[email protected]
في عام 1977 ركبت أول كروز بحري في اليونان وزرت 3 جزر (رودس ـ كريت ـ سانتوريني) ثم عاودت في الألفية ركوب الكروز البحري مرات أخرى، زرت النرويج والدول الاسكندنافية وأخرى في أوروبا، ووجدت أن هناك قفزة نوعية شاملة عمّت صناعة الكروز البحري وسياحته، خاصة أنه يقدم اليوم مدنا وشواطئ وفعاليات تصلح لعموم الناس الذين يفضلون الاستمتاع بالوقت في جولات ومغامرات ورحلات بحرية لا تنقصها الفخامة مثل السياحة العادية مرورا بكل الإجراءات التي يمر بها المسافر العادي عبر المطارات!
أين تكمن حكمة الكروز البحري؟
الكروز البحري يوفر للسائح مدنا وشواطئ وثقافات ونمط معيشة وغذاء منوعا (بوفيهات) وخدمات ومقصورات لا تقل عن فخامة غرف وسويتات فنادق الدرجة الأولى!
عبر الكروز تستطيع بـ 350 ـ 500 دينار كويتي أن تزور 6 عواصم أوروبية على سبيل المثال في حين لو أردت فعلا زيارة هذه الدول تحتاج الى ألف دينار لزيارة كل عاصمة على حدة.
في الكروز فرصة لاختيار سكنك وطعامك وشرابك فهو يوفر لك تحقيق رغباتك، كما أن الباخرة أو السفينة بها من المرافق ما هو ليس موجودا في الفندق العادي.
في السفينة يعلمونك تجربة جديدة في حياتك، ماذا تفعل من أجل إجراءات السلامة؟
في إبحار السفينة تجد الوقت كي يمشي يوميا عشرات الكيلومترات لأن فيها أدوارا مخصصة للمشي ومكتوبة المسافات، وتشاهد بشرا وثقافات ونكهة خاصة من التأمل في السماء والمياه وشم اليود ونقاء الأوكسجين، إضافة الى وجود أدوار كاملة من الخدمات مثل الصالات الرياضية والترفيهية!
أنت كمسافر تحتاج في البداية الى استشارة (نوخذة) يعرف في الكروز البحري من حيث اختيار السفينة والرحلة المناسبة لظروفك.
وهناك اليوم كم هائل من شركات السياحة البحرية ولها مواقع على الإنترنت وخذ بالك أحيانا هناك فارق بين الدرجتين السياحية والممتازة وهي في حدود 30 دينارا، لكن إن دفعتها تحصل على المزيد من الراحة والرفاهية.
رحلات الكروز العالمية تتنوع بين الفاخرة والشعبية، وأنا مثلا أنصح بالسفينتين هولاند أميركا وMCS اللتين جربتهما، حيث تجد فيهما جميع الشرائح من (المتقاعدين ـ الشباب ـ السياح العاديين ـ الأطفال)!
وهناك من يمدح رويال كارييبيان وديزني وبرنسيس وكرنفال كروز وان سي ال وغيرها كثير!
طبعا جداول هذه السفن حافلة بالمثيرات والعروض وما يطلق عليه العطلات الرومانسية.
هناك رحلات طويلة للمسافرين العاديين والمتقاعدين، وهناك رحلات البحر المتوسط موجهة للعائلات وأطفالهم!
٭ ومضة: عزيزي القارئ، يمكنك في قادم الأيام أن تحجز رحلتك البحرية وفقا للنشاط الذي تفضله أو الفئة العمرية أو الظروف العائلية، والأكيد هناك سفينة تناسبك وتناسب أسلوب حياتك وشخصيتك، ولن تتم معرفة ذوقك إلا بالتجربة!
وقد وجدت سياحا يركبون هذه البواخر لعدة أشهر، وعند سؤال أحدهم: ألا تمل؟ فيجيبك بـ: «لا».
٭ آخر الكلام: ما أحاول أن أنشره عن ثقافة الكروز البحري والسياحة البحرية هو مستقبل واعد وقادم!
إن الدول المتحضرة هي التي تعمل حسابا في موانئها من حيث أعماق المياه لمثل هذه التجارب المربحة القادمة التي بدأت تهتم بالمتقاعدين والشباب والأطفال والسياح العاديين!
إذا أردت أحد نواخذة الكروز هو الزميل أسعد عبدالله مدير تحرير مجلة المعلم وهو مختص بالكروزات العملاقة، والزميل بوشميس المختص بالسفن الخشبية!
٭ زبدة الحچي: الكروز البحري اليوم سياحة نوعية بدأت تقفز الى المقدمة في عالم السفر والإبحار والمغامرة، وهي بالفعل (تجربة عمر) يجب أن تجربها مرة واحدة على الأقل!
رحلات الكروز البحرية اليوم سوق مزدهر وممتع لأن ما تدفعه من قليل يغطي السكن والغذاء وتكاليف النقل مع هذا الكم الهائل من الترفيه، فعلى سبيل المثال لا الحصر تستطيع انت وعائلتك وأطفالك وشبابك أن تزور الدول المحيطة والمطلة على البحر المتوسط بـ 600 دولار للفرد الواحد لـ 6 دول.
سعر خيالي بالنسبة لزيارة كل هذه المدن في الفترة الوجيزة.
المستقبل للسياحة البحرية ممتع وأكثر راحة من القطار او السيارة للتنقل من مكان لآخر في أوروبا، وهنا أنصح دائما بحسن اختيار تأشيرة السفر واختيار الوقت وبعض طلبات التأشيرة تأخذ وقتا طويلا حتى تُمنح لك!
تبقى الحقيقة: رحلات الكروز البحري هي من أفضل وأرخص الطرق لرؤية العالم.
وهناك مثلبة دائما أسمعها: ماذا عن حمام السباحة؟.. يا أخي لا تروح حمام سباحة واستمتع بالرحلة «حبكت» يعني؟
في السفينة أنت في (مدينة عائمة) أشبه بفنادق الـ5 نجوم ومرافق ومقاهي وكافيهات ومطاعم وقاعات ودور سينما ومسرح وبوتيكات للتسوق!
اليوم الكروز البحري أشبه ما يكون بالمول العائم فيه كل ما يخطر على بالك!
وإلى رحلات قادمة نصحبكم فيها.. في أمان الله.