[email protected]
في يوم العطلة جميل أن تمسك كتاب الروح للإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله - لتتجول في أبوابه الحادية والعشرين، وتحديدا في فصوله الـ 54 وفي الفصل 52 (الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان؟).
ونحن في مختلف أعمارنا لا بد أننا سمعنا قرآنا أو أثناء قراءتنا للقرآن أو في التعليم ومراكز تحفيظ القرآن قوله تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون) يونس 62 - 63.
لعل في سماعنا لتلك الآيات القرآنية الجميلة إجابة واضحة عن أن أولياء الرحمن لا خوف عليهم، ولا هم يحزنون، هم الذين آمنوا، وكانوا يتقون وهم المذكورون في أول سورة البقرة إلى قوله (...هم المفلحون) البقرة 5، وفي وسطها في قوله (ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر) البقرة 177 إلى قوله: (أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) البقرة 177.
مواضع كثيرة في القرآن الكريم تذكر صفات أولياء الرحمن، انظر مثلا في قوله تعالى: (ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون) سورة النور 52.
وفي قوله تعالى: (إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون) المعارج 22 - 23.
إلى قوله تعالى: (أولئك في جنات مكرمون) المعارج 35. وفي قوله: (التائبون العابدون الحامدون) التوبة 112.
واضح أن الكلام يشرح نفسه هم المخلصون لربهم، المحكمون لرسوله في الحلال والحرام، الذين يخالفون غيره لسنته ولا يخالفون سنته لغيرها، فلا يبتدعون ولا يدعون الى بدعة، ولا يتحيزون الى فئة غير الله ورسوله وأصحابه ولا يتخذون دينهم لهوا ولعبا ولا يستحبون سماع الشيطان بكل صوره على سماع القرآن ولا المعازف والمغاني على أم الكتاب على السبع المثاني.
٭ ومضة: لا وجه للمقارنة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، اللهم إلا أولئك الذين هم فاقدو البصر والبصيرة والإيمان، المخالفون لكل ما ذكرته من صفات ومحامد وخصال، فأولياء الرحمن هم الداعون له المحاربون لمن خرج عنه!
هل تحب أن تعرف أولياء الشيطان؟ هم كل من يدعون الخير وأفعالهم كلها شر!
ومن ينظر اليوم يجد ظاهرة (عبدة الشيطان) هؤلاء هم أتباعه (أشكره) عيني عينك قاتلهم الله وأخزاهم وخذلهم!
٭ آخر الكلام: قال الشاعر:
برئنا الى الله من معشر
بهم مرض من سماع الغنا
فلما استهانوا بتنبيهنا
رجعنا الى الله في أمرنا
فعشنا على سنة المصطفى
وماتوا على تنتنا تنتنا
٭ زبدة الحچي: أولياء الله بكل وضوح أيها القارئ العزيز هم أهل الإيمان والتقوى الذين يراقبون الله تعالى في جميع شؤونهم، فيلتزمون أوامره ويجتنبون نواهيه، فلا تظلم نفسك بعد اليوم، اجتنب المعاصي وأدِ النوافل والصلوات وسارع بالخيرات واترك المحرمات.
قارئي الكريم: الهداية والعبادة ليست حكرا على فئة أو على أحد ولا تُنال بالوراثة، بل هي رتبة ربانية تبدأ بقلب طاهر يعظم الله ويخافه في السر والعلن وتترجم الأعمال الى واقع عملي.
جعلنا الله جميعا من أهل القرآن والدين وأهل الله هم أولياؤه المختصون به اختصاص أهل الإنسان به!
اللهم اجعلنا من أصحاب الولاية المواظبين على طاعته وعبادته، والله أعلم!
في أمان الله وحفظه، يوم سعيد إن شاء الله.