[email protected]
أرسل لي الابن عبدالهادي العجمي ـ واتساب عن «صائب عريقات»، ما جعلني أمسك القلم لأرد عليه!
صائب محمد صالح عريقات، سياسي فلسطيني من أريحا في الضفة الغربية، وهو من أسرة تنحدر من بلدة أبوديس القريبة من القدس الشريف.
عمل محاضرا في جامعة النجاح الفلسطينية عام 1979، كما عمل صحافيا في جريدة القدس الفلسطينية لمدة 12 عاما وكان قريبا من (الختيار) وتولى مسؤوليات كثيرة ذات علاقة بالمفاوضات خاصة مؤتمر مدريد عام 1991 وهو (الحاضر الدائم) في المفاوضات الفلسطينيةـ الإسرائيلية (سرا وعلانية)!
في عام 1994 عينه عرفات رئيسا للوفد الفلسطيني المفاوض وكلنا نعرف انه أحد (عرّابي) اجتماعات كامب ديفيد عام 2000 ومفاوضات طابا عام 2001.
في سنة 2009، عينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيسا للوفد الفلسطيني وبعد (تسريب الوثائق الخاصة بالمفاوضات استقال عام 2011 من منصب رئيس دائرة المفاوضات الفلسطينية).
انتخب عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1996 ممثلا عن أريحا واحتفظ بمقعده في المجلس التشريعي عام 2006 التي اكتسحتها (حركة حماس) ولم تستطع إزاحته عن مقعده!
في عام 2006، انتخب عضوا في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني وهي أعلى هيئة قيادية في الحركة، ثم اختير بالتوافق في نهاية عام 2009 عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ألّف صائب عريقات كتبا، منها: «الحياة مفاوضات» في عام 2008، وكتاب «بين علي وروجر» في عام 2014، وقارن عالم المفاوضات ما بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وروجر فيشر المفاوض الأميركي.
إذن، هذا جزء من تاريخ الناشط السياسي والأستاذ الجامعي والصحافي وكبير المفاوضين صائب عريقات!
ما جعلني أكتب له أنني شاهدت (فيديو) انتشر على الميديا هنا في الكويت يقول انه (حس انه ميت بعد إجراء عملية الرئة له ووصف عملية موته لمدة ثلاث دقائق وثوانٍ قائلا: يا بيا هذه صعبة؟ ما استدعى من فريق الأطباء المشرف على عمليته ان يجري له عملية في القلب المفتوح، ثم واصل حديثه عن الموت قائلا: خايف تحكم عليّ الناس انني بهلوس؟
هذه الأشياء ما فيها لعب، دخلت عالم لا خضار ولا طبيعة.. يمكن نفق، ورأيت ساعتها وجوها معينة لا أعرف أساميها كنت أنا أساعدها!
ما بي أقول إني خرجت من جسمي.. بس كنت أسير بسرعة الريح.. مش في السماء.. في شيء مفتوح.
وأتوقف قليلا بعد هذا الكم من (الترهات) التي قالها (صائب) ويا ليتك تمسكت باسمك وكنت (صائبا) في قولك.
كلنا نعرف ان الـ «ترهات» هي الطريق الصغير المتشعب عن الطريق الأعظم، والترهة هي الباطل قولا أو عملا تافها خاليا من النفع!
لهذا يقولون: جاء كلامه حافلا بالأباطيل والترهات.
٭ ومضة: ليتك يا صائب شفت لنا من المقاولون الفلسطينيون الذين بنوا الجدار.
وليتك يا صائب وأنت تحكي الدقائق الأخيرة من حياتك أن تتذكر الآخرة عن (جد وحق) وليس ترهات كما رأينا؟
ليتك يا صائب وأنت في «مماتك» الأخير لم تمارس أدوارا قمت بها في حياتك من «غلو ومبالغة» وصب الزيت على نار الأحداث، ليتك يا صائب تفرست في الوجوه التي قابلتها ربما يكونون من ضحاياك.
٭ آخر الكلام: يبقى هذا «الشقي» ذو اللحية البيضاء الخشنة محنكا سياسيا كما هي لحيته لا هي بالحليقة ولا هي مرسلة (بين بين).
٭ زبدة الحچي: رضينا أم زعلنا يبقى «صائب عريقات» يتحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة أهلها وهو هادئ الطبع واضح المنطق لكنه هذه المرة لم يعجبني ولا كثيرا من الناس لدخوله عالم البرزخ!
لقد استعرضت حياته ووجدت انه قاد معارك التفاوض بنوع من الندية والصلابة. وأتذكر تقريرا قرأته في مفاوضات واشنطن أن الأميركيين شكوا لعرفات ضرورة وجود قيادات فلسطينية في التفاوض، يومها قال: البديل الوحيد لعرفات هو الفوضى. فهل كان كل هذا الحكي عنه؟
أتمنى كمواطن عربي من الكويت التي ترتبط بالقضية الفلسطينية ألا يخرج علينا قادة فلسطينيون ويعرضون لنا تجاربهم مع الموت وهم أحياء.
فالشعب الفلسطيني اليوم مشغول بتداعيات صفقة القرن.
وما دمنا في الدنيا فسنعيش أحداثها، أما الآخرة وما وراء البرزخ فهي عند الخالق سبحانه، والتفتوا قليلا لمعالجة قضاياكم وحل هموم شعبكم الذي يعاني الانقسام المر!