[email protected]
الخبزة عنوان الامان والاطمئنان في اي مكان بالعالم الوسيع!
ان شفت شعب «ثائر» يطالب بالخبزة وضرورة توفيرها فاعلم ان البلد في خطر!
يقول شاب عشريني، بعد يوم شاق وطويل من العمل: وضعت «امي الله يطول في عمرها» امام ابي «خبزة محمصة» شبه محروقة!
مد ابي «الحكيم» يده وقضم الخبزة وكأنه مستمتع ومبتسم لأمي!
سألني عن مدرستي وانا «مشدوه» كيف ابي يدهن «الخبزة المحروقة» بالزبدة ويأكلها «متلذذا»؟!
قبل ان انهض من طاولة الطعام سمعت امي تحاول ان تعتذر لوالدي عن «خبزها المحروق»!
لن انسى رد والدي على اعتذار امي:
حبيبتي.. لا تكترثي «انا» احب اكل الخبز محمصا زيادة عن اللزوم وان يكون به طعم الاحتراق!
يا الله كم والدي «حكيم» اخذ بخاطر امي المتعبة.. في رجال في هذا الزمن مثل ابي؟
لحقته ودخلت عليه غرفة نومه وقبّلت يده ورأسه وقلت له: يا ابي لقد علمتني «درس عمري»، ردك تأملته وأحببته، «شكرا» ابي!
قال الاب: يا وليدي، امك اليوم كان لديها عمل منزلي كبير بذلت فيه كل جهدها وأصابها التعب والارهاق و«خبزة محروقة» لن تضرني!
يا وليدي: تعلم ان الحياة مليئة بالمواقف والاشياء الناقصة وعلينا ان نتقبل واقعنا ونغض النظر عن النقائص في كثير من الامور و«خبزة محروقة» لا يجب ان تكسر «نفسا» و«قلبا» جميلا كقلب امك التي تقوم بكل امور تربيتكم والطبخ والغسال، وعلى «الرجل» الحق والزوج المحترم ان يترفع عن «سفاسف» الامور، لأن «النقد واللوم» يميت لذة الشيء ويصيب نفسية الانسان!
النقد الحاد والاهمال وكسر الخواطر والتجريح كلها امور سلبية لأن اللوم الدائم «يعور» النفس الانسانية، لهذا يا وليدي ادعوك دائما الى «التغافل والتغابي» ولا تعطي الامور اكبر من حجمها، خاصة مع المقربين منك والذين تعرف تعبهم وجهدهم من اجلك!
٭ ومضة: عندما يسمو الانسان ويعذر ويلتمس «الرضا» ينال الرضا!
لا تعنّف «روحا» تبذل الجهد من اجل الآخرين والتمس لها الاعذار ونشر التسامح والمحبة «ثقافة» كل انسان يعرف ان الدنيا فانية!
عزيزي القارئ.. الخبزة «ايقونة» ثورات العالم والجائع عندما يجدها يشعر وهو يأكلها «حاف» بأنها ألذ ما خلقه الله لنا من نعمة!
لهذا قال «صاحبي» ابو العتاهية:
رغيـف خبز يابس
تأكلـــه في زاويــه
وكــوز مــاء بــارد
تشربــه من صافيـه
وغرفــــة ضيقــــــة
نفسك فيها خاليه
فهــــذه وصيتــــــي
مخبـــرة بحاليــــه
طوبى لمـن يسمعها
تلك لعمري كافيه
تبقى الخبزة التي ذكرتها لكم في هذه القصة «انا» اعتبرها من اعظم الصدقات التي تقدم في دافعة البلاء!
٭ آخر الكلام: احب أن انبه في مساحتي اليوم الى اهمية «تطييب الخواطر»!
انها فضيلة مكارم الاخلاق و«الرجولة الحقة» ليست جسما وعضلات انما «مشاعر» و«احاسيس» ولا يغفلها الا المغرور المتعجرف!
كلنا بشر خاصة «الزوجات» التي تقوم بدور كبير في اسرتها وتجازى بالنكران!
التوبيخ والتقريع ومحاولة اذلال المخطئ «ضغينة غلط» لا تمارسها و«شوف» الزوج الذي طيب خاطر زوجته من اجل خبزة محروقة!
٭ زبدة الحچي: جبر الخواطر خلق انساني رقيق حثت عليه كل الديانات، وكن كما قال الشاعر:
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق ان لم تسعد الحال
طيب لسانك بكلمات الاطراء لمن اخطأ تكسبه وكن صاحب نفس «نبيلة» جابرا للأوجاع مجبرا للخواطر، خلق كريم يحب الله عز وجل ربنا القدير ان يراه في عباده المؤمنين، وهو عبادة جليلة ذكرها العلماء في ابواب الاعتقاد فلا تجعلها عبادة مهجورة، اما انت يا زوج من «حرقت الخبزة» فهنيئا لك هذه الزوجة التي تلتمس لنفسها العذر لتقابل «برجل وزوج» ولا اروع منه الا صديقنا البروفيسور «بوشميس» الذي اخذها من الآخر ولم يتزوج!