[email protected]
المرأة كتاب مغلق لا يقرأه إلا الرجل الذي اختارته..!
كنت في احد الدواوين العامرة وتحدث أحدهم قائلا: النساء (تافهات) والحريم ما عندهم شغل إلا الحش! أي النميمة والغيبة.
واسترسل صاحبنا مهاجما (بنات حواء) وكأنه في عداء سافر معهن، متناسيا أفضالهن عليه وعلى جميع أبناء آدم.
قلت له: (حنانيك) يا أخي هذا الكلام لا يجوز خاصة كلمة (تافهة) فأنت هنا (تحقّر) أُمك وأختك وزوجتك وعمتك وخالتك وابنتك.. قلّة مع هذا التفكير المعوج.. الحمد لله الأكثرية يعرفون الحق.
فقال يا عمي.. انتوا الصحافة بس تدافعون عن الحريم بسبب ومن غير سبب. و(تعچفون) لها، بمعنى تمدحونها.
فقلت: لا يا أخي، نحن وغيرنا هنا وهناك (المرأة) عندنا مقدرة ولها منزلتها واحترامها.. وأنت وأمثالك (التافهين) من يستحقون هذا المسمى الذي (يليق بكم) لتفاهة تفكيركم، فالمرأة كرّمها الدين والملة والشريعة وهي (أخت الرجال) وتاج على الرأس ووسام على الصدر، فبُهت الذي تطاول، ولزم الصمت ثم ما لبث ان خرج من الديوان يجر أثواب الخيبة!
هذا (النكرة) ذكرني بالأديب مصطفى صادق الرافعي في قوله: في قلب الرجل ألف باب، يدخل منها كل يوم ألف شيء، ولكن حين تدخل المرأة من أحدها لا ترضى إلا أن تغلقها كلها!
وله قول آخر في المرأة يقول: كن الرجل في معانيه القوية، فلن تجد المرأة معك إلا في أقوى معانيها.
وستبقى هناك شريحة من هؤلاء الرجال في صراع. قال الشاعر:
لكل شيء آفة من جنسه
حتى الحديد سطا عليه المبرد
قيمة المرأة في مجتمعها وأُمتها كبيرة جدا، فهي المدرسة الأولى التي تخرّج (المكرمين) الرجال الذين يقدّرون المرأة ويعطونها (المنزلة الواجبة)، ولهذا نجد ان اكثر الرجال مدافعون عن المرأة في حين بعض النساء هن أعظم (كارهات) للمرأة!
نحن في مجتمعنا الكويتي ولله الحمد المرأة نالت حقوقها تدرجا حتى وصلت اليوم الى مراتب قيادية في الدولة.
هناك بعض الرجال لا يزالون على رأيهم بأن مكان المرأة البيت والعيال.
وللحقيقة أعرف الكثير تراجع عن هذا القول في ضوء الاحتياجات المتزايدة لعمل المرأة ومشاركتها للرجل المصاريف وتكاليف الحياة الباهظة اليوم.
وليس صحيحا ما يُعرض من هذه التمثيليات الهابطة التي تظهر الرجل والمرأة بصورة غير حقيقية بعيدة عن الواقع المَعِيش، فنحن ولله الحمد في الكويت تحظى المرأة والرجل باحترامهما في توازن طيب وبدون إثارة او شوشرة.
٭ ومضة: ما عادت كما يقولون (أسرار المرأة دفينة) فهي تمارس حياتها دون قيود وبحدود.
المرأة في الكويت أثبتت وجودها أثناء الاحتلال العراقي ومن يستعرض أسماء الشهيدات يقف لهن احتراما.
المرأة في الكويت شريك موازٍ للرجل تعمل وتترقى وتنال حظوتها من الترقيات والتصعيد الإداري والفني وتنافس الرجل وأحيانا تتفوق عليه، وهن شريكات في كل نجاح.
٭ آخر الكلام: ما عادت هناك (أسرار) في حياة المرأة، فالكل إلا من رحم ربي وقع ضحية (إدمان) الشبكة العنكبوتية، وأصبح هناك كثير من النساء لا يعترفن بالخصوصية، بل ينشرن حياتهن اليومية على الفيسبوك والانستغرام والتويتر!
وهناك (خبايا) لا يمكن لأحد ان يعرفها.. فابنة حواء دائما لديها خبايا وأسرار، فهي تكتب مثلا المكان والمطعم لكن تبقي المشاعر والأحاسيس في علم الغيب.
٭ زبدة الحچي: أعظم ثالوث في التاريخ هو: الأم والأخت والابنة.
المرأة دائما تلهم الرجل، والذكية التي تثير اهتمامه، فهي الأم وهي الزوجة وهي الابنة.. كيف بالله تريدون مني كرجل بعد ان جربت هذه النعمة أن أقلل من شأنها واحترامها وألغي وجودها.. كيف؟!
أضحك كثيرا وأنا أقرأ شعر علقمة الفحل يقول:
فإن تسألوني بالنساء فإنني
بصير بأدواء النساء طبيب
إذا شاب رأس المرء أو قل ماله
فليس له من ودهن نصيب
أيها الرجل إليك (السر العظيم) اجعله نصب عينيك:
المرأة قد تصفح عن خيانتك ولكنها أبدا لن تنساها!
تقول الشاعرة الشيخة د. سعاد الصباح:
فرق كبير بيننا.. يا سيدي
فأنا الحضارة.. والطغاة ذكور
٭ ختاما: ليس هناك أجمل من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «خير النساء إذا أُعطيت شكرت وإذا ابتُليت صبرت»، وفي حديث آخر: «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة».
قال تعالى في محكم التنزيل: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله..) النساء 34.
وهكذا تمضي الدنيا بنا، فالمرأة تريد أن تكون آخر امرأة في حياة من تحب، بينما هو يريد أن يكون أول رجل في حياة من يحبها!
سر قوة المرأة أيها القارئ في ضعفها ودموعها.
وصدق الإمام الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: جهاد المرأة حسن التبعُّل. أي حسن عشرتها لبعلها، أي زوجها.
المرأة في مجتمعنا الكويتي لها تأثيرها القوي الكبير، وقد أدركت نجاحها بينما هناك (رجال) بيننا لا يزالون في (نومة أهل الكهف)!