[email protected]
بكل صراحة يا أُمة الإسلام زاد الإلحاد!
وزاد التطبيل للتفسخ والانحلال وكل أنواع الموبقات!
في السبعينيات بدأت صحوة، وتعززت في الثمانينيات وحصدنا نتائجها في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات لوجود (مشايخ) قمم لا رمم!
اليوم وأنت تتابع (الميديا) والفضائيات (تتهول) من حجم المجاهرة بالإلحاد!
وبرفقة هذا الإلحاد القبيح بدأت تظهر الجماعات الماجنة مثل عبدة الشيطان والملاحدة واللادينيين و.. و.. و..!
إن على وزارات الأوقاف في دول مجلس التعاون الخليجي العربية مسؤولية التحرك العاجل والفاعل لقبر هذه الظواهر الإلحادية التي تستهدف (المجتمعات الخليجية العربية) لوجود عوامل كثيرة، منها الحياة الرغيدة والرخاء وأعلى نسب الشباب وغياب مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة التي تشد من الأزر الحكومي بعطائها الشعبي، خاصة مع (تزايد ظاهرة الإلحاد)، وعلينا أن نعد العدة لمواجهة هذا الخطر بكل الحزم والمسؤولية لدحر الخطر عن شبابنا وأمتنا، فماذا نحن فاعلون؟
٭ ومضة: إنني أعجب من هذا الذي ترعرع في مجتمع إسلامي وبيت إيماني أن يكون ملحداً!
(أفي الله شك)؟!
نعم.. هناك من ينكر وهناك أعظم من يجحد:
وليس يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
والله إن كل ما نراه بأعيننا ونسمعه بآذاننا ونعقله بقلوبنا وكل ما نناله بحسِّنا هو دليل على الربوبية والألوهية!
قبّح الله الإلحاد.. أتعرفون ماذا نقصد بالإلحاد؟
إنه إنكار وجود الله تبارك وتعالى، والملحدون هم الذين لا يؤمنون بوجود الله جل وعلا، وهم يقولون للأسف: إن الكون وُجد بلا خالق والمادة أزلية هي الخالق والمخلوق معا؟
وبالتالي، فإن المحصلة أنهم يكفرون بالرسل وكل الأديان!
وهم صنفان: - الصنف الأول: من يعتقد بنفي الله جل وعلا.
- الصنف الثاني: وهم الذين يُطلق عليهم (اللاأدرية) وهم الذين يقولون: لا ندري هل يوجد خالق أم لا؟
ويجمع هؤلاء وأولئك على عدم الإيمان بالخالق جل وعلا، لكن هؤلاء مع الشك وأولئك مع الجزم!
وكل الملاحدة الذين صنفوا على أنهم من (المفكرين) هم من الذين أعلنوا إلحادهم لم يتمتعوا بصفة الإلحاد الموجب - كما يقولون: أي لم يستندوا الى نظريات علمية وإنما هم ملحدون إلحادا سلبيا، وذلك أنهم يبدون - فقط - عدم قناعتهم بأدلة وجود الله تبارك وتعالى.
الآيات والأحاديث الدالة على وجود الله كثيرة جدا ويصعب عليَّ حصرها في هذه المساحة الضيقة!
أيها القارئ في كل مكان، لا تدخل مع (ملحد) في سجال وأنت غير مهيأ لمثل هذه النقاشات، لأن هؤلاء (الشرذمة) من البشر (فراعنة)، كما قال فرعون عليه لعنة الله (وما رب العالمين) الشعراء 23.
في العصر الحالي اختلف الأمر، فهم اليوم مع وجود (الميديا) والتواصل الاجتماعي بدأوا يستغلون الشبكة العنكبوتية لنشر (مبادئهم الضالة المضلة الهدامة) وهي عملية تستوجب الوقفة من كل الأديان الرئيسية (الإسلام والمسيحية واليهودية)!
