشيء لا يعطيه سواء كنت معلما أو أبا أو أما»، لهذا تعلّم أولا أن تقول وتعي ما تقول!
ثم تكلم كيف تشاء، والسر في التعليم الناجح أن يحبك المتعلم فإن أحبك أطاعك وقلدك وركز في التعليم ليس فقط على المعرفة وإنما على القيم أيضا!
٭ آخر الكلام: اليوم المدرسة والمنزل وكل جهات المجتمع المدني تعلّم كثيرا وتربي قليلا!
إن رآك الطفل صادقا شجاعا عادلا فسيتخرج من بيتك يحمل هذه الصفات والخصال ولا أرى طريقة أخرى «تربي» الأجيال أفضل من القدوة الحسنة.. كونوا قدوات تخرجوا نماذج صالحة واعية تحمل المواطنة الصالحة.
٭ زبدة الحچي: التربية جسرنا للتنمية الحضارية، وأرى أن أفضل طريق للمستقبل هو كيفية التنبؤ بما نريد من مخرجات، لأن المستقبل قادم لا محالة وسيأتي فإن خسرنا أعواما وخططا فعلينا الاستعداد لما تبقى وهو المستقبل!
وصنع المستقبل يتطلب منا ألا نلتفت الى الماضي حتى لا نخسر كل شيء، فالمستقبل يؤثر على الحاضر بقدر ما يفعل الماضي!
اليوم، علينا أن نعمل حكومة وشعبا كل منا في موقعه بأقصى ما لدينا متجاوزين حتى المشاكل لنصل الى الأهداف المرتجاة لأن «داخل مشاكلنا المعيشة».. يكمن الحل!
آن الأوان أن نصحو ونعلم أن بالتعليم فقط نرتقي ونصنع جيلا قادرا على دخول الألفية الثالثة واثق الخطى، فالوقت يمضي للأسف بسرعة كبيرة، لهذا كله، لا نضيع الوقت وعلينا أن نعرف كيف نستخدمه وتذكروا أن «لص الزمان» التأجيل!
يا صناع التربية والتعليم والمناهج وطرق التدريس ضعوا في الاعتبار ان صنع هذا الجيل يتطلب ألا تخدعنا الأحلام وألا نسرف في التفاؤل والإصلاح ما لم نكن قادرين على العطاء والاعتدال واتخاذ القرار الصحيح في المكان والزمان حتى نصنع التطور والتطوير والتغيير.
أمس وجه الشيخ أبو احمد الكندري إمام وخطيب مسجد النصرالله في خطبة الجمعة في ابوالحصانية 3 رسائل الى 3 جهات في الدولة:
٭ وزارة التربية وأسرة التعليم.
٭ أولياء الامور والطلبة.
٭ الاعلاميين.
وانا بدوري اقول: جميل ان تتشكل لجنة تحاكم الاهمال في الصيانة بوزارة التربية ومدارسها، لكن الأمر أنا أعتبره أكبر من ان نظلم د.هيثم الاثري او الاخت فاطمة الكندري، انها قصة مجتمع لا يحافظ على المرافق العامة، شوفوا شكثر طلبتكم يخربون وشوفوا اهمال المعلم والقطاع الاداري لأنهم باختصار يقولون لنا: نحن قوم مكاري!
مجتمعنا بحاجة الى قدوات ونفض الترهل والاهمال وعدم الجدية واللامبالاة.. ادارات جديدة وجيل جديد، خذوا اليابان قدوتكم في هذا الامر وبلا تردد.. يا اخي شوفوا جيراننا الامارات!
أثمن ما يستطيع الكاتب أن يعطي هو النصيحة.. اللهم إني قد فعلت!