[email protected]
قضية الموت لا تحتاج الى نقاش ولا تقبل الجدال، فالموت حقيقة الحقائق!
هو والله رجل يفتقد في هذا الزمان لتعدد مناقبه!
وقد فارق الناس الأحبة قبلنا
وأعيا دواء الموت كل طبيب
رحل عزيز على قلبي وعلى قلب ذويه وأهله وطلابه وأصدقائه!
رحل العم متعب عيد سليمان العنزي ـ أبو مبارك ـ بعد رحلة طويلة ومعاناة مع المرض!
توفي يوم الاثنين 14 ربيع الاول 1441هـ الموافق 11/11/2019 ودفن في مقبرة صبحان.
هو رجل من الزمن الجميل، عاش حياته كلها وفيا لقطاعه النفطي!
قال تعالى (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ـ آل عمران: 145).
هو من مواليد منطقة الفحيحيل عام 1942، وتعلم في مدارسها وأخذ «المتوسطة» من ثانوية الفحيحيل وأكمل دراسته في شركة النفط ، ويعين بعد مدة من الزمن «مدربا لحقول النفط» في برقان ووارة مرتع صباه، وليواصل دوره في همة لبناء أسرة طيبة تفتقده اليوم!
كان عضوا نشطا ذا حراك نفطي في عام 1964، ونتيجة لخبرته النقابية والوظيفية كان لسان حال العاملين معه في تلك المرحلة ومرجعهم الوظيفي والاستشاري، وعرف عنه التدين والخلق النبيل والهمة العالية في النشاط الاجتماعي والنقابي.
له من الأولاد: مبارك ـ سليمان ـ سالم ـ مشعل ـ محمد، الله يحفظهم، العين ترجاهم كلهم، قمة في الأدب والعصامية وعلى درب والدهم، رحمه الله، وكان لهم نعم الأب، حنونا يدعو لهم بالخير دائما لاستشراف المستقبل.
من أبرز أصدقائه المقربين العم راشد سيف الحجيلان، اطال الله في عمره، ومبارك الدبوس وخليفة الجري، رحمهما الله، ود.جاسم الحمدان. ويذكره ربعه في شركة النفط بأنه احد الذين عملوا بصمت في دور مميز ووطني للحفاظ على كل ممتلكات شركة النفط، وقد تعرض أكثر من مرة لأذى المحتلين العراقيين!
كان ملجأ أهله وصحبه، يستقبل الكبير والصغير، ويفتح لهم قلبه ويعطيهم من حكمته وخبرته، متفائلا غير مثبط ولا محبط، ينشر الخير ويسعى به ويمارسه، رقيق القلب، دمعته تسبق كلامه، ويتأثر كثيرا في المواقف ولا يحب الظلم!
٭ ومضة: ربح البيع أبا مبارك، والذي شاهد ورأى الحشد الكبير في تشييعك الى مثواك في مقبرة صبحان يعي تماما انك زرعت «حبا» في القلوب العامرة بالإيمان، الوفية التي تذكرك وتدعو لك بظهر الغيب بعد ان انتزعك «هادم اللذات» من بين محبيك الكثر.
وستذكرك حقول برقان ووارة والمقوع والتي كنت حارسها بكل الامانة الوظيفية إبان الاحتلال العراقي الآثم على الكويت في 2 أغسطس المشؤوم!
ولا يموت ميت ان كان
في ذكراه ما يبقى ويخلد
٭ آخر الكلام: سجلت يا عم متعب موقفا وطنيا اثناء الاحتلال العراقي الصدامي عندما كنت تساعد الناس المحتاجة الى المساعدة، فما تتسلمه يمينك المتوضئة تسلمه بيسارك لأقرب محتاج، ساعيا على الدوام الى تهدئة الناس وتصميدهم للبقاء داخل الديرة، زاهدا في هذه الدنيا الزائلة، والكل يذكر لك هذا الموقف الوطني الشهم.
هذا المصير ولا مفر
مهما بنا طال العمر
٭ زبدة الحچي: وهكذا يطوى سجل لراحل عفيف رسم الابتسامة على مواطنيه وأحبابه جميعا دون تفرقة، زارعا في الدنيا الخير، عارفا ان الحياة ستستمر بعد الرحيل، ولا تبقى الا الذكرى الطيبة.
رجل صادق من «الرعيل الأول» رحل عنا وهو في قمة التوازن راضيا بما كتب له من خير الدنيا، وكان يدعو كلما رأى ما يحدث من الحروب والكوارث بأن يحفظ الله الكويت وأهلها من كل سوء.
لقد زرته في منزله بالأحمدي اكثر من مرة في مناسبات مختلفة، وكثيرا ما كنت احدثه بالهاتف عن طريق نجله «مشعل» الذي عمل معي سنوات طويلة في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، وهو أنموذج فذ للاخلاق العالية والسماحة، ومن شابه أباه فما ظلم، وعياله ـ سبحان الله ـ اخذوا كثيرا من طبائعه الجميلة!
نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة للمغفور له بإذن الله تعالى العم متعب عيد سليمان العنزي، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
قال تعالى (وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
رب اجعل قبر أبو مبارك العنزي روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار، واجعل منزلته في الفردوس الأعلى من الجنة، منا الدعاء ومنك الإجابة يا رب العالمين.. وتسقط العَبرة عليك ابا مبارك رحمك الله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.. عظّم الله أجركم وأحسن عزاءكم.
.. في أمان الله.