٭ آخر الكلام: تذكر الإحصاءات أرقاما مخيفة، ففي اليابان في عام 2006 ذكرت الإحصاءات أن 65% من اليابانيين أصبحوا ملاحدة!
وازداد الملاحدة في المكسيك بنسبة 5.2%، وكما نعلم أن الكثيرين من البوذيين ملاحدة!
لدينا طبعا في عالمنا العربي والإسلامي المعاصر ملاحدة حجزوا لأنفسهم (أماكن) في مزبلة التاريخ بإنكار الخالق جل وعلا.
٭ زبدة الحچي: اليوم بدأت تظهر علناً مدارس إلحادية تحت مسميات غريبة مثل:
- الاتجاه العلمي التجريبي.
- الاتجاه الفكري الفلسفي.
طبعا، يساند هذه الاتجاهات الفاسدة تيار العلمانية واللاوجودية والوضعية والشيوعية والداروينية.
أما (الشباب الآن الذين تشاهدونهم وتسمعونهم في الميديا) هم من المدرسة (العبثية الإلحادية) وعبدة الشيطان والشواذ والمثليين وغيرهم من المغيبين بالمخدرات والسموم البيضاء.
أيها القارئ الكريم، طرحت هذا الموضوع لأنني وجدت وغيري من المتابعين (تزايد الإلحاد) الذي انتشر في الآونة الأخيرة لأسباب كثيرة، منها: الهزيمة الحضارية لأمة الإسلام وتفوق الغرب المادي، وهناك سبب مهم وهو عدم فهم قضية القضاء والقدر على وجهها الصحيح، خاصة فيما يتعلق بالحكمة والتعليل، وأيضا (غسيل العقول) الذي يتعرض له الشباب، خاصة الذين يقرأون الكتب الإلحادية أو يبتعثون إلى دول فيها الإلحاد منتشر، وأيضا حب الشهوات والرغبة في الانفلات فلا حلال ولا حرام في ظل الإلحاد وتقليد الغير!
والجهل بالدين الإسلامي ومحاسنه، وسبب أخير وهو الأهم (الملحد نفسه) الذي يجادل عن جهل دون تأنيب ضمير.. فما أجمل ديننا حينما يعلمنا (النفس اللوامة)!
٭ النصيحة: أن تبادر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بوزيرها الدينمو بتشكيل لجنة من أصحاب الخبرة والاختصاص والدعاة البارزين لمواجهة هذه الظاهرة وخطرها وسبل مواجهتها بأسلوب الحكمة والمعرفة والمبادأة والعصرنة، وأنصح بوضع كتاب مع وزارة التربية وقد قرأت كتابا قيما اسمه «الأدلة القاطعة والبراهين في إبطال أصول الملحدين» للشيخ عبدالرحمن بن سعدي - رحمه الله - كتاب معتبر قيم واف.
٭ باختصار: ليت مؤسساتنا العلمية التي تملك (المال) تبادر الى عقد مؤتمر عن الإلحاد المعاصر ومواجهته والرد على شبهات (شياطين الإنس) الجهال الملاحدة بصورة حكيمة وعلمية ومقنعة.
إن على كلية الشريعة أن تبادر الى دعوة (دكاترتها) لمواجهة هذا الفكر الهدام من خلال أطروحاتهم وبرامجهم، وليس هناك ما يمنع من خلال برنامج تلفازي وآخر إذاعي والأجمل في (الميديا)!
إن على طلاب العلم الجهابذة المختصين في هذا النوع من الدعوة أن يتصدوا لهؤلاء الملاحدة وشبهاتهم بكل وسيلة لإنقاذ شبابنا من أتون الإلحاد والعياذ بالله.
أسأل الله تعالى أن يحفظ كويتنا وأمتنا وإسلامنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ديننا وعقيدتنا فيهما الخير.. لكن الجهل بدين الإسلام
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمول
في أمان الله وحفظه من هؤلاء المدلسين الضالين المضلين، اللهم أصلحهم وأصلح عقولهم!