[email protected]
«الأخت الكبرى» في الحياة ماذا تعني؟
أليست هي «الأم»؟.. أليست هي الذرى؟
تخيل انك في موضع (الأخت الكبرى) تربي وتضحي والنتيجة نكران فضل؟
أليست البنت الكبرى حبيبة ومستشارة أمها وأبيها؟
أليست هي المؤتمنة على أسرار البيت والعائلة؟ كم أخوة ضيعوا أختهم؟
في القصص عبرة وفي الحياة قصص تحكي قصة (أخت كبرى) ظلت طوال حياتها تضحي من أجل إخوانها وقوبلت بالجحود. هي والله قلب سليم وبسمة حياة ونبض وضمير لكنها غير محظوظة في بداية حياتها رغم تضحياتها.
لكن العمل الطيب والتضحية يضيعان عند البشر، لكنها أبدا لا تضيع عند من خلق الخلائق والبشر!
أب ماتت زوجته، لديه 5 بنات.. تقدم لخطبتهن 4 رجال.
فأراد الأب أن يزوج الكبيرة ثم التي تليها ثم التي تليها، ثم التي تليها، ولكن البنت الكبيرة رفضت الزواج لأنها أرادت ان تهتم بوالدها وتخدمه، فزوَّج الأب أخواتها الأربع، وجلست البنت الكبرى تهتم بوالدها وتعتني به حتى مات.
وبعد وفاة الأب فتحوا وصيته فوجدوه قد كتب فيها: «لا تقسموا البيت حتى تتزوج أختكم الكبيرة التي ضحت بسعادتها من أجل سعادتكم».
ولكن الأخوات الأربع رفضن الوصية وأردن أن يبعن البيت لتأخذ كل واحدة منهن نصيبها من الميراث، دون مراعاة أين ستذهب أختهن الكبيرة التي ليس لها مأوى سوى الله عز وجل.
ولما أحست الأخت الكبيرة أنه لا مفر من تقسيم البيت اتصلت بمن اشترى البيت، وقصت عليه قصة وصيّة والدها وأنها ليس لها إلا هذا البيت يأويها وعليه ان يصبر عليها بضعة أشهر لأنها أرادت أن تمكث في بيت أبيها حتى تجد لها مكانا مناسبا تعيش فيه، فوافق ذلك الرجل وقال: «حسنا لا عليكِ»، فتم بيع البيت وتقسيم المبلغ على البنات الخمس، كل واحدة ذهبت الى بيت زوجها وهي في غاية السعادة ولم تفكر إحداهن في مصير أختهن الكبيرة للأسف!
ولكن الأخت الكبيرة كانت مؤمنة بأن الله لن يضيّعها لأنها لزمت مصاحبة والدها وعاشت في خدمته.
مضت الشهور وتلقت الأخت الكبيرة اتصالا من الرجل الذي اشترى البيت، فخافت وظنت انه سيطردها منه، ولما أتاها قالت له: اعذرني أنا لم أجد مكاناً بعد، فقال لها: لا عليك أنا لم أحضر من أجل ذلك، ولكني أتيت لأُسلمك ورقة من المحكمة، لقد وهبت هذا البيت مهراً لكِ، إن شئتِ قبلتِ أن أكون لك زوجاٍ، وإن شئتِ رجعت من حيث أتيت وفي كلتا الحالتين البيت هو لك وحق لك، فبكت الأخت الكبيرة وعلمت ان الله لا يضيع عمل المحسنين، فوافقت على الزواج من ذلك التاجر الثري، وعاشت معه في سعادة تامة.
٭ ومضة: الله سبحـانه لا يضيـع (العمل الصالح) ويمهل ولا يهمل، وهكذا أسدل الستار في قصتنا على (سمو أخت كبيرة) وزوج (كريم) وهذا مرده (البر بالوالدين) بعد موتهمــا وتطبيق الوصيــة، فالبرّ لا يبلى والذنب لا ينـسى والديّــان لا يموت!
الله أكبر.. اعمل ما شئت فكما تدين تُدان، وتذكر ان الجزاء من جنس العمل.
٭ آخر الكلام: قال الشاعر:
نحن هدينا الناس من جهالة
وما علينا انهم لم يهتدوا
نحن زرعنا وسقينا زرعنا
دما ويأتي بعدنا من يحصدُ
التضحية في الحياة شيء عظيم، وخلق إنساني رفيع والنتائج دائما عند الله ومنه، فلا تضحية بلا ثمن، وكم ثمناً فاق التضحية!
٭ زبدة الحچي: في تاريخ البشرية (تضحيات) عظيمة نستلهم منها العبرة والحكمة وعمق التجربة، والمرأة عموما هي الأقرب للتضحية من الرجل لقربها من غريزة الأمومة!
تذكروا ان التضحية الكبيرة سهلة لكن التضحيات الصغيرة هي الأصعب!
ومن يُعطِ النور فعليه أن يتحمل الاحتراق!
والأقوياء هم الذين يقدمون التضحية ثمناً لما هو أغلى وأعظم!