[email protected]
كم أنتِ رائعة يا حوراء!
وكم روايتك «أروع»!
الله يسامحك يا حوراء أرسلتِ لي روايتك على «PDF»، وسرقني الوقت لأقضي معها أكثر من 3 ساعات متمعنا في السطور والمعاني والمحتوى.
مَنْ هي «حوراء» التي أخذتني في «رواية خيالية» علمية، هي الإصدار الثالث من «مجموعتها القصصية»؟ والعجيب في هذه الرواية «قارئي الكريم» هو استخدام «الخيال العلمي» في أدب الرواية، خاصة أن «الرواية» اليوم تتصدر معارض الكتب.
الجميل في هذه الرواية (نحن والعالم) وكأنها تقول للقراء بعد القراءة: ها هم شباب الكويت.
أتعاطف مع حوراء، لأنها «معلمة» وأعرف الـ «سي في» الخاص بتاريخها الوظيفي والطلابي ونشاطها الأدبي والعلمي، ومشاركاتها واهتماماتها بالميديا والمسرح، وحصولها على الكثير من الشهادات والتقدير، وتستاهل «ابنة الكويت».
وأعود لرواية حوراء البحراني وأحاول تلخيصها لكم:
الرواية انقسمت إلى عشرة فصول، افتتح مدخل الرواية بجملة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد «ثروة الوطن الحقيقية تكمن في شبابه» ومنها ينطلق الفصل الأول بجملة الأستاذ مصطفى صادق الرافعي «إن لم تزد على الحياة شيئا فأنت زائد عليها»، لتبدأ حكاية امرأة مع صغيرتها التي لا تتجاوز السبع سنوات وهما في ديار الغربة (لندن)، حيث الطفلة تلّح بالسؤال عن وطنها، والأم تكتفي بجملة واحدة «أنت الوطن أميرتي».
فينقلنا الفصل الثاني إلى مدينة بريستول - المملكة المتحدة، فتكون لحظة استيقاظ فتاة تجهل ما يدور حولها ليتم استخراجها من وسط جهاز التبريد ليخبروها بأنها في عام 2025 وهي ترقد هنا مع غالبية شباب وطنها من منتصف عام 2018، حيث عصفت كارثة إلكترونية بالبلاد وتم استبعادهم للحفاظ على أرواحهم، وتتم إعادتهم إلى أرض الوطن بعد استيقاظ آخر شاب، ليتركوهم بمواجهة المجهول دون تفاصيل. وفي الفصل ذاته تعرض قضية الشاب البريطاني عمران الذي يحاول عرض اختراعاته في ليفربول إلا أن هناك من يحاول عرقلته ويرسله للكويت للحصول على خلايا إلكترونية.
أما الفصلان الثالث والرابع فهناك عرض تفاصيل لحياة الشباب بعد الاستقرار واندهاشهم من التغييرات الكبيرة والتطورات التي تشهدها البلاد، حيث مطار جزيرة فيلكا والنفق تحت الماء يربط بين الجزيرة وساحل البلاد، واتخذوا واجهة أبراج الكويت مكانا رسميا للتجمع والاتفاق على كيفية البدء بالبحث عن شيء لا يعلمون ما هو، وأقاموا بالفندق القريب من هناك.
انقسموا إلى مجموعات للبحث، إحداها في بيت القرين والمنطقة المحيطة به، وأخرى بالموانئ النفطية والنقاط التابعة لها.
تحدث مشادات وشجارات بين الشباب ويعود الهدوء بينهم أشد من سابقه، إلا أن أحدهم لم يعجبه البقاء في المجموعة وغادر ليستقل إحدى السيارات المتوقفة ويتلاشى هو والسيارة أمام أعين الشباب.
وفي الفصلين الخامس والسادس لا يعجبهم وجود الغريب عمران، حيث وصل للبلاد في اليوم الذي تلا وصولهم، وأثناء البحث يحصلون على رسائل متروكة لهم في مكتبه الخاص، حيث رسالة الأخير توصلهم إلى طريقة تركيب الحواسيب مع بعضها لتعرض لهم بقية الرسائل المحفزة وتعرض بعض الأسرار من شخصيات عامة ومؤثرة في الشباب.
