[email protected]
التصنع مرض انساني اجتماعي يؤذي الجميع!
وهل التصنع تكلف؟ ام ان التكلف هو التصنع؟
يقولون: التصنع آفة وبداية لمسح الجوخ!
وكثيرون يعتبرون التصنع نفاقا.
هناك من يكره من يظهر بشخصيتين (بو وجهين)!
وهناك من يقول: التصنع تلفنا ووصل حد العظم؟
صرنا نقول جميعا: ما في شيء صح؟ الكل يتصنع!
انها معاناة انسانية اسمها التصنع.. تكلف للاسف.
لكن السؤال: ما حقيقة التصنع؟
وماذا عن صناع التصنع وبعدهم عن ميزان العفوية؟
ولماذا ضاعت التلقائية العفوية امام كم التصنع؟
يا الله.. تعبنا ونحن في دروب هذه الحياة نشاهد التصنع، وكثير منا يمارسه كصنعة احترافية للاسف.
في زمن كثرت فيه «الفاشينستات» رجالا ونساء.
هؤلاء وغيرهم ساهموا في تأصيل التصنع وهز ثقة الناس بالناس.
انهم دمى مصطنعة لا تعكس حقيقة الانسان السوي الذي اراده الله (وجه صادق) بعيدا عن التمثيل والتصنع.
كبار السن الذين التقيهم في الدواوين والمجالس والمنتديات يعتبرون هذا «تكلف» في زمن التخلف!
حديثنا اليوم عن التكلف ومظاهره وحكمه في حياتنا.
٭ ومضة: واقع الناس اليوم «صادم» لأنه بعيد عن الفطرة في كثير من مظاهره، لأن هذا الانسان ادخل على نفسه وحياته مظاهر تكلف ما انزل الله بها من سلطان!
رسولنا الكريم ما خُيِّر في امر الا اختار ايسرهما.
نظرة الى واقعنا هناك كثير من البشر يمارسون التكلف والتصنع، اتذكر وانا اكتب قوله تعالى (قل ما اسألكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين)، واليوم الناس اكثرها غواها ابليس في تلبيسه.
نظرة لكل شرائح المجتمع بنخبه وعوامه وشبابه نجد بروز ظاهرة غرق المجتمع في مستنقع التكلف والتصنع!
اليوم التكلف صار كالسم يجري في شرايين البشر في البيوت والمؤسسات والوزارات وكل اركان المجتمع (مبالغات) ليس لها حدود ولا حصر!
منذ ترسيخ فكرة ضرورة البروز الاجتماعي صار الانسان يحمل نفسه اضعاف طاقته (سيارة غالية ـ بيت ـ لباس ـ وظيفة) ظواهر جلها حب الظهور وجذب الاهتمام.
٭ آخر الكلام: ومع السباق الماراثوني نحو التصنع كان الحل في «القروض»، وتراكم فوائد البنوك!
نحن كشعب كويتي سرقنا حب التصنع والتكلف وسحقت الطبقة الضعيفة بالقروض وايضا الطبقة المتوسطة، وزاد هذا البلاء هو «ثقافة الناس الجديدة» بالتصنع وحب الظهور المزيف. قال الامام الشافعي:
اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
٭ زبدة الحچي: انني اتوجه لاصحاب «الافلام»- الحركات- بضرورة الامتناع عن التصنع لأنه مكلف «ماديا واخلاقيا»، وهو طريقك للفشل عاجلا غير آجل.
عزيزي القارئ الكريم: دع عنك التصنع وثق بنفسك واظهر للناس كما انت.
اعتز بذاتك انت «الصح» ومارس التغيير والاستقلال عن هؤلاء المهرجين الذين يزيفون «خلق الله» بعملياتهم ولباسهم.
كان السلف رحمهم الله ينصحون بترك التصنع فلا يظهرون للناس صالح افعالهم ويخفون قبيحها.
قالها الشاعر زهير بن ابي سلمى:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
على الآباء والامهات الاحتراس من آفة التصنع فلا يظهروا ابدا في اوضاع ليست صحيحة لأن اولادهم وبناتهم يراقبونهم ويقلدونهم.
علينا ان نراجع انفسنا خاصة في حفلات الزواج والجنائز والموت والاستقبالات واللباس في الجامعة.
وتذكروا هذا القول: ما اسرَّ عبد سريرة الا البسه الله رداءها علانية.
يقول رب العالمين في محكم التنزيل (ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا).
التصنع سلوك مرفوض ومخالف لتعاليم ديننا وعلينا جميعا الابتعاد عن الكذب والرياء والنفاق والتصنع.. لأن الحقيقة سرعان ما تنكشف وتظهر.. في أمان الله.