[email protected]
أنجبت قبيلة العجمان عبر تاريخها الطويل كثيرا من الفرسان والشعراء الكبار والأبطال الشجعان الذين سطروا تاريخهم في صفحات المجد والبطولـــة في ذاكــرة التاريــخ.
لكنها أيضا أنجبت «راكان بن حثلين» رمزا وبطلا وشاعرا بلغت شهرته الآفاق وتعدت الجزيرة العربية لتصل الى تركيا وحدودها من الصرب والمقدونيين!
ولد راكان - رحمه الله - في القرن الثالث عشر الهجري وهو من آل حثلين الكرام شيوخ قبيلة العجمان ويعود نسبه الى يام في الجنوب بنجران.
راكان.. هو اليوم «أسطورة العجمان» كونه فارسا شجاعا وشاعرا كبيرا دافع عن قبيلته وذويه وكان يخرج من معركة ويحسمها ويدخل أخرى، لا يكل ولا يمل ناصرا المظلوم، مراعيا حقوق الجيرة (رجلا مهابا) يخافه الجميع ويحترمه الكبار ويحبه الصغار، وهكذا صار رمزا للشهامة والرجولة والفروسية، وله من الخصال الطيبة الحميدة الشيء الكثير مثل الكرم والوفــاء والصــدق والشجاعــة.
وعبر حياته أثبت قدرة في الشعر فبرز فيه ومن يستعرض أشعاره يجدها بسيطة اللفظ عميقة المعاني والدلالة والرسالات، ومن يقرأ هذه الأشعار يعرف (شاعرية راكان) وقدرته على تجسيد المعاني في أحلى صورها النمطية والخيال، وله أبيات شعرية يتم تداولها حتى اليوم في كل مجالس العرب، اقرأ:
يا ما حلا الفنجال مع سيحة البال
في مجلس ما فيه نفس ثقيله
هذا ولد عم وهذا ولد خال
وهذا رفيق ما لقينا مثيله
يا ليت رجّال يبدّل برجال
ويا ليت في بدلا الرجاجيل حيله
يا بوهلا طير الهوى خبّث البال
الطير نزر والحبارى قليله
يا الله يااللي طالبه ما بعد فال
يااللي من الضيقات نجى دخيله
أفرج لمن قلبه غدا فيه ولوال
والنوم ماجا عينه إلا قليله
٭ ومضة: اليوم سيقرأ قارئ «الأنباء» مقابلة شاملة لحفيده شيخ قبيلة العجمان العم سلطان بن سلمان بن حثلين وهي قراءة لخلاصة فكره ونظرته لمختلف القضايا والأحداث، ومن يطلع على إجاباته يجد أن هذا الحفيد لم يبتعد عن (أخلاقيات راكان الكبير) وانه امتداده في نصرة المظلوم ومراعاة حقوق الناس من مختلف مشاربهم وجنسياتهم (الكل يجمع على حبه لعلو مكانته وكرم أخلاقه وشهامتـــه)!
بالأمس في ديوانه العامر أراقبه وهو القادم من سفر طويل مستقبلا ضيوفه هاشّا باشّا للجميع، يسأل لصيقه والبعيد من مجلسه عن شيبانهم وكل أمور حياتهم، وكان بالفعل أبا للجميع يقدم هذا وذاك على مائدته ولم يقم إلا آخر واحد من مائدته الكريمة العامرة، هكذا هو الحفيد الذي يسير على درب كبيـــره الذي رحل وآلاف مؤلفة تدعو له بظهـــر الغيب لوفائه لقبيلته وناســه، ومــن يقرأ سيرتـــه العطـــرة بالتاريخ يعــرف كم عانى راكــان الكبير في هـــذه الحيـــاة لكنـــه كان على الدوام صامدا كفرسان الصحراء الذين رحلـــوا ليتركوا لقبائلهم (مجدا) يسطر في صفحات (المجد والخلود الإنساني عبر التاريخ).
٭ آخر الكلام: ذهب راكان الكبير وبقي أحفاده ومن هم على نهجه يفخرون بكل صفحات ذلك التاريخ الممتد من (الرمل الى الماء يوم اعتقله العثمانيون) مسطرا سيرته العطرة مورثين لنا ولغيرنا سجلا من (الفخار) الذي كتبوه وتفاصيل حياتهم الصعبة في الصحارى، وهكذا هم حفظ التاريخ أسماءهم وفي مقدمتهم رمز العجمان راكان بن حثلين طيب الله ثراه ومثواه.
٭ زبدة الحچي: اليوم يقف القارئ على فكر (حفيد راكان) العم سلطان بن حثلين وهو يقول رأيه في كل القضايا، متناولا كل الأحداث والرموز برأيه وتعليقاته ليقول: أيها القارئ هذه هي إجاباتي عن كل ما طرح عليّ من أسئلة ولك الحكم بالقبول أو الاعتراض!
توقفت طويلا وأخي عبدالهادي وسام العجمي ـ ابو متعب، ونحن ننصت للعم (أبو راكان) وهو يجيب عن أسئلتنا وهو واثق من إجاباته وكأنه يستعين بالصندوق الممتلئ في داخلـــه وفكـــره بالجـــواهر من درر الإجابات بقلب ممتلئ بالحكمة والفطنــة ولا يتســع للصغائــر!
ويسألونك عن حكمة سلطان ـ أبوراكان الآن؟
أنا أجيب، اذهبوا الى «العقيلة» الى ديوان العم الشيخ سلطان بن حثلين ستجدون (الحكمة وبشاشة الترحيب والكرم الراكاني)!
أبوراكان.. مشكور على إعطائنا هذه المقابلة، ونتمنى لك طولة العمر في صحة، وأن تعود لناسك الذين أحبوك وفرحوا بعودتك لتمارس دورك المعتاد في هذه الحياة وهكذا هو الرجل الحكيم يخلق فرصا أكثر مما يجد.. وقد فعلها أبوراكان، فرغم مجيئه من السفر (سهرناه) في المقابلة حتى الساعة 12 مساء ثم خرجنا من ديوانه ونحن نستشعر الحكمة بمقدار استيعابنا للتجربة وأعلاها أن تكتسب المعرفة لتمــارس الحكـمة والملاحظة لتتــرك الأثــر.
أتمنى للجميع الوقوف على رأي واحد من العقلاء في هذا الزمن!
مشكور عم أبوراكان ما قصرت وبيّض الله وجهك.. في أمان الله.