[email protected]
إن المراهنة على اندثار هذا الدين العظيم بشعائره العظيمة وفرائضه وسننه وايضا بقاء الشعوب العربية والإسلامية ساكنة الى أبد الآبدين (مراهنة خاسرة)!
الدنيا هكذا تجعل الإنسان يمر بما يسمى «التمحيص»؟ فما التمحيص؟
التمحيص هو تمحيص الاسلوب وتنقيحه والاعتناء به، وإذا قلنا (اراد تمحيص الرجل).. فهذا يعني ابتلاءه واختباره، إذن تمحيص اسم والمصدر محّص!
وهناك فرق بين (التمحيص والتمييز)، وعليه التمييز اشمل من التمحيص لأن كل تمحيص تمييز وليس كل تمييز تمحيصا!
وهذه هي عظمة اللغة العربية أيها القراء الكرام في كل مكان.
في حياتنا اليومية نمارس التمحيص عندما نمحص (الأفكار) مثلا!
أما التمحيص في القرآن فنراه على عدة اشكال منها الابتلاء، كما هو الابتلاء بالشر والخير في أمور الحياة.
قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والـثمرات وبشر الصابرين ـ البقرة 155).
الذي يرتبط دائما بالتمحيص هو الفرز.
عمليتا التمحيص والفرز عمليتان مترابطتان متلازمتان، والفرز يكون نتيجة طبيعية لعملية التمحيص، والله يعلم ما في القلوب والأنفس والضمائر!
قال تعالى: (..والله يعلم المفسد من المصلح ـ البقرة 220)
عزيزي القارئ، تبي تعرف التمحيص (قولا وعملا وسلوكا)، (محّص) نفسك اليوم وقيّم نفسك بجميع الأحوال والأفعال ، السلوك الظاهر في القول والفعل.
قال تعالى: (وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدورـ آل عمران 154)
٭ ومضة: كلامي هنا أوجهه إلى عيالنا الشباب (ثبت الله قلوبهم) فأنت أيها الشاب اليوم محاصر بالملذات والشهوات والاغراءات، وكثير من الشباب انتكسوا وألحدوا وكفروا، وبعض فتياتنا نزعن الحجاب، وصور عديدة من الانتكاسة التي تعلمنا اليوم الصبر والاحتساب وايضا التمحيص.
أنا أعلم أن كثيرا من الشباب فيهم الخير، وسرعان ما يرجعون الى دوحة الدين لأنه باق، ويعلمون ان القابض على دينه اليوم كالقابض على الجمر!
الواقع مؤلم أحيانا ويحتاج منا جميعا الى فترة هدوء وتمحيص وتمييز.
لا يغرنك عزيزي القارئ الكريم (قلة السالكين) ولا يغرنك كثرة الهالكين.. اعرف أن كثيرا من المحافظين اليوم يشعرون بالغربة.. فطوبى للغرباء!
٭ آخر الكلام: ان بقاءك في دائرة الإيمان والخير هو فضل من الله عليك عظيم، والخروج اليوم مع دعاة الترفيه هو الخسران المبين!
أي تحضر وأي موضوعية وأي تقليد للأجانب في ثوب لباس التحرر! والتحضر منحدر جديد وأسميه بكل صدق وشفافية (الأخلاق المعيبة).
٭ زبدة الحچي: ما أحسن شريعة السماء وإنني مع غيري من المؤمنين نشتري آخرتنا، ولن يضرنا صراخ المتخاذلين، قال تعالى: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ـ سورة محمد 38)!
انظروا في بطون الكتب والمراجع الى الابتلاءات التي تعرضت لها الفئة المؤمنة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.. من نجح ومن هلك وارتد.
إن الانتصار والتمكين.. انتصار النفس على الردة وثبات الايمان في القلب والنفس، والتقوى هي الحصن الحصين للمسلم المعرض اليوم لمختلف الابتلاءات.. انه زمان التمحيص فانتبهوا واعملوا وأبشروا.. بعد هذه الرجة العظيمة للامة.. ديننا قادم وظاهر.. (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).. في أمان الله.