[email protected]
لقد اكتشفت بعد هذه السنوات من السفر بكل وسائل السفر المعتادة أن «الطائرة» هي الأهم على وجه الإطلاق وهي الوسيلة الأكثر «أماناً» من كل وسائل النقل (السيارة ـ القطار ـ الباخرة ـ الدراجة النارية ـ الدراجة الهوائية)، غير أنها «بيد الرحمن» صنعت من أجل راحتك، وإن سألتني عن «طائرتي المفضلة»؟ لقلتها صريحة: الطائر الأزرق (الخطوط الجوية الكويتية)، ولهذا أسباب ومسببات أطرحها على القراء الكرام، معتزا ومفتخرا ككل مواطن يفخر بناقله الوطني الذي يعبر الأجواء حاملا علم بلاده!
يقضي السفر المنتظم في الطيران على التعصب الحاد لطيران دون آخر، فالمقل هنا لا يستطيع التقدير ولا التمييز بين طيران وآخر لأنه جرب نوعا واحدا فقط.
أما الراكب الذي تتعدد سفراته ومحطات طيرانه من خطوط الى أخرى، فهو القادر على الفرز الصحيح، وهذا ما حصل معي، كنت مع «الخطوط الجوية الكويتية» ثم تركتها يوم حاولوا يخصخصونها ويبيعونها وتدهورت، لكن من بعد وصول الأخت رشا الرومي وانتهاء بالأخ الرئيس المجدد يوسف الجاسم «بوخالد» أستطيع أن أقول إن الخطوط الجوية الكويتية عادت الى الصدارة كما كانت، وستواصل بإذن الله، ونشد على يديه النظيفتين ونبرئ ذمته!
منذ 1954 والخطوط الجوية الكويتية وهي (الطيران الآمن) من دون حوادث، وهذا مرده الى الصيانة المنتظمة وإخلاء سبيل الطائرات في نهاية الخدمة وإحالتها الى (التقاعد المبكر) حفظا للمال والأرواح، وهي سياسة ناجحة أثبتت جدواها!
65 عاما من الطيران الآمن في سماء العالم جعل كل الطيران المنافس يقف عاجزا لسنوات طويلة عن منافسة أثبتت جدارتها في دقة مواعيدها ونظام الأكل فيها وخدمة ركابها بكل شرائحهم في درجة الـ VIP أو السياحية وحتى شرائح الأطفال والمعاقين وكبار السن، وبذلك حققت الخطوط الجوية الكويتية السبق في رؤيتها الاستراتيجية والتسويقية كناقل وطني يحمل علم الكويت ومحققة رغبة كل العملاء في تبوؤ الصدارة كعلامة كويتية مرادفة للنجاح والتألق والازدهار.
٭ ومضة: اليوم الناس تتحدث عن قصة نجاح «الكويتية» كواحدة من الشركات الوطنية الكبرى التي حرص الآباء المؤسسون على كيانها وتحملوا المسؤولية كاملة أثناء ترؤسهم مجالس إداراتها كي تصل الى ما وصلت إليه الآن.
نعم، نحب طائرنا الأزرق الجميل ونشكر جميع من خدم في «الكويتية» خلال الـ 65 عاما التي مضت ليحقق أسطولنا الجوي التميز المطلوب.
لقد عانت «الكويتية» أثناء الاحتلال العراقي الغاشم من التدمير والإتلاف الكامل لمنشآتها وأسطولها (عدا الذي أُخرج خارج الكويت) وبعد التحرير سرعان ما تعافت ورجعت الى الطيران حاملة اسم الكويت الى كل مطارات العالم.
٭ آخر الحچي: افتتاح مبنى الركاب T4 برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أعطى «الكويتية» تميزا وتفردا نحو تطوير منظومة النقل الوطني الجوي لتواكب أحدث التطورات، ومنها الزيادة المطردة في أعداد المسافرين جوا والحاجة الماسة لمبنى يعطي «الكويتية» خصوصيتها ولترتفع طاقة مطارنا بحلول عام 2022 الى 25 مليون سائح ومسافر، وهذا أكيد نجاح وطني نعتز به.
٭ زبدة الحچي: «الكويتية» صعدت سلم النجاح عبر 65 عاما بعد أن بذلت كل جهودها لتواصل الصدارة اليوم، ليس فقط بالطائرات الحديثة وإنما بالكادر البشري المدرب أصحاب المهمات الصعبة، وهذا يعني ندرة (الضيع) تمنح الشيء ثمنا!
وجمال «الكويتية» هو اليوم أبرز ليس بالجماد وإنما بالبشر، وجمال «الكويتية» هنا لا يقارن بغيرها لأنها اختارت على الدوام أن تكون «عشتروت»!
ولكن اليوم أصبحت عنوان «الوقت» وفي صراع مستمر مع الوقت لإرضاء «ركابها» لأنها وعت مبكرا أن «الوقت» هو الحياة!
نعم.. نعتز ونفخر بطائرنا الوطني الأزرق الجميل، وكما قال الشاعر:
وقفت «بالأزرق» معتزا بعزته
وذاكرا مجد آبائي وأجدادي
وفي دفاتره سجلت عاطفتي
حتى ألقن (حب الأزرق) أحفادي
الخطوط الجوية الكويتية.. أنتِ وأهلك وركابك في حفظ الله.. في أمان الله.