من قال ان طلعات البر حرق تواير وتسوير الأرض بالجرافات ونصب كيربي خمس نجوم وتشفيط سيارات؟!
ومن قال ان المخيم البري الكويتي من الضروري ان ينافس المنزل الكويتي ببورسلانه وحماماته وسخاناته وجلساته من صالة استقبال وأخرى للطعام في (مظهر فخفخة) ما له أي داع وبات من واجب الأب والأم ان يجلسا مع هؤلاء الأبناء لتعريفهم بهذا الموروث الجميل الأصيل الذي مارسه الأجداد والآباء من أهل الديرة خلال موسم الربيع دونما هذه التكاليف العالية، فهل يعقل ان نرى البر من أول الكويت الى أقصاها منورا مضاء وكأننا في حالة تنافس مع منازلنا الأصلية ولربما في مخيماتنا ضرب الأمبير مداه في الحمل الكهربائي مع وجود ماكينة الديزل أو الكهرباء؟
إن التدمير الذي يحدثه أبناء الكويت في بيئتهم البرية يحتاج الى وقفة جادة فليس من المعقول ان يواصل الجميع في البر تدميرا لا اسميه متعمدا ولكنه يحمل استهتارا وينم عن قلة فهم بمدى الأضرار التي نرتكبها خلال فترة وجيزة من خروجنا من منازلنا الفاخرة الى مخيماتنا البرية التي نريد قاصدين ان تنافس بيوتنا من حيث الرفاه الزائد عن الحد مما يعني ضرورة التوقف عند هذا الحد والبدء في عمل توعية مجتمعية شاملة للحفاظ على البيئة.. استراحتي ستكون عن البر.. وعلى بركة الله نبدأ.
بر زمان
يا حلو بر زمان قبل ان يدخل علينا صدام وجيشه المليوني الذين خربوا هذا البر عن عمد بزرعه بمئات الآلاف من الألغام الأرضية وبرنا زمان جميل ما كان يطؤه راكبو «البقي – والبانشي» وكل تلك السيارات الوانيت والصالونات التي دمرت البيئة البرية وجرفت تربة الأرض وخربتها بإطاراتها مما أحدث بها أضرارا بالغة مع عمليات التشفيط والتجريف في عمليات التسوير!
البر قبل يا زينة نقضي فيه شهورا 3 متواصلة من الإقامة الدائمة أو المتقطعة ولا ترى إلا الدواب وفيه كل أنواع الأعشاب (النوير والحنبزان والقلمان والثندة والعرفج ..الخ) ونقضي فيه فصل الربيع متزامنا مع مواسم صيد الطيور التي اعتاد عيال الكويت صيدها في كل موسم.
البعض يستخدم أدوات انقرضت الآن اللهم إلا ندر مثل الأفخاخ والصلاليب لصيد الطيور اضافة الى وجود صيدها بالصقور وكلاب الصيد (السلوقي) عند القناصة الذين يملكون أيضا سيارات معدة «للغرازات» دبل قير. وهناك من يصطاد «بالشوزن وام صچمة والنباطة» وهي أنواع من الأسلحة التي تستخدم في طلعات البر.
كان المخيم عبارة عن خيام بيضاء، الأصلية تسمى «صباحية» وعادة لونها الداخلي يكون اصفر أو اخضر ثم مؤخرا ظهرت الباكستانية والهندية وغيرها من المصنوع محليا وأشهرها «النمران».
وكان تانكي الماء الحديد المربع يحتل ركنا من المخيم بجانب الحمامات (بيوت الخلاء) - أجلكم الله – دونما تسوير كما يحدث حاليا بعد ان رأيت من أتى بـ «كلكتر» وسور مخيمه كأنه ملك له وعندما ينتهي الموسم يتركه بلا احم ولا دستور للأسف!
بعض المخيمات في السابق أقصى ما تقوم به تعمل «عرزالة» جلسة على قوائم خشبية خشية الزواحف مثل «الثعابين والعقارب» وتكون أبرد بعض الشيء من ملامستها للأرض فهي في الهواء معلقة وباردة خاصة مع هبوب الغربي العليل.
كما ان بعض المخيمات تنصب بيت شعر بوبره الأسود ولم يجرؤ أحد كائنا من كان على حرق التايرات إلا مؤخرا وإن كانت تتم قديما ففي صورة مصغرة لا تذكر، أما ما يفعل اليوم فهو جريمة بحق الكويت بيئيا لأن التاير يترك مواد سمية في الأرض ويخرج غازات خانقة سوداء من السخائم تعكر جو الباحثين عن الهواء النقي في البر.
