[email protected]
اليوم وللمرة الخامسة أفعلها وأتجه الى منزل «والدتي» التي غيّبها الموت، رحمة الله عليها.. وعندما انتبهت سألت نفسي سؤالا: ما أصعب «الاعتياد».. يا الله، حتى الآن وأنا «مبرمج» نفسي لزيارتها اليومية؟
بالعقل، العملية لا أدري نعمة أم نقمة؟
هو اعتياد «داخل» نفوسنا وعقولنا «لشخص ما» له أهميته في حياتنا!
لهذا كانت «الوصية» دائما «عوِّد» أي اجعله من عادتك!
الاعتياد «ممارسة إنسانية» طبيعية اذا قمت بها فاعلم أن الأمر طبيعي!
هي علاقة بـ «شخص ومكان»!
إنه «الإدمان المحبب» إن كان لوالديك أو أحدهما!
أنا أرى «التعود» أوجع من الحب، لأنك اذا «أحببت» من الممكن أن تنسى؟.. لكن إن تعودت فهذا «صعب جدا»!
المصيبة والأنكى اذا اجتمع عليك «التعود والحب»، وهذا ما حصل لي أثناء الاتجاه اليومي الى منزل الوالدة (رحمها الله) رغم غيابها.. «تكفون ادعوا لها» قرائي الكرام!
إذن، «التعود» قد يكون ميزانا!
إنه سلوك غير إرادي «اعتياد وتعود وعادة» جزء لا يتجزأ يسيطر علينا وننقاد له!
الأسبوع هذا أيقنت أن «العادات» تكمن في الذات البشرية وهي إرادة بكل ما تحويها هذه الكلمة من معنى، والأكيد ان هذا الاعتياد والتعود قد يكون «إيجابيا أو سلبيا»!
نعم.. أستطيع أن أقول لقرائي: قاتل الله العادة!
التعود «سجن».. والزمن كفيل فقط بتحريرك منه!
أعرف أن هناك من يقول لي: التسوق والقراءة والتعاطي والسهر وقلة الأدب والنظافة والرياضة واللقافة وغيرها.. تعود!
يقولون: خير العادات ألا تعتاد شيئا!
نبقى بشرا، نعتاد الأماكن والبيوت والفلل والقصور بساكنيها، ونعتاد «أشخاصا» في حياتنا ونموت «ألف ألف ألف موتة» إذا حرمنا منهم.
أعجب من أُناس «خلقهم عجيب»، فهم لا يتأثرون بشيء كالجبال الصماء «نفوس فيها غلظة» حتى «الموت» لا يترك فيهم أي أثر؟
لست اليوم «قرائي الكرام» في موضع «النصح»، وإنما في «التساؤل».
تعلمت من «فقدان الأم» انه لا يعادلها بشر ولا شيء في الحياة، وإن كان «التعود والاعتياد» من ريحتها فأنا منجذب الى هذا الحنين وسأُلبيه بالذهاب الى شاهدها في مقبرة الصليبخات والدعاء لها، وإن اتجهت الى منزلها فسأدعو لها وأتذكر ذكرياتي الجميلة معها.
٭ ومضة: الاعتياد والتعود «حيوية تشدك لمن اعتدت عليه»، وهو شعور نائم يوقظه وقع الحدث وزلزال المصاب الجلل بالفقد!
وتذكروا أن «سُنّة التغيير» موجودة في الإنسان فقط يبرمج نفسه وسيعتاد ويتعود الواقع!
ليس خطأً أن تعتاد وتتعود وتكون محتاجا الى هذه القابلية، فالإنسان بطبيعته وتكوينه يتبرمج ويتعود وهذا من «خلق الله» حتى تكون جاهزا لمتطلبات الحياة.
٭ آخر الكلام: إن معظم الصور التي ذكرتها في صدر المقال ان كانت طيبة او رديئة هي طباع ليست «موروثة بيولوجيا»، انما هي «تطبُّع» في سلسلة من «العادات» التي نمارسها في حياتنا اليومية، فإن فعلت «مثلي» فهذا «أمر» لا يستوجب «الزعل» بل الشكر لله إن «علّقك وأوصلك وربطك بوالديك»!
٭ زبدة الحچي: وتمر شهورنا وأيامنا ونحن في رحلة البحث عن «الشعور المرهف» والإنسان اللصيق فإما «عزلة» او تجاوب، وتختلف «صور التعود والاعتياد والعادة»، ولهذا هناك كثير من البشر لم يشعر الآن بـ «الفقد» لكن إن حدث فإنه يقتلعك من كل طقوسك وتختفي البسمة من حياتك!
نعم.. قد يكون «اعتيادك» نوعا من الإدمان لكنه «إدمان محبب»!
لهذا، دعونا ندعو «لكويتنا» بالحفظ من كل «الأشرار» الذين يستهدفونها.. فوالله مازلنا نتذكر كيف «فُجعنا» يوم حرمنا من «حريتها» في اغسطس 1990.
التعود على هذه النعمة اليوم يستوجب منها الحمد والشكر، علينا ان «نحس» بهذه «النعم» ونتصور كيف لو «حرمنا» منها؟
اللهم كما رزقتنا النعم فارزقنا «الشكر على النعم» بوجود الوطن والوالدين والأرحام وكل «نعمة» قدرتها لنا!
قارئي العزيز.. التعود حين ننقلب عليه ونقرر التغيير سنجد له أعراضا انسحابية كما «الإدمان» تقوى وتضعف بحسب شدة التعود!
ويبقى لنا في الحياة الأمل والتوازن.. الحاجة الدائمة للتعلم من اخطائنا، فالخطأ أبدا لا يعالج بالخطأ!
عليك ان تعرف ان «التعود والاعتياد» مراتب كما هو «الحب» تيم ووله وكهرباء قد تصعقك!
التعود.. متاهة الى متاهة!
٭ النصيحة: تفاءلوا بالخير تجدوه، وتوقعوا الشر تدركوه!
واعلموا أن الدنيا كلها بمباهجها ونعمها زائلة وأن ما عند الله خير وأبقى.
رسائل التفاؤل خلها معك على مدار الساعة وان كنت مثلي «متعود ومعتاد» على الفقد.. فقل الحمد لله رب العالمين.. القادمات أحسن!