[email protected]
العمالة الأجنبية الوافدة التي تحتضن أطفالنا هي «الخطر» الأول علينا!
لا يخلو بيت كويتي من عاملة أجنبية (فلبينية - هندية - سيلانية - إندونيسية - أفريقية... إلخ).
تصدقون أن هناك أكثر من 383 خادمة يدخلن الكويت يومياً! منهن 9 جنسيات يعملن في المنازل!
تلك العاملة أحيانا يُسند لها تربية وتوجيه الأبناء وبعضهن يعملن بالفعل مربيات، وهذا طبعا له خطورة عظيمة على تنشئة الأطفال خاصة (الخطر اللغوي)!
هؤلاء الأجنبيات ليس لديهن إلمام باللغة العربية وهذا ما يؤثر على لسان الطفل إضافة الى أنهن إما أن يعتنقن الديانة المسيحية أو البوذية أو الهندوسية أو يكن مسلمات لا يعلمن من دينهن إلا الاسم!
الكل يعلم أن الطفل شديد التأثر بهذه الأجنبية إن مارست دور الأم.. للأسف!
وتعلمون مدى العلاقة والصلة التي تربطها بهذا الطفل من خلال الممارسات اليومية!
هؤلاء الأجنبيات اللاتي يمارسن دور المربيات ينقلن للطفل قيم وعادات وتقاليد مجتمعاتهن بما فيها شرب الخمور والسجائر، وقد يكون الأمر أسوأ من هذا، وأقول لكم بكل صراحة (العلاقات العاطفية) كم قضية في هذا السياق في مجتمعنا طرحت في الإعلام؟
أشير اليوم الى موضوع غاية في الأهمية ونداء أوجهه الى رب كل أسرة وأم انتبهوا للأخطار المحيطة بأطفالكم، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته!
هناك قصور مجتمعي في الدعوة لإجراء دراسات خاصة بأثر هؤلاء الأجنبيات على أطفالنا!
وما الآثار المدمرة المترتبة على هذا التوسع في وجود الأجنبيات بالبيت الكويتي والمنطقة الخليجية على وجه التحديد؟
هذه الفئات التي أشرت إليها تعمل في العمالة المنزلية، وهذا دور مفتوح وثقافة دارجة عندنا للأسف، فالخادمة مثلا يمكن أن تربي وتوجه وتحتضن طفلا طوال اليوم، وهي المصدر الوحيد له في الاحتضان والتوجيه للأسف!
كل هذا راجع للتوسع في عمل المرأة أو كثرة الأبناء أو السمعة في المجتمع!
في دراسة قديمة أجرتها إدارة التخطيط والمتابعة بوزارة الشؤون الاجتماعية ونشرها مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية تفيد بأن عدد خدم المنازل عام 1970 بلغ 7211 وقد تضاعف العدد في عام 1980 حيث وصل الى حوالي تسعة وعشرين ألف أجنبية ما بين خدم ومربيات!
واليوم يبلغ عدد مكاتب الخدم 441 مكتبا لاستقدام العمالة المنزلية في الكويت، وهذه بعض من أرقام خدم المنازل من الفلبين 137 ألفا، والهند 327 ألفا، و72 ألفا من سريلانكا، و18 ألفا من إثيوبيا، ونيبال 15 ألفا، و2783 من إندونيسيا وغيرهم كثير من الجنسيات الأخرى!
مما لا شك فيه أن زيادة الطلب على استخدام (العمالة المنزلية) المستوردة من الخارج ستؤدي الى المزيد من التناقضات الموجودة في مجتمعاتنا، لأن تلك لعمالة لها القدرة على توفير حاجات الطفل العاطفية، ما يجعلها المصدر الأول لتعليمه الكلمات الدخيلة على (العربية)، إضافة الى عاداتها وتقاليدها وأعرافها، وهذا والله هو الدمار الشنيع!
٭ ومضة: قالوا: من شب على شيء شاب عليه، ونحن بكل أمانة نعيش في واقع ليس لنا منه مفر، لأن هذا الأمر استفحل وأصبح مباحا، فهناك القليل من (الأمهات) اللاتي يأخذن (إجازة أمومة) ويتفرغن لأطفالهن!
