[email protected]
لا تناقش «امرأة» حزبية!
راح تقولون شلقصة؟
هذي ميركل الثانية!
وانا اقولكم سووها النسوان الألمان! وليت الاحزاب العربية تتعلم الدرس!
ويا ليت «الاحزاب العربية» على امتداد الأقطار تتعلم «فن الخلافة»!
ليت رؤساء الاحزاب والمنظمات والجمعيات والشركات يتعلمون من الالمان كيف نورث «صح» أعز ما عملنا من اجله سنوات عمرنا!
كيف اجعل امتدادي باقيا من طلابي وليس من اهلي واولادي واقربائي!
ليتهم يتعلمون كيف «يضمنون» بقاءهم على كراسيهم بفكرهم لا جاههم ونفوذهم وأموالهم لأن الكراسي لا «تورث» إلا في السلالات الحاكمة!
بالامس، الدرس البليغ وصل كل شعوب العالم وحكوماتها من خلال وصول خليفة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الرفيقة انغريت كرامب ـ كارنباور لترأس الحزب المسيحي الديموقراطي مع منافستها فريدريش ميرتس!
وهكذا تثبت انجيلا ميركل انها بصدد طرح «انموذج لها» جديد يضمن «خطا فكريا» هو امتداد للحزب الذي تقوده ميركل بجدارة!
جاء فوز انغريت بـ 517 صوتا مقابل 482 صوتا لميرتس بعد خروج المرشح الثالث وزير الصحة ينس شبان في الجولة الاولى من التصويت!
كانت ميركل قد قالت انها ستتخلى عن قيادة الحزب ولكنها تعتزم البقاء حتى نهاية فترة ولايتها في العام 2021.
والرئيسة الجديدة انغريت هي «ثامن زعيم» للحزب منذ الحرب العالمية الثانية، وتولى جميع سابقيها باستثناء اثنين منصب المستشارية.
وتختلف الزعيمة الجديدة مع ميركل في عدد من القضايا مثل قضية الهجرة، فهي متشددة وترى ضرورة فرض «حظر» مدى الحياة على دخول اوروبا لطالبي اللجوء المدانين بجرائم خطيرة!
وترى انغريت ضرورة أن يظل الحزب المسيحي الديموقراطي «حزبا شعبيا قويا» وترى ايضا ضرورة «اوروبا الموحدة» المنفتحة على الداخل وآمنة خارجيا وهي تدعو للتعاون مع مجلس الامن الاوروبي والجيش الاوروبي!
تعد انغريت كرامب ـ كانباور زوجة منذ 34 عاما ولديها 3 اطفال وهي تستخدم «الدراجة النارية» وتمارس كرة القدم وعمرها الآن 56 عاما!
تُصر دائما انغريت على ان الحزب المسيحي هو «حزب الشعب» المتبقي وترفض التوجه اليميني المتطرف!
درست الاستاذة انغريت العلوم السياسية والمحاماة وعملت نائبة في البوندستاغ في العام 1998 ثم عادت لتتولى الامور السياسية في ولاية زارلاند بدعم من رئيس الوزراء آنذاك رئيس المحكمة الدستورية القاضي بيتر مولر.
على مدار اثني عشر عاما ترأست انغريت كرامب ـ كارنباور مناصب مختلفة منها اربع وزارات مختلفة هي: السياسة الداخلية والاسرة والتعليم والثقافة والعمل والشؤون الاجتماعية والعدالة.
أتوقع ان نرى خلال الاسابيع المقبلة تحركات حزبية من انغريت لإعادة تشكيل الحزب المسيحي الديموقراطي بدءا من القاعدة الشعبية مرورا بالقيادة، فهل نرى بداية «مواجهة» بين ميركل وخليفتها كرامب ـ كارنباور؟!
ومضة: سووها «نسوان ألمانيا» وخلصوا بهدوء ودون ضجيج مثل «اللي عندنا» ترى جعجعة ولا ترى طحنا!
وصلت انغريت كرامب ـ كارنباور باعتبارها وريثة الرئيسة انجيلا ميركل لقيادة الحزب المسيحي الديموقراطي!
تبرز خلال الاحداث القادمة هذه الشخصية النسائية البراغماتية الهادئة في كل شيء بلباسها وكلامها وتصريحاتها ونظراتها للامور، كما انها كـ«كاثوليكية» ستكون لها نظرة في قضايا الزواج، وقد ابدت قلقها من الازواج المثليين وحقوق التبني الكاملة.
تعجبني انها «مؤيدة» لقضية التجنيد والخدمة العامة، كما انها تتفهم «حقوق» الاقلية التركية في الاحتفاظ بـ «الجنسية» المزدوجة!
وتعتبر الجالية التركية من اكبر الجاليات المهاجرة في ألمانيا.
آخر الكلام: أشار بعض انصارها انهم وجدوا «صعوبة في كتابة اسمها على اليافطات» عكس اسم ميركل السهل!
فكتبت على موقعها في تويتر: اكتبوا A.K.K، مسهلة على الجميع الأمور!
زبدة الحچي: طبعاً خرجت بعض الصحف الألمانية «ساخرة»!
تتحدث بشأن «سيدة» تحل رئيسة عليهم كرئيسة للحزب، فكتبت صحيفة «برتزت» البرلينية ان الحزب الديموقراطي المسيحي «ليس جاهزا بعد لرجل»!
في تلاعب خفيف الظل بهذه العبارة التي تقال عن السيدة غير الجاهزة للدخول في علاقة عاطفية!
وكتبت صحيفة «تاتز» اليسارية ان الحزب ليس جاهزا بعد لرجل في القمة لرجل كقيادي، وانها «بنت» مرة اخرى، وهي عبارة تقال عادة عند الكشف عن جنس المولود، وهنا استخدمت للاشارة الى ان كرامب ـ كارنباور جاءت بعد ميركل ولم يأت صبي!
المشهد الأخير: شاهدت في التلفاز منظر وداع انجيلا ميركل والتصفيق الذي وصل الى 10 دقائق مصاحبا الدموع ورفع اللافتات «شكراً أيتها الرئيسة».
إلى الاحزاب العربية ومن سار على نهجها.. راقبوا الانتخابات الألمانية وتعلموا الدرس البليغ!