[email protected]
الإنسان، أي إنسان في هذا الكون الفسيح يحب شم العطور والطيب لأن هذا مفرح للنفس وبعكس الرائحة الكريهة!
الإنسان السوي الخالي من أمراض الحساسية أو الوسواس يفرح بشم الطيب والبخور وينفر من الروائح الكريهة.
قال تعالى: (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم) الواقعة (88 - 89).
نحن في الكويت جوّنا حار ودرجة الحرارة (45 - 50) في الظل وما تنزل أبدا و(المكيف حده شغال)!.. (المصيبة ان (حكرك) أي صادك (عامل) والصنق والصن ماله واصل حده! احذر لا تييك الدوخة ويفتر راسك ويغمى عليك)!
وتحتاج هنا الى (ديودرنت) وعطر حتى لا تشم الناس بلاويك!
والإسلام اهتم بهذا الأمر خاصة الرائحة الطيبة لأنها غذاء للروح ومبهجة للنفس والإنسان يفرح بالرائحة الحلوة، ولهذا كلنا يذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما ان تجد منه ريحاً منتنة» متفق عليه.
قال الشيخ خالد الخراز في كتابه القيم: الدر المنثور في أحكام التطيب والبخور ومن تقريظ العلامة أ.د.صالح السدلان:
تعطر ما استطعت بكل وقت
فإن العطر منسمُه يطيبُ
لهذا أنا مثلا أفرح لما أزور القاهرة ويأتي البائع لي بسلسلة الفل!
فحامل المسك وبائع الورد أراهما من أسعد المهن، وبعكس أن تدخل مثلا سوق السمك وتشم رائحة الزفر!
وأشد ما يغيظني هو (شرب الدخان) العادي والإلكتروني والشيشة وكل هذه المصنفات الخبيثة!
إن من العادات الطيبة ألا تنفر الناس أثناء مجالستهم بسبب رائحتك وهناك بعض الناس يأكلون البصل والثوم وهم ذاهبون الى المسجد أو العرس!
ألم يعلم صاحبنا أن للرائحة الحلوة آثارها على كل من النفسية والجسد معا؟
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يعلمنا ضرورة التطيب والتعطر: «حُبّب لي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة».
ومن العطور الطيبة التي ينصح بها واستعملت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
أولا: المسك.. قال تعالى: (يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون). المطففين 25 - 26.
ثانيا: العنبر: من الأطياب النفيسة ويقال إنه يستخلص من أمعاء الحوت والبعض يقولون الغزال!
وله ألوان فمنه (الأبيض - الأحمر - الأصفر - الأسود - الأزرق - الملون).
ثالثا: الكافور: يؤخذ من الشجر الفارسي وهو مجموعة أخلاط. وتقول العرب: الكافور والقافور!
هو ناصع البياض طيب الرائحة وجاء ذكره في القرآن الكريم: (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) الإنسان 5. وهو أبيض اللون ذو رائحة نفاذة.
رابعا: الورس: نبات من الفصيلة القرنية ينبت في ديار العرب والهند والحبشة ويستعمل لتلوين الملابس الحريرية لاحتوائه على المادة الحمراء الصبغية.
ويقال إن الورس من تراب الجنة ونهي عن وضعه في الإحرام.
خامسا: الخلوق: طيب معروف تغلب عليه ألوان الحمرة والصفرة ونهي الرجال عنه لأنه طيب للنساء ويوضع في البدن والثياب ولا يكون في الثوب الخارجي.
سادسا: الذريرة: نوع من الطيب مخصوص يعرفه أهل الحجاز وقد تم جلبه من الهند، ويقال إنه يقوي القلب ويعالج البشرة.
سابعا: الريحان: بقلة طيبة تؤكل ورائحته جميلة ويشرب أيضا كالشاي، قال تعالى: (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم) الواقعة (88 ـ 89)، وهو أنواع ومنه الحبق ودائما العطارون يخلطونه مع زيوت أخرى ويسمونه بروح الريحان.
ثامنا: الزعفران: وهو معروف ومنتشر وغال منه الايراني والأجود هو الاسباني وله استخدامات كثيرة في الأكل والتعطر وفيه آراء كثيرة في الشريعة نهي وإباحة وقيل إن العلة في اللون وهذا غير صحيح لأن اللون ليس علة التحريم إذن العلماء فصلوا القول في مسألة الزعفران في (جواز وكراهة وحرمة)!
تاسعا: الدهن: وهو زيت من الأدهان المطيبة، والعرب قديما كانوا يدهنون شعورهم حتى لا تشعث والأغلب أنه للنساء طيب وتجمل وبعضه كدهن الزيتون يستخدم للأكل!
عاشرا: العود والبخور: ضرب من الطيب والبخور قشر الشجر وكلاهما مكمل للآخر، ومع تزايد استهلاك البخور نفد الهندي منه ويباع البورمي والكمبودي، أما البخور الهندي تحديدا فهو غالي الثمن ويصل سعر الكيلو منه لأكثر من 12 ألف دينار!
حادي عشر: العبير: نوع من الطيب وهو ذو لون يجمع من أخلاط.
٭ ومضة: الطيب والعطور والبخور من أحسن الهدايا التي تقدم في المناسبات ومن آداب الطيب أن يتم قبوله وعدم رده واستخدامه للصلاة في يوم الجمعة والتراويح والقيام والأعياد في الأضحى وعيد الفطر السعيد.
٭ آخر الكلام: ليعذرنا (الأخ بوشميس) هذه هي سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم في حب التطيب خاصة في المساجد والمناسبات ما عدا أوقات الصيام رغم جواز العلماء شم الصائم للورود وسائر الأطياب من دهن وعنبر وريحان، أما البخور فله أحكام منها المنع والكراهة في نهار رمضان لأنه يدخل الى الجوف.
٭ زبدة الحچي: طبعا الطيب له أحكام عند المحرم للعمرة أو الحج ويختلف حسب الحالة، فالطيب في الثوب يختلف عنه في البدن، والطيب قبل الإحرام يختلف عنه بعده، كما أن وضع الطيب على الثوب لا يجوز للمحرم ولا التبخير حتى قبل انعقاد إحرامه، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يلبس المحرم ثوبا مصبوغا بورس أو زعفران.
يبقى أن نترحم أنا والقارئ الكريم على سيد البخور والعطور العم سليمان المرشود - بوناصر - ملك الطيب بلا منازع في زمانه، وهو جد بوشميس لأمه! سبحان الله بوشميس تربى في حضن جده بوناصر ومع هذا هو يحارب العطر!
أبا شميس عذرا أنت سافرت والمسجد وضعت فيه كل أنواع العطور!
النفس البشرية جبلت على حب البخور وشمه والتطيب وما سواه عدة أشخاص لهم أسبابهم وأعذارهم!