قد ينفع الأدب الأطفال عن صغر
وليس ينفعهم من بعده أدب
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
ولا يلين إذا قومـته الخشب
المشكلة كبيرة جدا وخطرة، فالكل يعتمد على هذه العمالة الأجنبية في تربية الأطفال وتقوم هؤلاء العاملات للأسف بنقل ثقافتهن الى الأطفال مباشرة دون رقيب ولا حسيب لانشغال الأم!
النمو المعرفي لدى أطفالنا وراءه الخدم من الحاضنات وما يسمى بالمربيات!
والطفل عندنا (لغته مكسرة) لأن أذنيه لا تسمع إلا لغة المربية الأجنبية!
وهو أحيانا كثيرة يقلد الأجنبية وليت الأمر عند هذا الحد!
هناك خطورة المعتقدات الدينية لهؤلاء الأجنبيات!
إنه والله الضياع الكبير، اليوم حين تفرط الأم بترك (ضناها) لهذه الأجنبية (توكله - تحممه - تلبسه - تناغيه - تراعيه - توجهه - تعلمه)!
نعم، أقولها بكل صراحة اليوم البيت الكويتي ترك مهمة تربية الأطفال لـ(العمالة الوافدة) إلينا من جنوب شرقي آسيا والهند وسيلان وأفريقيا!
الأجنبيات أخذن دور (الأم والأب) معا ويقمن (أشكرة) بأعمال تتصل بتنشئة الأطفال! بل بعضهن تتحدى أن الولاء لها أكثر من الأبوين!
مسؤولية مَن ترْك هذه المهمة للأجنبيات؟
لقد أشبعت هؤلاء العاملات الحاجات (الفيسيولوجية) عند أطفالنا.. وهذه ظاهرة تحتاج الى دراسة!
٭ آخر الكلام: قال الشاعر حافظ إبراهيم:
الأم مـدرسـة إذا أعـددتـها
أعددت شعبا طيب الأعراق
والأم اليوم من دوامها ووظيفتها متعبة، والأب مشغول في الحياة، وقد تنازلا عن دورهما المهم في حياة أطفالهما لهؤلاء الأجانب في البيت الكويتي، وتركا ملاعبة أطفالهما وإشباع احتياجاتهم وهذا أمر سيكون حتما له مردود وأثر عظيم على تربيتهم ولغتهم وقدراتهم ومهاراتهم، فمواجهة الخطر مرة خير من الخوف والانتظار الدائم!
٭ زبدة الحچي: نحن بحاجة عاجلة الى جهة تبين لنا أثر استخدام هذه (العمالة) في عملية التنشئة الاجتماعية، ويا ليت اخواننا في جمعية المعلمين يقومون بهذه الدراسة وعند شخص مختص مثل الأستاذ فيصل العبدالجادر يكلف بهذه المهمة وبهذا يساهمون في إيجاد حلول لهذه الظاهرة التي بدأت تكبر ونتائجها حتما مدمرة!
أحيانا كمعلم ومرب وأب أعي تماما أن الجوانب التنموية للاستخدام الأجنبي من العمالة المنزلية في مجال التربية والتنشئة المنزلية لهؤلاء الأطفال على يد (العمالة المنزلية) له تأثير سلبي!
ثقافة مجتمعنا في خطر، وهناك أكثر من مشكلة في وجود أطفالنا بيد (قوى أجنبية) وهي داء عظيم يحتاج الى دواء عاجل وفاعل وملزم يستوجب منا جميعا ألا نهمل هذه القضية ونضع بدائل عاجلة ووضع سياسات حازمة من شأنها أن تنقذ الطفل الكويتي قبل فوات الأوان!
إنها قضية الحفاظ على الهوية الكويتية والنقاء الثقافي تستوجب تربية الأم قبل ولادة الطفل.. قضية اليوم موجعة ولا أحد يسمع للأسف!
لأننا اليوم نعلم كثيرا ونربي قليلا.. في أمان الله.