[email protected]
في ظل هذه الأوضاع الخطيرة من الانفتاحات والبدع يناظر العاقل المؤمن هذه التصرفات التي تنخر قلبه فتردي عقيدته صريعة في أودية الشرك والخذلان والعياذ بالله.
نظرة في ديننا وعقيدتنا، قال سبحانه: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) الأنعام 153.
وقال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر 7.
ما أكثر ما انتشر من البدع بين ربوع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لجهلهم بالسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
من يستعرض التاريخ يجد أن كثيرا من العلماء الأفذاذ تصدوا لهذه البدع وأبطلوها بحججهم الدامغة وأماتوها بإحياء ما خالفها من السنن!
اليوم سأتناول بدعا تلبست بها الناس، وطبعا لا يخلو الأمر إذا كان بعضها يشترك فيها النساء والرجال!
لا أستطيع بداية أن أحدد كل البدع، فهي كثيرة، لكنني سأجتهد في ذكر ما نراه أمام عيوننا ويحتاج الى وقفة تذكير، وأسأل الله العلي القدير أن ينفعني وغيري من القراء الكرام بهذا المقال إنه ولي ذلك والقادر عليه.
- من البدع الشائعة اليوم التي ترهق جيب الزوج أو الأب كثرة الاحتفالات والاستقبالات، فهناك أعياد الميلاد ومناسبة الزواج واستقبال الوالدة المهنئين في يوم واحد وفي جناح بمستشفى خاص!
- بدعة زيارة النساء للمقابر في الأعياد، وفي السابق لم نر أي مظهر من هذه المظاهر المستجدة خاصة بعد أن سمحوا لغير الكويتي بأن يدفن موتاه في الكويت فنقلوا تقاليدهم من رش الماء على القبور والجلوس حول القبر رجالا ونساء وأطفالا، فضاعت هيبة المقابر والموت والأموات، وأرجو ألا نصل في يوم من الأيام للمبيت في القبور!
- بدعة الحداد على الزوج أطول من أربعة أشهر وعشراً!
إضافة الى لبس السواد في فترة الحداد!
- تزايد بروز ظاهرة (البويات) ومنها (قص الشعر تشبهاً بالرجال) وأيضا في اللباس!
- تزايد ظاهرة (الحجاب الموديل) والقصير والقبعة!
- الاستعانة بالسحرة والكهنة والعرافين والدجالين (كت الفال وقراءة فنجان القهوة)!
- تربية الكلاب في البيوت، ومعلوم أن الكلب نجس ولا يمنع أن يستعمل للحراسة لكنه اليوم موضة وتفاخر!
- تلطيخ رأس المولود بدم العقيقة!
هذه قطرة في بحر من (البدع) التي رأيناها، ونأمل أن تختفي بحزم كل ولي أمر قادر، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
٭ ومضة: حتى أوضح للقارئ أن البدعة هي الفعلة المخالفة للسُنة، وسميت البدعة لأن قائلها ابتدعها من غير مقال، وهي الأمر المحدث الذي لم يكن عليه الصحابة والتابعون ولم يكن مما اقتضاه الدليل الشرعي، وهناك بدعة حسنة غير المذمومة وأخرى محرمة ومكروهة ومندوبة ومباحة!
رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو أسوتنا وقدوتنا قال: «كل بدعة ضلالة» ولم يقسمها، بل قال: «كل بدعة ضلالة» وفي موضع آخر من الأحاديث قال: «إياكم ومحدثات الأمور»، وقال: «شر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة».
ولهذا كله قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وقال: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد».
٭ آخر الكلام: علينا أن نتقيد بنص الرسول صلى الله عليه وسلم «كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة».
٭ زبدة الحچي: هناك من يقول لي إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من سن في الإسلام سنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا» أخرجه مسلم في صحيحه.
هو الخوف كل الخوف من (الابتداع) في الدين وهذا ما حصل اليوم!
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) الشورى 21.
هنا مربط الفرس، وهذه قضايا لا يجب أن يخوض بها العامة بل تترك لأهل العلم والاختصاص.
رحم الله شيخنا عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين وكل المشايخ الذين طبقوا الكتاب والسنّة.
ونحن في الكويت لدينا مجموعة كبيرة من المشايخ الأجلاء الذين انتقل بعضهم الى الرفيق الأعلى ومنهم من ينتظر، ثابتين على الحق والتمسك بحبل الله المتين دون مجاملة في قول الحق، فاللهم ثبتهم على الحق يا مقلب القلوب وأمتنا جميعا على المحجة البيضاء لا يزيع عنها إلا هالك.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.. في أمان الله.