[email protected]
البنت حبيبة أبيها، وحواء خلقت من ضلع آدم، والبنت حاميها ومدللها هو الأب.
أما الصداق أو المهر فهو ما يدفعه الزوج لزوجته بعقد الزواج، وهو دليل على إكرام الله تعالى للمرأة وأيضا بيان محبة هذا الرجل الذي رضي الارتباط بها، لكن يبقى هناك زوج «رديء» وآخر طيب ذو قلب سليم!
اليوم رسالتي من الموروث العربي:
يحكى في الأثر أن رجلا تقدم لفتاة وقدم مهرها كيسا من البصل!
رأى الأب أن هذا الرجل متدين فبارك هذا الزواج وقَبِل به وفق المقولة: «أنا شاري رجل.. والرجال قلة في هذا الزمن»!
في ذاك الزمن شلون الحين؟
أقيم الزواج وبعد مرور عام اشتاقت الفتاة إلى أهلها فطلبت من الزوج أن يرافقها في هذه الزيارة خاصة أنها رزقت بطفل تحمله وله احتياجات وهناك نهر تعبره يقطع الطريق ولا تستطيع عمل كل هذا دون مساعدة من زوجها.
حمل الرجل طفله وترك زوجته تقطع النهر بمفردها فزلّت قدمها وسقطت وعندما نادت عليه واستنجدت به رد عليها رداً وقحاً قائلا: انقذي نفسك فما ثمنك إلا كيس من البصل!
وقفت المرأة على قدميها بصعوبة وعادت الى منزل والدها وهي تبكي وتحكي له ما حدث معها من زوجها، فما كان من الأب إلا أن قال لابنته بهدوء: ادخلي يا ابنتي إلى غرفتي، فلي حديث مع زوجك، ثم اتجه إلى الزوج وقال له: خذ طفلك ولا تعد إلينا إلا ومعك كيس من الذهب.
مرت الأيام والأسابيع والطفل يبكي وهو بحاجة إلى أمه، وكلما حاول الزوج استعادة زوجته من أهلها رفض والدها، وكلما حاول الزواج من امرأة ثانية كان الرفض يقابله دائما، لأن زوجته الأولى وأهلــهـا ذوو سمـــعة طــيبة، وما حصل من سوء تفاهم سيكون حتما هو سببه.
فلم يجد الرجل امامه حلا سوى جمع كيس الذهب وتقديمه إلى أهل زوجته لاستعادتها، وبالفعل جمع الرجل الذهب وعاد إلى بيت أهل زوجته، حينها وافق الأب أن تعود ابنته إلى بيت زوجها، وفي طريق العودة عندما أرادت الزوجة ان تضع رجلها في الماء حتى تعبر النهر، قفز الزوج سريعا يحملها على ظهره قائلا: حبيبتي أنت غالية، ومهرك يقصم الظهر، فقد دفعت فيكِ ذهباً!
عندما سمع الأب ما حدث ضحك في مرارة وقال: عندما عاملناه بأصلنا «خان»، وعندما عاملناه بأصله «صان».. هكذا هم بعض الناس.
٭ ومضة: رسالة بليغة من أب عاقل لنسيب «سفيه» لم يحافظ على الأمانة. ولعلي هنا انبه الآباء إلى ضرورة التدقيق طويلا لكل من يطرق الباب ليأخذ ابنتك التي دللتها طوال عمرك ليهينها في بيته، فمثل هذا الزوج غير مؤتمن وحقير وخائن.
وكرامة الزوجة هي في عدم إهدار كرامتها ومن يفعل ذلك فهو حقير.
رأينا في القصة الرمزية كيف تحول هذا الزوج إلى خائن للعهد والوعد لان الطبع يغلب التطبع، هكذا بيئته، لكن رجاحة عقل الأب ارجعت له صوابه، وهناك كثير من هم على هذه الشاكلة و«شوفوا» أرقام الطلاق في وزارة العدل مرعبة وفلكية!
تقول إحصاءات وزارة العدل إن عدد حالات الطلاق خلال الـ 4 أشهر الماضية بلغ 2695 حالة بمعدل 29 حالة طلاق يوميا ومنهم 308 رجال خلعوا في أربعة أشهر!.. بمعنى طلاق واحد مقابل كل حالتي زواج!
٭ آخر الكلام: زوج بلا دين وقيم ومبادئ بالضبط كالمحكمة بلا قاض!
والأزواج الذين على الدوام يهينون زوجاتهم ألا يعلمون ان الجزاء من جنس العمل؟ من المحتمل جدا ان تواجه اخته أو امه أو ابنته ما قام به هو شخصيا.
٭ زبدة الحچي: من خلال تجربتي الحياتية وجدت ان الزوج الأكثر سطوة في حياته هو في الاساس جبان لأنه يمارس (رجولته غير الحقة) على امرأة ضعيفة. ومعلوم أن ضعيف الشخصية (المسترجل) إنما يكون دائما بلا حجة و«راكب راسه» ويطبق ما يسمع من جلسائه غير مدرك لأفعاله (سفيه القول) يمشي كالطاووس وهو للأسف لا يملك عقل الرجال!
٭ النصيحة: اجعل مهر ابنتك دائما ذهباً وليس بصلاً.
عزيزي القارئ اتمنى أن تكون وصلتك الرسالة.. في أمان الله.