[email protected]
اللهم لك الحمد، حمدا يوازي نعمك عليّ..
اللهم لك الحمد فهو الذي شافاني مما أصابني..
اللهم لك الحمد: (وإذا مرضت فهو يشفين ـ الشعراء: 80).
بهذه المقدمة قابلني العم الشيخ سلطان بن حثلين في ديوانه العامر بالعقيلة حامدا شاكرا ربه عز وجل، ثم أهله وقبيلته والكويت أميرا وولي عهد وشعبا، وهكذا هو بو راكان.. قدر الكبير ان يكون كبيرا.
نقولها بلسان المحبين في داخل الكويت وخارجها: يا طويل العمر «تو ما نورت الكويت» يا بو راكان «الحاضر» دائما في قلوب وضمائر محبيك.
لقد فقدت الكويت طوال سنتين «حكيما» مفوها هو بلا شك وطوال مسيرة حياته كالصندوق الممتلئ بالجواهر لا يتسع للحصى والقلب الممتلئ بالحكمة كما يمارسها العم الشيخ سلطان بن حثلين لا يتسع للصغائر، ومقولته الدائمة لنا: إياكم والعجلة بالأمور قبل أوانها، والتثبت فيها عند ممارستها!
غابت عن الكويت «فزعات هذا الرجل»، ولم ينقطع ذكره ولا عمله لأن نسله قاموا بالواجب وفي مقدمتهم اخونا الكبير بأفعاله وأقواله محمد بن سلطان بن حثلين، هو سر أبيه اليوم ولا يهون «اخوياي» جميعا من آل بن حثلين الكرام صغيرا وكبيرا.
أعرف جوانب خفية كثيرة من «كرم وحاتمية وفزعة بو راكان للضعاف والمعوزين والمساكين والأيتام واصحاب الحاجة»!
قال المتنبي:
لا تطلبن كريما بعد رؤيته
إن الكرام بأسخاهم يدا خُتِمُوا
قالوا: خل نفسك بعز دوم بالك تذلها، لا تطلب العازات إلا من أهلها!
سنتان والناس فقدوا «ذاك الكبير» الذي يطلبون فزعته وجاهيته في أمورهم!
انا لست أُجزم بل متيقن ما من «طارق لباب بوراكان» الا وجد قضاء حاجته بإذن الله، فهو ورثها كابرا عن كابر وليس من «مستحدثي النعمة» الذين يمنون على الناس بفزعتهم بل يقوم بها طواعية لأنها تمثل اخلاقياته وتاريخه ولم يخطئ العم سلمان بن حثلين ـ طيب الله مثواه وثراه ونزله ـ عندما اسماه «سلطانا» فهو اليوم سلطان القلوب «مُفرّج» الكروب!
بالأمس وغدا ازداد «وهج» حضوره في العقيلة مع جموع محبيه الذين قدموا من كل مكان لـ «يكحلوا» اعينهم بشوفته بعد «الغياب»، وتحضرني ابيات قالها الشاعر المتألق دائما منصور بن جعشه آل ضاعن:
تقلد وسام العز من شيخه العجمان
ولبسها على راسه مثل لبسة عقاله
تجيه المدائح كنها تحتضنه أحضان
لأنه كفو والكفو فال السعد فاله
تطيح القصايد عند سلطان بن سلمان
تقلط على بابه وتثنا وتهداله
سلام الوفا والطيب من صادق الوجدان
ولا هو يساق الا لشخصه ولامثاله
ومضة: كنت يا سيدي صابرا محتسبا في مرضك وعلى قدر الله وقضائه، مرددا (واذا مرضت فهو يشفين)، مؤمنا بالسببية لأنها من لوازم عبوديتنا لله عز وجل، متأدبا مع المرض، متفائلا ترى كل شيء جميلا، قدوتك صبر سيدنا ايوب على ما ابتلاه الله من سقم ومرض، وآن لك اليوم ان تشكر وتفرح وتفرحنا بعودتك الميمونة.
آخر الكلام: ان كان راكان اسطورة زمانه، بنسبه وصفاته وشاعريته وفروسيته والذي ذاع صيته وغدا نجما ورمزا وبطلا تملأ الدنيا اخباره، فإن وجود الشيخ سلطان بن حثلين ونسله امتدادا يزهو به الزمان ويفخر، ومن شابه أباه فما ظلم!
كالبدر من حيث التفت رأيته
يهدي إلى عينيك نورا ثاقبا
كالبحر يقذف للقريب جواهرا
جودا ويبعث للبعيد سحائبا
كالشمس في كبد السماء وضوؤها
يغشى البلاد مشارقا ومغاربا
زبدة الحچي: اليوم الاثنين «العقيلة غير»، لأن العم بوراكان سيكون على رأس مستقبليه في ديوانه العامر الذي يحمل اسم «راكان الأول»، فأهلا وسهلا بكل من احتفى وتعنى وحضر ويستاهل طويل العمر بوراكان.
تبقى أبيات راكان «الخالدة والحكمة» لمن اراد ان يستوعبها:
ما قل دل وزبدة الهرج نيشان
والهرج يكفي صامله عن كثيره
والوكاد اليوم يا شيخ سلطان بن حثلين أنك «سعيد» ومبتهج بكل هذه المحبة العفوية من الناس والقبائل مواطنين ووافدين في الكويت وخارجها لأنك تحمل ضميرا نقيا، ونفسا حكيمة، وقلبا حرا يخاف على وطنه ومواطنيه، ويسأل عنهم واحدا واحدا حتى في أصعب ساعات مرضه!
السعادة والصدق والمشاعر في ديوانك العامر فلا نجهد انفسنا بالتحليل والتنفير والتنظير! لأن المحبة من الله عز وجل وتشوفها في «وجوه» عباده، حمدا لله على السلامة وتو ما نورت الديرة يا حبيبنا وتاج رؤوسنا ووسام صدورنا لأنك من افضل الرجال الذين تعاملنا معهم: تتواضع عن رفق، وتزهد عن قدرة، وتنصف عن قوة! لا عدمناك!
العم بو راكان: حمدا لله على سلامتك، وطهور إن شاء الله، وما تشوف شر يا حبيب الكل.