[email protected]
في السابق عندما كان نشاط اخواننا التبليغيين مشهودا كنا نسمع احد الاحباب يقف ويقول: «بلغوا عني ولو آية» امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
على مدى اليومين الماضيين شدني اصدار جديد أعده وكتبه الاخ الشيخ يوسف علي عبدالرحيم الفيلكاوي في رائعته الجديدة التي حتما ستخدم المكتبة الاسلامية المتعطشة لمثل هذا الاصدار القيم.
فما هو هذا المكنون المكتوب؟
إنه إصدار جميل وعميق، بل وقفات مع آيات كتاب الله سطرها لنا الاخ الحبيب ابو علي ونقلها ووثقها مستعينا ببعض كتب التفسير مثل تفسير ابن كثير والطبري وابن السعدي، وفي ظلال القرآن، ونجح في الاكتفاء بالتعليق القصير المركز للآية وبالتعليق عليها واستلال المعاني منها.
لقد استجاب أخونا الكبير يوسف علي عبدالرحيم الفيلكاوي لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم «بلغوا عني ولو آية»، وأعد هذين الكتابين الجزء الاول والثاني.
نص الحديث «عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» (رواه البخاري).
لقد استطاع المؤلف ان يشدني عبر كتابه القيم الى موضوعات شتى، وكنت احسب نفسي انني سأظل ملازما «بلغوا عني ولو آية».
الكتاب من جزأين (1 و2) يأخذك في رحلة فكرية عظيمة، ففي الكتاب الاول تجد التطوع والموت والتقوى والصبر واطمئنان القلوب والتسبيح والسجود والكلمة الطيبة وبيت العنكبوت والتجارات الثلاث والحظ العظيم والسبق لمن والاستغفار.
اما الكتاب الثاني فيشدك الى الصيام وحب الشهوات والخبيث والطيب وعلم الغيب والسجن والفرج وجريمة الطهر وخطوات الشيطان وحديث الافك والمكر السيئ وإله الهوى ويوم العرض والآية ولسوف يعطيك فترضى، وكل هذه العناوين لها آيات من القرآن الكريم عرضها المؤلف.
٭ ومضة: حسنا فعل شيخنا الكبير الحبيب ابو عبدالله بجعل شيخنا الدكتور خالد المذكور يقدم كتابه، وكالعادة اجاد شيخنا ابو وليد التقديم، فقال: وجزى الله خير الجزاء اخانا يوسف علي عبدالرحيم على تبليغه آيات الله الى اخوانه واحبائه، وأسأل الله ان يجعل ذلك في موازين اعماله.
لقد تصفحت هذه المعاني والخواطر التي امدها الله له في اقتباس معانيها ومغزاها لكي يؤديها الى اخوانه في الدعوة، خاصة وهم في امس الحاجة اليها في مسيرتهم والى كل من يقرؤها ويستفيد منها عامة.
وكتاب ربنا يستقى منه كل من قرأه واتبع هديه متخصصا كان او غير متخصص، لأنه معين لا ينضب، وثمار لا تنتهي ولا تجدب، وفقه الله وكتب له أجر المنتفعين والمستفيدين والقارئين.
لم اجد ومضة اجمل من تلك السطور التي كتبها استاذنا وموجهنا «أبو وليد» اطال الله في عمره ومن كتب ومن قرأ.
٭ آخر الكلام: لا يفوتني وانا اشيد بالمؤلف والمقدم ان ادعو بظهر الغيب للعم علي عبدالرحيم «والد» من أعد وكتب، وما هذا الشبل الا من ذاك الاسد، اطال الله في عمره في صحة، فلقد علمنا العم والده ان التقوى والاستقامة والدعوة زينة الحياة الدنيا وحصاد الآخرة، وهو من رجال الكويت الاخيار واهل فيلكا يحبونه ويقدرونه.
٭ زبدة الحچي: على مدى 3 ايام قضيتها في قراءة هذا الكتاب وأبرز ما فيه هي المعلومة والكلمة الطيبة امتثالا لقوله تعالى (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ـ الإسراء: 53).
وصدق «اخونا» ابو عبدالله: ما من امة اتقت الله وعبدته وأقامت شريعته فحققت العدل والأمن للناس جميعا.. الا فاضت بها الخيرات.
اللهم احفظ خيرات بلدنا الكويت.. وأحسن القول والعمل فإنك لا تدري حين تسير الامور على غير ما تشتهي وتريد.
ثق بالله، وتوكل عليه، واجعل آمالك معلقة به، وتفاءل بالخير فإن لك ربا يرعاك.
وقد يكون في الامر خير لا نتوقعه.
رحم الله من تدبرها ووعاها وبلغها.
وتذكروا ايها الاحباب في كل مكان: بلغوا عني ولو آية.. اليوم كتاب قيم فاحرص على اقتنائه.
ثنائي دعوي خيري قدما لنا اصدارا قيما فجزاهما الله خيرا أبا وليد وأبا عبدالله.. ما قصرتما، فقد نجحتما في تأصيل «بلغوا عني ولوا آية».. شكرا لكما.. وفي امان الله.