[email protected]
أمور كثيرة تجعل الناس «توسوس» في هذا الزمان!
المسلمون يقرأون كل يوم في صلواتهم (من شر الوسواس الخناس).
الوسواس أصلا مرده من الفعل وسوس، ووسوس أي تحدث بحديث خفي غير مسموع.
والخناس اسم مشتق من الفعل خنس، وخنس أي خفي واستتر!
نسمع في الإعلام والمجتمعات وأثناء المخالطة مع الناس فلانا أو فلانة فيهم «وسواس قهري»،
والوسواس القهري جاء ذكره في قاموس الأطباء القديم خاصة علماء الإغريق، غير أن الذي اكتشفه هو الطبيب الفرنسي اسكوريل، وهو قسمان: علمي مادي، واعتقادي قهري، والثاني يمكن علاجه أحيانا بالرقية الشرعية!
الوسواس القهري هو أن يجبر الإنسان على التفكير في شيء معين «قهرا»، ويؤدي في نهاية الأمر الى توتر نفسي وقلق وأفكار غريبة وتصرفات عجيبة، وهذا الوسواس يصيب الكل الصالح والطالح!
وهناك فرق بين الوسواس القهري والوسواس العادي.
الوسواس الذي يصيب الناس هو المتعارف عليه، ومنه الوسواس والخفيف والمتوسط والشديد!
في الحياة رأينا بعضا من الناس وقد أصابهم الوسواس، فهو يعيد الصلاة أكثر من مرة أو يتوضأ عدة مرات، وهذا طبعا دور الشيطان فيه كبير!
وهنا يتسلل الشيطان الى الإنسان فيهجم عليه ويضعف عزيمته ويبطل عمله وعندئذ يكون العبد له أسيرا.
والشيطان في الغالب يهاجم الإنسان المغلوب على أمره أو المفتتن بالدنيا، ويكون العبد «حينذاك» له أسيرا.
قال سيدنا عثمان رضي الله عنه: «يا رسول الله، حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي، قال: ذاك الشيطان يقال له خنزب، فإذا انت أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا، قال: ففعلت ذاك فأذهبه الله عز وجل» رواه مسلم.
قال ابن عباس رضي الله عنه «إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس، فإن ذكر الله خنس».
ومضة: الله يساعد الأسر والبيوت التي بها «موسوس»!
الله عز وجل يبتلينا بهذا المرض لحكمة لا يعلمها إلا هو، فلنكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان ولنحرص على «النفث» حتى ندرأ شره، قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه سميع عليم).
فطلب العون لا يكون إلا من الله عز وجل، ومن استعان بالله عما سواه كفاه وعصمه ووقاه ويسر أمره، قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه... الطلاق 3).
أيها القراء الكرام، عليكم بالدعاء في الأماكن المخصصة مع حسن الظن واليقين بالله.
في حالة هجوم الوسواس عليك حاول أن تُصرفه مستغلا وقتك خاصة النظر في كتاب الله، واحرص على مجالس الذكر والأحاديث وسماع كلام أهل العلم والحكمة ومجالستهم، قال تعالى: (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم).
آخر الكلام: ماذا تقرأ إذا أصابك الوسواس؟
ينبغي علاج الوسواس بالأدوية الشرعية كتلاوة القرآن والرقية الشرعية وقراءة الأذكار!
زبدة الحچي: من واقع مشاهداتي في الحياة «للموسوس»، وجدت أن مجموعة من الأفكار تتسلط عليه ويظل يفكر فيها في ليله ونهاره وتسيطر عليه ولا يستطيع مقاومتها وتفرض نفسها عليه فلا يستطيع أن يتخلص منها وهنا يدخل دائرة القلق!
الأفكار المتسلطة أكثرها في العادة تكون سيئة، وأحيانا يشعر بالخجل وهو مجبر على فعلها لأنه بالفعل لا يستطيع أن يقاومها!
عشرات شاهدتهم تسيطر عليهم أفكار متعلقة بالنظافة وتجديد الوضوء، وبعضهم يخاف من الناس والجلوس معهم والتهرب منهم!
كنت في السابق لا أفهم معنى الاستحمام اكثر من مرة.
ولا إعادة الوضوء لأكثر من مرة، خاصة غسل اليدين لمرات عديدة وطويلة.
والتلعثم أثناء الحديث وفي الحوار والاتصال المباشر!
كما أن بعض المرضى لهم تصرف عجيب خاصة في الأكل وفق ترتيب معين!
وتبدو ايضا ظاهرة علو الصوت!
وايضا هناك من لا نستطيع فهم ما يقصده أو يشير إليه، فهو يتلعثم ويصمت أثناء توجيه الملاحظات أو الطلبات.
النصيحة: أن لا نذِّكر من تشافى من الوسواس القهري، خاصة خلال فترة علاجه في المستشفيات ومراجعة الأطباء، ونحاول أن نعيد له اتصالاته ونعمل على أن يكون متجاوبا بعد العزلة الطويلة!
إن أخطر ما في الوسواس القهري هو المرسوم في «الصورة الذهنية»، وايضا المخزون من الاندفاعات او الخيالات داخل النفس الإنسانية!
يوجد معالج نفسي طبي وآخر معالج شرعي روحي.. والله هو الشافي الواقي.
لا بد أن نشيد بجهود إخواننا في جمعية صندوق إعانة المرضى، ولكل يد إنسانية حانية تقدم المشورة والنصيحة لمن يعاني من الوسوسة في عالم يضج اليوم بكثير من الوساوس، فالله سبحانه يجنبنا السوء ونعوذ بالله عز وجل من الوسواس الخناس!
وتذَّكر.. لا «توسوس» فتندم!