الأمان المفقود
في البر حاليا الأمان مفقود لأنه تحول الى ساحة هرج ومرج، فالمخيمات متلاصقة جدا تفتقد الخصوصية وهناك أفواج من المتسابقين والمتطفلين يعتلون مركبات البقي والبانشيات والسياكل وبعضهم حتى لا يعرف أصول قيادة هذه المركبات السريعة التي قد تجدها في داخل خيمتك مسببة لك أضرارا لا تعد ولا تحصى مع سائق غشيم لا يعرف القيادة.
والأمان مفقود لأن الأب والأم غاب دورهما التوجيهي والإرشادي فكم من هؤلاء الشباب في خلوة برية دونما رقابة أو توجيه وارشاد من قبل الوالدين وأيضا غاب دور الإعلام المرئي والمسموع والمقروء عن هؤلاء الشباب الذين تجد الكثير منهم في تجمعات يمارسون كل ممنوع إما بمركباتهم الخطرة التي عددتها أو تصرفاتهم الطائشة التي يمارسونها في البر من حيث التطفل على العوائل أو بالدوران حول المخيمات أو مضايقة الفتيات في مخيماتهن أو عندما تبدأ مجاميع من البنات أيضا بالتجمع وممارسة المشي في مجموعات واستجد حاليا قيادة السيارات ونسميها بالكويتي «الفرارة» رايحين وجايين دونما هدف سوى لفت الأنظار من كلا الطرفين.
ان ما يلفت النظر هو حجم المخلفات التي ترمى من هذه المخيمات، والبلدية مشكورة تعمل جاهدة على رفع هذه المخلفات غير ان الزبالات أكثر بكثير من سعة حمولة سيارات البلدية لأن البيت الكويتي في البر مسرف جدا لأن الأكل على مدار الوقت.
ان رؤية هذه المخيمات بعد انتهاء موسم البر تجعلك تشعر بالكآبة والأسف على حجم التدمير الذي مورس على صحارينا حيث ترفع الخيام وتترك جميع المخلفات من طابوق وبورسلان ورخام وحديد وسكراب واذا سألت عن مبلغ التأمين قيل لك مائة دينار!
ثقافة جديدة
في سابق الايام كنا في البر اصدقاء لأكلة كويتية جميلة تسمى «المموّش» عبارة عن رز وماش نأكلها غداء او عشاء «مربين يابس» وهو الجمبري الجاف مع دقوس طماط او صبار واذا حصل اجار عال العال فيك شدة «هبس» باصابعك الخمسة وبع تناول «المموش» اذا حصل «قلاص لبن» يا سلام سلم تضمن نومة ولا نومة قرصة الذبابة تسي تسي او نومة اهل الكهف! ايضا في البر زمان ما في بوفيه وانواع الحلويات واسياخ الشاورما لحم او دجاج اضافة الى كل هذا الكم من العصائر والمشروبات لان الاكل السائد رز وعصير وشنيالي بر اليوم فيه ثقافة جديدة لا طعم لها ورائحتها نتنة فما يجري في مخيماتنا ثقافة جديدة ليست مألوفة لابناء جيلي لانها مخيمات تفتقد الخصوصية بحكم تلاصقها وايضا هذه التقاليد الجديدة التي ادخلت على رواد البر من حيث اللباس والاكل والبرتوكولات والتقاليد الجديدة من حيث التنافس في الرخاء الذي فيه تنافس فج وتقليد اعمى لظواهر غير مألوفة في مخيمات ملكية عشر نجوم للاسف.
وغاب عن هذه المخيمات وكثير من ساكنيها تقاليد واعراف اهل الكويت من حيث احترام الجار والحشيمة والبعد كل البعد عن قلة الادب في السلوك واللفظ لان كثيرا من رواد هذه المخيمات من الشباب الجدد الذين اما لم يجدوا آبائهم وامهاتهم يمارسون طلوع البر في كل عام او هم اصلا الامر عليهم مستجد فلا خبرة ولا قدوة فهم يرون انفسهم احرارا فيما يمارسون ويعتبرونه حقا مكتسبا بل الكثير منهم يزعل عندما تنصحه وتوجهه.