وفي هذه الأثناء كان عمران قد عرف حقيقة انتمائه للمكان ولهؤلاء الناس، إلا أنه يرفض هذه الحقيقة ويحاول الهروب منها ويدخل في عداء مع صديقه إيليا الذي كشف له ذلك، فيقوم بخداع الشباب ليأخذ الخلايا ويعود إلى ليفربول.
حينها كشفت الرسالة الأخيرة أن الخلايا هي حل اللغز الذي يعيشونه، وهي موجودة لدى امرأة وابنتها طلبتا اللجوء الى لندن.
ومن الطبيعي حينها أن يطلب الشباب مساعدة عمران لبدء التحري عنها، فيخبرهم بالمعلومات المغلوطة ليسبقهم هو بالحصول عليها،
فيسافر مع مجموعة من الشباب إلى لندن رغم معرفته أن المرأة انتقلت إلى ليفربول.
في الفصلين السابع والثامن وبعد لحاق مجموعة أخرى من الشباب الذين وسوس لهم إحساسهم بخبث نوايا عمران، استطاعوا في النهاية خداعه والاجتماع في ليفربول تاركيه وحيدا في لندن.
ولكنه أطول يدا وأقوى حيلة، فقد قام باتصالاته لتُخطف المرأة دون ابنتها، حيث إنها استطاعت تهريبها في الوقت المناسب للشباب.
وبعدها تبدأ مواجهة الصغيرة مع عمران، لتسقط متعبة فيتم معرفة سبب إغمائها وإعيائها المستمر فهي تحمل خلايا مزروعة في جسدها، لهذا كانت تردد الأم «أنت الوطن يا ابنتي».
في الفصل التاسع وبعد محاولة عمران سرقة الخلايا التي تم استخراجها من جسد الطفلة هربوا جميعا الى الوطن مرة أخرى قبل ان يكتشف ان ما تمت سرقته مزور وتتم محاولات تهريب الأم وإيصالها لأرض الوطن.
أخيرا الفصل العاشر والذي تعَنون بأبيات للدكتورة سعاد الصباح «نحن باقون هنا»، انحصر بمشاعر طيبة للأم وغربتها وعذابها مع ابنتها للحفاظ على الخلايا التي تعتبر مفتاح العودة والأمان، حيث اختراع السيارة الناقلة التي تم اختراعها قام أحدهم باختراق لوحتها الأم ليتلاشى أي إنسان وتدخل خلاياه بالخلايا الإلكترونية فيعطون بذلك الحياة للخلايا التالفة في جسم الإنسان، ومن قام بذلك استقصد بعمليته الشخصيات العامة والمؤثرة ليخلخل الجو العام في البلاد فيضرب ضربته المتهالكة، لذا تم استبعاد الشباب إيمانا بأنهم قادرون على تجاوز هذه العقبة وإيصال البلاد إلى مرسى الأمان.
ومضة: شكرا للكاتبة المعلمة حوراء ناجي البحراني على هذه الرواية والشخصيات التي حركتها وتمثل أطياف مجتمعنا الواعد المتماسك في السراء والضراء والثبات على مبادئنا وقيمنا التي جبلنا عليها جيلا بعد جيل.
آخر الكلام: نعم يا حوراء.. كانت عقدتنا الأصل والفصل والمذهب والعنصرية والأنانية، واليوم نحن شعب «موحد» ولله الحمد وأثبتت الأحداث أننا مجتمع متماسك بكل أطيافه بعد أن غير الزمن تفكيرنا للأحسن والأفضل.
زبدة الحچي: صدقت يا حوراء.. نعم هناك في حياتنا أشخاص يجبروننا على «العجز» عن نسيانهم، فهم يتركون آثارا عميقة في نفوسنا، ومعك الحق كل الحق في كلمة الشكر لزوجك، وإلى أميراتك (آلاء وفجر).
ومسك الختام ما قاله والدنا صاحب السمو أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد «ثروة الوطن الحقيقية تكمن في شبابه».
حوراء.. شكرا كبيرة على هذه الرواية الجميلة ذات المعاني الجزلة، وكما قالوا: «روايتك مساحات من التأمل واتساع مدارك المواطن العارف لمسؤولياته القائم بواجبه».
أعدتُ الرجوع إلى روايتك مرات ومرات وهالني حجم المفردات والمعاني، فلك شكري وتقديري حوراء البحراني.. إليك (قرائي) مشكورة أم آلاء ولا تنسي حجزي للرواية القادمة.. في أمان الله.