[email protected]
تذكرون الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا؟
كلنا نعرف رئيس جنوب أفريقيا الأسبق الرئيس نيسلون روليهلاهلا مانديلا، الزعيم الأفريقي الذي قاد شعبه في حراك سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وحكم من (1994-1999)، وكان وصوله بداية مرحلة جديدة في جوهانسبرغ العاصمة التي شهدت «نضالا شاقا وطويلا نحو الحرية» قاده مانديلا الذي ولد في 18 يوليو 1918 وتوفي في 5 ديسمبر 2013 ليكون بذلك أحد أبرز الزعماء المعاصرين من أمثال تشي جيفارا، ومارتن لوثر كينغ والمهاتما غاندي وغيرهم.
يقول مانديلا في أحد تصريحاته: بعد أن أصبحت رئيسا طلبت تأمين حمايتي للتجوال داخل المدينة، وتناول الغداء في أحد مطاعمها، في المطعم جلسنا في أماكننا كل منا طلب نوعا من الطعام، بعد فترة أحضر العامل طلباتنا، كان هناك شخص جالس مقابل طاولتي ينتظر طعامه! قلت لأحد الجنود. اذهب واطلب من ذلك الشخص أن يأتي بطعامه ويأكل معنا.
ذهب الجندي وطلب من الرجل ذلك.. حمل الرجل طعامه وجلس مع مانديلا، يأكل طعامه ويداه ترتجفان! إلى أن فرغ الجميع من تناول طعامهم وذهب الرجل!
قال الجندي لمانديلا لعل الرجل كان مريضا كانت يداه ترتجفان؟!
قال له مانديلا: لا..
هذا الرجل كان حارسا للسجن الذي كنتُ فيه في أغلب الأحيان وبعد التعذيب كنت أصرخ وأطلب قليلا من الماء، كان يأتي هذا الرجل ويتبول على رأسي في كل مرة!
لذلك وجدته خائفا يرتجف!
توقع أني سوف أبادله الآن بنفس الطريقة بتعذيبه أو سجنه!
ولكن هذا ليس من شيمتي ولا من أخلاقي..
ومضة: ما أعظم هذا الموقف الذي يدرس! فأعلى مراتب القوة التسامح..
نظرة غائرة في الآيات من كتابنا المقدس:
(ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون - المؤمنون: 96).
(فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر - آل عمران: 159).
(ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور - الشورى: 43).
التسامح خصلة جميلة تبعدنا عن الانتقام!
قفوا طويلاً أمام عبارة الرئيس مانديلا: «ليس من شيمتي ولا من أخلاقي»!
آخر الكلام: عظمة أي قائد أو زعيم أن يقول رأيه، وأيضا يتمتع بقدر كافٍ من الشجاعة، والتسامح أن يسامح عند القرار!
زبدة الحچي: يقول شاعرنا وأستاذنا الشاعر أحمد السقاف رحمه الله:
لا يصنع النصر إلا قائد بطل
يقود جيشا يهز الأرض إن وثبا
هو الرجى لفجر نحن نرقبه
فقد تمزق هذا الجيل واكتأبا
يرى بعينيه أشتاتا ملفقة
تشيع في أرضه التنكيل والرهبا
النصيحة: لا يوجد انتقام أكمل من التسامح؛ لأن الضعيف لا يمكنه الغفران، فالتسامح شيمة الأقوياء.
وقد قالها الزعيم مانديلا وبقيت كلماته حاضرات: «التسامح الحق لا يستلزم نسيان الماضي بالكامل».. وصلت الرسالة؟ في أمان الله.