لقد هذب البر الكويتي القديم مع أهله واختفت الكثير من شمائل هذا التخييم مع وجود هذا الكم الهائل من الشباب الذي يفتقر الى التوجيه التربوي والمعرفي، ولا ارى مانعا ان نلبي طموحات العصر بس خلونا نحافظ على عبق تاريخنا عميق الجذور فإن من الواجب الآن الا نهمل توثيق طلعات البر ونلقي عليها الضوء لتظل الذكريات قائمة والتاريخ معقود الصلة بين الماضي والحاضر وهذا يتطلب توعية اعلامية شاملة قبيل العطلة الربيعية والاجازات.
القضية أخلاقية
عندما نتشدد في توريث عاداتنا وتقاليدنا الموروثة من الكويت القديمة فلأن الماضي يعبر عن اخلاقياتنا في التعامل والتصرفات فلقد كنا حين نخرج في السبعينيات والثمانينيات الى بر كاظمة وجبال الزور وام الرمم والروضتين والصابرية وام العيش وجبال الليام وكراع المرو والدبدبة والابرق والشقايا، كانت مخيمات اهل الكويت تمتد من اول الربيع الى آخره ثم ينزلون الديرة ويقومون بدفن «الحمامات» وازالة انقاض مخيماتهم.
اليوم مصيبة مخيمات فيها ديسكو وبارات وتضم جنباتها كل انواع الرفاه الذي يفوق التصور وللاسف كل المخلفات قد تترك ولا حسيب عليها ولا رقيب وهذا يتطلب من المجلس البلدي اصدار قرارات اكثر صرامة من المعمول بها وياليت تأمين المائة دينار تطبق على المخيم المخالف بل اطالب الى رفع التأمين الى 500 دينار.
ما يرتكب من مخالفات في بر الكويت يستلزم تحركا فاعلا من كل مؤسسات المجتمع المدني وتفاعل اعلامي جاد مع هذه القضية واثارتها من كل جوانبها المختلفة بيئيا وسلوكيا فليس هذا برنا وليست هذه اخلاقياتنا وما نراه في برنا للاسف جريمة تدمير لبيئتنا المنكوبة بهذه التصرفات التي نراها في اسبوعين اثناء عطلة الربيع ثم ينفض السامر وتبقى البيئة عاجزة تشكي ظلمها الى الله عز وجل.
الإجازة
انا كمعلم وصحافي ارى ان تطرح «الاجازة» على بساط البحث اليوم ولا مانع ان تشارك بها كل اطراف الاسرة من الآباء والامهات والابناء في حوار مسموع ومسموح فما يرتكب في هذه الاجازات من «بلاوي» يجعلني استشعر قيمة الوقت الذي يمر على هؤلاء الشباب وان كان البر متنفسا اولا لمن يقضون الاجازات في الكويت فهذا والله يلقي علينا جميعا عبء القيام بواجب التوعية في مسؤولية الاوقات والاستفادة منها بما ينفع هؤلاء الشباب الحيارى الباحثين عن المتعة في الاجازات بحلالها وحرامها سيان عند كل فريق منهم.
ان طول الاجازة الربيعية نسبيا يجعلني اطالب بتوفير بدائل لما يقوم به هؤلاء الشباب في البر من اعمال وممارسات تدمرهم مما يستوجب النصح لهم والعمل على ايجاد بدائل طيبة استغلالا لهذه الاجازة الربيعية او الصيفية مما يعينهم على اسباب السعادة والنجاة بشغل هذه الاجازات بما هو مفيد لاخلاقهم وعقيدتهم وشبابهم الذي يقضي بحوادث مروعة على الطرق اثناء تنقلاتهم البرية اثناء التخييم في الاجازة الربيعية.
ان الشباب الكويتي وهو يحظى بالامن والأمان مطالب بان يستغل اوقاته بما هو مفيد له مساهما في زيادة أمن بلده وصحة بدنه وحفاظه على بيئته وهذا يستوجب منه البعد عن المعاصي والتمسك بالكتاب والسنة والبعد عما حرم الله فلا يضيع وقته في اللهو والغفلة والخروج الى الصحارى والبراري دونما هدف وقضاء الوقت بما هو فيه مهلكة لهم لان ذلك يضر ولا ينفع.
قال الشاعر:
- ولا يذهبن العمر منك سبهللا
- ولا تغبنن بالعمتين بل أجهد
وقال آخر:
- والوقت انفس ما عنيت بحفظه
- واراه اسهل ما عليك يضيع
والنصيحة لشباب البر ان يغتنم شبابه قبل هرمه وصحته قبل سقمه وحياته قبل موته وفراغه قبل شغله وغناه قبل فقره وفي الحديث ايضا: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن علمه ماذا عمل به»، ولنتذكر دائما ان المرء على دين خليله فلينظر من يخالل.
