[email protected]
هناك ضرورة قصوى اليوم لتوعية المجتمع الكويتي تجاه التحوط من اختراقات القراصنة!
بدأ عصر (الصداع الإلكتروني) نتيجة الاختراق للمؤسسات الحساسة!
«هاكرز» محترفون يقومون بعمليات اختراق هنا وهناك!
هناك عمليات (جس نبض) في البداية للمنصة الإلكترونية المستهدفة أو كشف ثغراتها التأمينية قبل السيطرة عليها تماما!
كل الدول اليوم تشكو (صداعا إلكترونيا) يتمثل بالاختراق!
من يشن هذه الحملات التي تعتبر (قرصنة احترافية) الله أعلم؟!
الكل فينا تابع الاتهامات الأميركية للروس على إثر الانتخابات الرئاسية وما تلا ذلك من ردود أفعال تتفاعل نتيجة هذا الاختراق الروسي الإلكتروني!
كل يوم يمر ونحن نتابع الأخبار نعي حجم درجة خطورة هذه الهجمات الإلكترونية والقرصنة والهاكرز وكل هذا في (المجهول)!
وكلما زاد الاختراق الإلكتروني زاد القلق في محيط الدول التي تتعرض للاختراق، خاصة عندما يصل الأمر الى التخريب المتعمد، ما يضر بمصالح هذه الدول أو المؤسسات!
وكلما زاد التوتر السياسي زادت مخاطر احتمالات الاختراق والقرصنة.
واضح جدا ونحن نتابع التوترات السياسية خاصة التي شهدتها منطقة الخليج ازدياد المخاطر بالتجسس والهجمات الإلكترونية وتهديدات الاختراق، إنها بالضبط اليوم (حرب باردة) تستخدم فيها كل الأسلحة للإضرار مما يشكل اليوم (خطرا داهما) للدول والمؤسسات!
صنفت إيران على أنها من أكثر الدول التي تمارس الهجمات الإلكترونية التي تستهدف مصالح ومؤسسات في دول كثيرة من بينها المملكة العربية السعودية وآخرها احتمال تورطها في محاولة اختراق وقرصنة منشآت الطاقة في «أرامكو»، إلا أن أرامكو نفت في حينها تعرضها لمثل هذه الهجمات، وكذلك قطر والإمارات والكويت!
واضح أن هناك استهدافا للدول الغنية بالنفط، ويحاول القراصنة من خلال برامج (الفدية) وبرمجياته الخبيثة وهجمات الفيروسات واستخدام التشفير المشفر أن ينفذوا تهديداتهم السيبرانية، وتطور الأمر اليوم، فليس الهدف سرقة البيانات وإنما ممارسة الابتزاز المالي باستخدام هذا السلاح الإلكتروني، وهذا الأمر تحوّل اليوم إلى (كابوس) يحمل تحديات ومخاطر جسيمة من هذه القرصنة في الهجمات الإلكترونية المنظمة!
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا دول الخليج العربية الأكثر استهدافا من الهجمات الإلكترونية؟!
اليوم دول الخليج داخل منظومة (اقتصاد العولمة)، خاصة أنها تملك اقتصادا قويا قادرا على السداد ودفع الفدية وتزايد هذه القرصنة نتج عن حجم المعاملات والتجارة الإلكترونية، وهذا الاعتماد المفرط في الخدمات الرقمية ووجود الأجهزة الذكية وتزايد النزاعات المندلعة في منطقة الخليج العربي جعل الاختراق وسيلة لتحقيق أكبر عدد من الأهداف، خاصة أن دول الخليج زادت من تفعيل أجهزتها الإلكترونية وبالتالي زادت المخاطر!
الحل يكمن في إيجاد برامج تدريب وتوعية الموظفين بالأمن الإلكتروني، فكلما زادت التجارة زادت فرص القرصنة والاختراق الإلكتروني، ونجاح الهاكرز جعل كل الدول الخليجية تفكر في كيفية حماية نفسها من هذه الهجمات!
٭ ومضة: آن الأوان لتفعيل خطوات حماية البنية التحتية للمعلومات وتحسين أمن المعلومات الإلكترونية لأن زيادة احتمال الهجمات الإلكترونية على البنية الرقمية الأساسية تتطلب منا جميعا، كل إنسان في موقعه، زيادة برامج التوعية والفحوصات حماية لنا من هذه الهجمات المتتالية وتدريب الموظفين داخل المؤسسات الحساسة على حماية البيانات وتفعيل كل التشريعات الرسمية لمواجهة الجريمة الإلكترونية!
وذكر تقرير صادر عن «إيكونوميست» أن قطر وعمان أفضل استعدادا، وتليهما الإمارات والبحرين والسعودية والكويت أقل الدول الخليجية استعدادا للهجمات السيبرانية!
٭ آخر الكلام: ما أعلنته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) مؤخرا عن تعرض حسابها على موقع «تويتر» للاختراق يتطلب مزيدا من الحذر الإلكتروني، طبعا الخبر أثار جدلا واسعا، ما يجعلنا نأمل أن تتم المعالجة الإلكترونية!
زبدة الحچي: لا أعرف الكيفية الفنية التي نحمي بها دولنا ومؤسساتنا من هذه العمليات، وأرى ضرورة التنسيق الخليجي لضمان عدم وصول القراصنة والهاكرز الى مبتغاهم!
ما أراحني هو تقرير (اكسفورد بزنس غروب) أن الكويت تتقدم الآن في مكافحة الهجمات الإلكترونية بعد أن اتخذت سلسلة من التدابير لتحسين قدراتها الدفاعية لمكافحة تهديد الجرائم الإلكترونية في المجالات الفنية والقانونية والإدارية.
يذكر أن اهتمام الكويت بالحماية الإلكترونية مؤخرا ساعدها في احتلال المرتبة 67 عالميا من أصل 175 دولة مقارنة بالمرتبة 138 في عام 2007 من أصل 22 إقليميا في مؤشر الأمن السيبراني العالمي لعام 2018.
إذن، الأمن الإلكتروني عنصر أساسي لحماية الدول والشركات والمؤسسات!
إن التحول الرقمي هو الحل الأمثل لإدارة وتشغيل الحكومات وتطوير البنية التحتية، وإن الهجمات الإلكترونية سببها تسريب المعلومات على شبكة الإنترنت!
٭ أعتذر عن عدم كتابة المقال اليومي لأخذي إجازة، على أن أعود للكتابة في بداية شهر فبراير إن شاء الله.. في أمان الله.. على الخير والمحبة نلتقي.