[email protected]
حديثي اليوم عن الأكياس!
الإنسان بطبعه يحب كل شيء خاف غير ظاهر!
نحب أن نهدي أكياسا لا نعرف ما بداخلها!
لهذا، الكويتي من هواة الإهداء بالأكياس خاصة التي تكون مشتراة أو نقصه!
ولكنه أبدا لا يحب ظهور أكياس الجلد أو المليئة بالسوائل وما شابهها!
موعدنا كل خميس في ديوانية محمد العجيري ـ بوقصي - مع الأكياس، كل منا يدخل ومعه كيسه، العم سالم الحربي يدخل علينا بكيس اللقيمات، وأبو بشار بأكياس أنواع الحلو والكاكو والانتريك وأنا تخصص عسل وأجار ولقاح وچاي مضبوط وقهوة وهكذا..!
كنت في ديوانية، وطرح عليّ سؤال وكأنني متخصص بالأسواق والمولات: يا بومهند لمَ تذهب الناس للمولات والأسواق وتحوس وتهايل وتخرج دون شراء كيس واحد؟!
الحقيقة سؤال في محله وعجيب، فالملاحظ أن الناس بالفعل تدخل الأسواق والمولات ولا تخرج ومعها أكياس!
من واقع معايشتي، هناك مولات في كثافة حضور هائل وكبير وواضح للعيان، لكن السؤال: بمَ يخرج هذا الزائر؟
نعم.. أنا شفت بعيني هناك محلات عليها طلب ولولا هذه المشتريات لسكرت المحلات التي تبيع الكماليات لأن المطاعم والكافيهات لها جمهورها وزبائنها!
الغريب أن كل زوار الكويت نعم يسألون عن أسواق معينة يأتي على رأسها سوق المباركية!
هناك مجمعات كبيرة وهناك أكثر من 576 مجمعا تجاريا في الكويت تقدم خدماتها للزبائن، منها 60% في حولي والفروانية!
24 مليار دينار إنفاق الكويتيين والمقيمين في أسواق الكويت عام 2018!
أظهرت الإحصاءات الأخيرة أن استهلاك أسرة متوسطة الدخل في الكويت كما يلي:
ـ 33.2 % خدمات السكن.
ـ 16.7% أغذية ومشروبات.
ـ 11.4 % المفروشات والصيانة.
ـ 8% كساء وملبوسات.
ـ 7.5 % نقل.
أستطيع أن أؤكد أن رفاهية السوق اليوم تتراجع مع وجود البدائل (أصحاب الشنط المحمولة والسيارات الجوالة)!
وأساسا ثقافة الكويتيين الاستهلاكية تغيرت (قام يشتري كل احتياجاته أثناء سفره للخارج)!
الركود الاقتصادي وتراجع العقار واضح ان له تأثيرا على «سياسة الأكياس»؟
صار التسوق في الكويت الآن (زوارة) في أيام (الخميس ـ الجمعة ـ السبت) الفائز الأكبر المطاعم والمقاهي والكافيهات فيما يمارس كثير من الرواد (الأكل بالبيت) أسلم للجيب!
الحمد لله خفت المشاحنات والشجار والهواش مع التوعية المستمرة وزيادة عدد رجال الأمن.
٭ ومضة: قال لي رجل حكيم سبق عصره ـ رحمه الله ـ الدولة التي لا تعمل حساب «الطبقة المتوسطة» ما تفكر عدل ومخطئة لأنهم أساس الحياة الاقتصادية وعمودها، وقد صدق، فمن خلال مسحي للمولات والأسواق أرى الفائز من خطط لاجتذاب الطبقة المتوسطة!
٭ آخر الكلام: اليوم واقع الأسرة الكويتية ومتوسطها 6 أفراد وهذا يعني حسب الدراسات والإحصاءات والاستبيانات ما يعادل 3000 دينار ومعلوم أن الأسرة الكويتية لا تدخر (مالاً) اللهم إلا قلة! والسبب أن الأعمار من 25 ـ 34 هم الأعلى في الاقتراض!
وتبقى الحقيقة أن أهل الكويت هم أكثر شعوب العالم شراء للملابس والأحذية!.. نعم تشغلهم الماركات ويبحثون عن التميز!
وهذا الهوس لم يعد مقتصرا على النساء فالرجال مهووسون بالصرعات!
٭ زبدة الحجي: هناك شريحة كبيرة جدا هي «خلط من المواطنين والمقيمين» يبحثون عن الأسواق الرخيصة والتنزيلات وأحيانا (أنا) أشوف بضائع أقول: هل هذه بضائع غسل أموال؟.
في الأعياد ليست أسواقنا قياسا لأنها ازدحام وغلاء، لكنني حاولت أن أتنقل معكم طوال أيام الشهور بعيدا عن المواسم، وتذكروا كلامي، رمضان مقبل على الأبواب شوفوا الأسعار شلون راح تشلّل فوق!
أنا أتصور وليت «الاقتصاديين» يفيدوننا، هل وصل أصحاب المولات والمحلات إلى هامش ربح قليل مع قضية الأرباح أم تسكير الإيجارات أم مواجهة الركود؟
الإنسان كلما تقدم به العمر تبدلت معه سلعه المطلوبة والأكيد أن المواطن مرتبط بـ «المد والجزر» في حالة السيولة وأيضا النفسية! فيجب ألا نستهين بالحالة النفسية وتأثيرها على سلوكه الشرائي!
أكو تجار الله يبارك لهم في حلالهم يأخذون أرباحا معقولة تنعكس تماما على زبائنهم الذين يؤجرون منهم المحلات وبالتالي ينعكس هذا على نفسية المشتري!
وأعطيكم مثالاً كيف يكون تقييمك للمول أو السوق صحيحا!
إذا خرجت من المول أو السوق ورأيت الناس تحمل بيدها «أكياسا» فاعلم أن هذا السوق أو المول ناجح!
وتبقى الحقيقة المرة أن الوهاب والرزاق في السماء والحاسد في الأرض!