عطلة نصف السنة
اوشكت العطلة الانتصافية على الانتهاء والبعض منا يسميها الاجازة الربيعية نسبة لكثرة الذين يقضونها في البر، والملاحظ ان الشوارع هذه الأيام صباحا قليلة الزحام لوجود الأسرة الكويتية إما في البر أو خارج البلاد فيما قلة في منازلهم وراء شاشات التلفاز أو الحاسوب أو نيام.
من ينظر للكويت من أعلى من خلال طائرة سيجد ان هناك خياما توازي في كثرتها مساكن أهل الكويت الاسمنتية وأهل البر كانوا في حالة من الانسجام حتى جاء إليهم البرد مهرورا فتحول فرحهم الى معاناة من شدة البرودة ليلا وهذا يعني تحميل مكائن الكهرباء مزيدا من الجهد الكهربائي لتشغيل أجهزة التدفئة علاوة على مزيد من الميزانية لشراء الفحم ومزيد من الأكل لأن البرد يجعل الإنسان يجوع أكثر.
كما ان هناك فئة غير قليلة استغلوا عدم وجود معتمرين كثر هذه الأيام في المشاعر المقدسة فأخذوا عائلاتهم وذهبوا الى المدينة المنورة ومكة المكرمة لأداء مناسك العمرة وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم ليقضوا أوقاتا عامرة بالإيمان والأجر وأنواع الطاعات خاصة إذا علمنا ان الصلاة الواحدة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه وفي المسجد النبوي بألف صلاة.
طبعا هناك من يسافرون للنزهة واللهو واللعب وقد يكون بريئا أو محرما كل حسب نيته.
لا أعتقد في هذا الزمان هناك من يقضي وقت العطلة بمذاكرة العلم فيقرأ ويتثقف اللهم إلا قلة نادرة من الشباب لأنهم في غفلة ووسائل الشد والجذب كثيرة ومتنوعة. لقد كنا في الزمن السابق أمام مغريات قليلة أما اليوم فالشباب أمام كم هائل من وسائل الإغراء المختلفة وقلة هم الذين لا تغريهم هذه الوسائل والوسائط التكنولوجية الجديدة والمولات والأسواق والأماكن الترفيهية.
اليوم أصبح العبء على أولياء الأمور كبيرا في التوجيه والمتابعة حتى لا يضيع الأبناء، فالكل أمام شر عظيم في الاجازات اللهم إلا الذين يوفقهم الله عز وجل لاستثمار أوقاتهم بما هو مفيد.
شباب البر
بمناسبة خروج مئات الآلاف من العوائل الكويتية الى البر اطرح قضية غاية في الأهمية فإن كانت الأسرة مجتمعة خارجة للبر فهذا أمر طيب أما إن كان الأبناء سيخرجون مع الأصدقاء الى البر فهذا يحتاج منا جميعا الى وقفة جادة خاصة أولئك الذين يضيعون أوقاتهم في الغفلة واللهو واستغلال الخيام بما هو محرم، واجتماع أمثال هؤلاء الشباب في خيام متقاربة وليس معهم لا حسيب ولا رقيب يفتح المجال للشيطان على أوسع أبوابه ان يلعب بهم فيخالطون العصاة ويضيعون الصلوات ويستعملون كل ما هو محرم وربما يشربون المحرمات والمسكرات والمصيبة الأكبر ان وصلهم شر الإدمان.
كم هلك شباب لغفلة الآباء والأمهات عنهم، فالواجب ان نحذر من هذه الثقة ولنراقب ونوجه ونتابع ونزر مثل هذه المخيمات البرية قال تعالى (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون... الأنبياء: 35).
شباب الأسفار
ما في شاب في العالم إلا وتهفو نفسه للسفر والترحال وحده أو مع جمع من أصحابه، والسفر في حقيقته إما مذموم إن كان لمعصية أو لفاحشة ومحرم أو محمود لطلب علم أو واجب حج أو عمرة أو للترويح البريء ضمن الأخلاق الإسلامية.
وكم سفر قصد به الاستجمام والترويح عن النفس أو تطوير القدرات وهو في حدود ما أباحه الله تعالى لعباده من الطيبات لأنه في الأساس عمل صالح يستفيد منه الشباب إذا مارسه وفق قواعد العمل الصالح الذي يؤجر عليه.
