[email protected]
بالأمس كنت بالمقبرة أشارك في تشييع جنازة الأخ المرحوم بإذن الله وليد مجبل فالح الندي (أبومحمد) في مقبرة الصليبخات بعد أن تلقيت «واتساب» من الأخ طارق إدريس (أبومحمد).
وفي صالة الانتظار وأنا تعبان من دور الأنفلونزا جلس بجانبي أحد المشاركين في الجنائز وقبل أن يجلس قبلي قال أنت الأخ فلان؟
قلت نعم!
يا هلا ومرحبا أنا من قرائك وأتمنى عليك أن تكتب عن يوم القيامة وأهوال القيامة وعلامات القيامة وأشراطها وأبرز علاماتها!
هنا دارت بي الدنيا بما رحبت - أنا بالفعل (تعبان أمرّ بمرحلة الرجفة) التي تحتاج الى هدوء وأنا أمام طلب من شخص ما يهمه أن يقول ما عنده من (حچي)!
وحتى أتخلص منه قلت حنانيك عزيزي (حاضر)!
قال باچر وعد؟
تركني مذهولا، فلقد أقام في ذاكرتي الآن كل أهوال يوم القيامة!
وذهب وهو واثق أنني سأكتب عن مبتغاه!
وأمس بعد الظهر استرجعت هذا الشريط ووجدتني أبدأ سنتي الجديدة بالكتابة عن يوم القيامة.
أيها القراء الأعزاء في كل مكان، أولا: كل عام والجميع بخير ورفعة واستقرار وسعادة وعام ميلادي نتطلع الى خير ما فيه، ونتضرع للمولى عز وجل أن يدفع البلاء عنا فيه، وأن يكون عاما مثمرا سعيدا على الجميع في داخل الكويت وخارجها.
وأعود معكم الى سالفة (المنقوز) الذي طلب طلبه وقرق ساعة وأنا أرجف كأنني في الإسكيمو!
وبما أنني قلت له (هذيا) ومن غير لا أقصد موعدا إن شاء الله!
قال غدا وذهب وتركني أكتبها تحقيقا لرغبة قارئ بالفعل فظيع، منه موجود بكثرة اليوم للأسف!
الساعة حق ونحن نؤمن أن كل من في القبور سيبعثون يوم القيامة والله يعيننا على طول السفر وقلة الزاد ووحشة الطريق!
طوبى لمن يعمل باجتهاد ولمن فتح الله بصره على الهداية وأضاء بصيرته بنور اليقين والتنزه عن الغواية!
يا أسفاه على من ألهته الدنيا ولم يتبصر وأخذه الجهل والغرور ولم يتب عما فعل ونأى بجنبه عن الهوى ونزع عن جرمه وورع عن ظلمه وأقلع عن جريرته وتبرأ من جريمته!
قبل أن أذكر ما يخص يوم القيامة، أذكر القارئ هذا (عام جديد) والمجال مفتوح لكل أنواع التوبة، فالساعي للإنابة سعيه مشكور وذنبه مغفور وعذره ممهود وجهده محمود.
اعلم قارئي الكريم في كل مكان انه لا أحد يعلم متى الساعة! لا نبي ولا ولي ولا غيرهما!
وحتى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لم يعرفها ومن ثم أصبح السؤال عن الساعة والجواب عنه ضربا من الظن والترجم والحدس والتحزير!
علامات الساعة وأماراتها وأشراطها وردت عنها أخبار متواترة من طرق عديدة وهي أخبار وعلامات صحيحة ثابتة في (الكتاب والسنّة) والكتب الصحاح، ومن قراءتي في هذا الموضوع الشائك وجدت أن علاماتها هي 3 أنواع:
- علامات ظهرت وانقضت.
- ما ظهرت واستمرت ولم تنقض بعد.
- العلامات الكبرى وهي لم تحدث بعد.
إن أبرز علامات الساعة اليوم هو بين ظهرانينا وما تموج به الدنيا اليوم من فتن وظهور الرويبضات فيما يخص الأمانة وكيف يوسد الأمر الى غير أهله!
الأحاديث كثيرة في هذا الصدد وأبرزها الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه (بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدّث القوم،جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدّث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله. قال: فإذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّد الأمر الى غير أهله فانتظر الساعة).
قال العلماء في هذه المسألة: إن معنى إسناد الأمر إلى أهله يعني تولي أهل الدين والصلاح وإذا تولى الأمر غير أهل الدين كان توليهم تضييعا وضياعا للأمانة!
كما روي عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تقوم الساعة على أحد يقول الله، الله).
وعن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريعته من أهل الأرض).
في القرآن الكريم آيات تحتاج الى وقفات وتدبر، قال تعالى: (اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) «القمر 1» وهذا نذير باقتراب الساعة وانشقاق القمر!
وقال: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) الأنبياء 1.
والمعنى أن القيامة اقتربت للناس وهم مشغولون في غفلة عنها لاهية قلوبهم!
بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء!
فكم من ملحد يجاهر بردته وكفره؟ وكم نازعة حجابها مجاهرة بهذا السوء؟
ومن علامات الساعة رفع العلم وظهور الجهل وكثرة شرب الخمر وفشو الزنى وكثرة النساء في النسل وذهاب الرجال وبقاء النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد!
الثابت في السنّة أن المهدي هو آخر الخلفاء الراشدين يظهر قبل نزول عيسى عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما مُلئت ظلما وجورا).
ويل للعرب من شر قد اقترب (يأجوج ومأجوج)!
وظهور كثرة الخبث والفساد والفتن والزعازع النكباء!
أمور كثيرة موجودة في ملف أشراط قيام الساعة مثل الملحمة مع الروم وفتح القسطنطينية وخروج الدجال ونزول المسيح عيسى بن مريم من السماء الى الأرض في آخر الزمان والدابة وطلوع الشمس من المغرب والدخان!
٭ ومضة: من الآخر لا تتعبوا أنفسكم، فلا أحد يعلم متى الساعة!
إذ إن علمها مما استأثر به الله تعالى في علمه وحجب الأمر عن العالمين أجمعين.
٭ آخر الكلام: نعم هناك أحاديث كثيرة وصحيحة في كتبنا الصحيحة مثل البخاري ومسلم، قد أوردت أخبارا متواترة ومشهورة في كتب الصحاح والقطع بصحتها وسلامتها أمر محسوم!
٭ زبدة الحچي: خير منقذ من سعير الآخرة هو الاعتصام بالكتاب والسنّة وهما (جوازنا) للعبور الى جنات النعيم.
أسأل الله الحق تبارك وتعالى ونحن في سنة جديدة أن يحفظنا ويعصمنا وينجينا من شر هذه الفتن الموبقة والبلايا الموجعة وكل هذه الظلمات التي ليس لها من دون الله كاشفة!
بعد الكتابة (زادت البرودة) والرجفة وأجارنا الله عز وجل من النار برحمته ولطفه وفضله إنه سبحانه أكرم مسؤول وأرجى مدعو (والله يسامح) هذا (الملقوف المنقوز) الذي قابلته في مقبرة الصليبخات!
الأكيد أنه يضحك الآن لأنه حقق مأربه، لكن الأمر ليس فيه ضحك، إنها الآخرة وقيام الساعة.. يا لطيف الطف بنا!
في أمان الله..