إن تطور الطيران ووجود المال جعل الناس تستطيع تحقيق أحلامها من خلال السفر وممارسة السياحة وقد أحسن من قال:
- وإذا خلوت بريبة في ظلمة
- والنفس داعية الى العصيان
- فاستح من نظر الإله وقل لها
- إن الذي خلق الظلام يراني
صديق السفر
مجاميع شبابية تسافر الى أصقاع الأرض في الاجازات، والكل يختار من يرافقه الى بلد ما أو قارة ولا يسافر إنسان إلا مع إنسان يرتاح ويسعد بصحبته فأيها المسافر العزيز لسنا بحاجة اليوم لأن نذكرك وأنت تستعد للمغادرة بالسؤال: من صاحبك في السفر؟
قال تعالى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ـ الكهف: 28).
والشاعر يقول:
- وحدة الإنسان خير
- من جلوس السوء عنده
- وجليس الصدق خير
- من جلوس المرء وحده
ان الخوف كل الخوف ان تسافر مع هذا الصديق وترجع بذكريات مريرة تجعلك تقول: (يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ـ الفرقان: 28 و29).
يبقى ان نذكر ان المرء قوي بمن يصاحب ولنتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».
كويتيات
وصفة الفلفل الأسود
صحكت حتى كاد يغمى علي بعد ان ابلغتني ابنتي المهندسة وضحة ان كثيرا من بنات الكويت يقمن حاليا بأخذ «فلفل اسود» ويضعنه على شكل سيجارة ثم يدققنه حتى يطحن ثم تنثره الفتاة في الهواء طالبة من الله الزوج والفارس على الحصان الابيض.
فقلت لها: حبيبتي وضحة اذن عليك بنصح كل من تجدينها تفعل هذه الحركة المضحكة الدالة على جلب النصيب ان تتبع ما يلي: ان ارادته متبتبا متينا تفرم الفلفل الاخضر المدور المتختخ، واذا ارادته رفيعا مسلوبا تطحن غرشة فلفل بوديج، يا حلوكم يا بنات الديرة يبه الزوج رزق الله لك ونصيب مكتوب وليس فلفلا اسود وقفوا شبعنا واحنا نعاطس من كثرة الفلفل المطحون بالجو.
راكان «الفارس» الشاعر
عندما اختطف الاتراك راكان بن حثلين وهو في سوق الجلب بالاحساء وليس معه من قومه سوى رجل واحد اسمه «دهام»، فتابعوهما خارج البلد حتى اختطفوهما واركبوهما في البحر عن طريق جبيل وتلاطمت امواج البحر واستنكرها «دهام» وآذاهم بعلو همته وشجاعته كحال العجمان اقداما وشجاعة ومروءة وعلو همة فألقوه في البحر رغم انهم عرضوا عليه العودة اول الامر لانهم لا حاجة لهم فيه على الرغم من موافقة راكان على عودته دون الحاجة لايذائه، ومما قاله راكان وهم في الطريق:
- عقب المعزة صار كنا دراويش
- الكل منا خبزته في يمينه
- لا عاد قهوة ولا عاد به عيش
- ولا عاد به فطحة خروف سمينة
آخر الكلام: ما قصر طويل العمر، كثر الله خيره الله يحفظه واولاده ويكثر ماله وحلاله ويعطيه ويلبسه الصحة والعافية، هذا هو دعاء اهل الديرة لسمو الشيخ سالم العلي الذي مازال في جعبته الكثير من الخير لعيال الديرة اللي يستاهلون هذه المبادرات الكريمة، والله يجزاك خير فما تقدمه لشعبك يستحقونه وتلقاه جدامك في جنة النعيم.
ادفن سرك
من كويتياتنا العجيبة ان الكثير اليوم يحتفظ «بسر» ولده او بنته فإذا دفنه في مستشفى طلب الابن طبيبا، واذا وضع سر الولد في اساس مبنى اسمنتي طلع مهندس، وعليه فمازالت ابنتي فطومة تبحث عن مكان تضع فيه سر ابنها وابنتها وانا اقترح ان تدفن سر البنت في جمعية المعلمين او وزارة التربية كي تصبح «شمة» معلمة وتضع سر «حاشد» في جمعية المعلمين او في وزارة العدل كي يصبح محاميا، هذه بعض من افعال «بكوته» العاقلة جدا ونكتفي.
[email protected]