[email protected]
القلوب الرقيقة اليوم مظلومة دائما لأنها أسرع من يفتح الأبواب ويندم.
أيتها الدنيا الفانية: قلوبنا ليست فناجيل قهوة نكرم بها الضيوف العابرين ليطعنونا.
الحقيقة التي سيكتشفها كل مجرب في هذه الحياة أن القلب الرقيق قد يخطئ في لحظة فيدفع العقل ثمن هذه الغلطة سنيناً.
آه.. القلوب المجروحة دائما تتألم طوال الوقت في صمت!
لو علم قساة القلوب أفعالهم بالناس لبكوا خجلا من تصرفاتهم المخزية!
قالها رجل سطوراً في قساة القلوب:
أراك علي أقسى الناس قلبا
ولي حال ترق له القلوب
حبيب أنت قل لي أم عدو
ففعلك ليس يفعله حبيب
في دهاليز الحياة هناك أنواع شتى من القلوب البشرية:
- قلوب حب.
- قلوب كره.
- قلوب خير.
- قلوب شر.
- قلوب نرجسية.
- قلوب طاووسية.
- قلوب جاحدة.
- قلوب وفية.
- قلوب شجاعة.
- قلوب جبانة.
ما أجمل القلوب الخاشعة لله المنكسرة لخالقها وبارئها.. القلب منحة الرحمن وعطية الديان وحرز مكين وحصن حصين من الغي والعصيان.
ما رق قلب بشري لله عز وجل إلا وكان صاحبه سابقاً إلى الخيرات مستمرا في الطاعات والمرضاة.
وما رقّ قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة ومحبة الله.
القلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله.
والقلب الرقيق رفيق صاحبه ونعم الرفيق.
القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء.
٭ ومضة: أعظم نعمة تعطى لك من الله عز وجل هي نعمة القلب الأبيض وإنابته الى الله تبارك وتعالى.
قال سبحانه: (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) الزمر: 22.
سألني أحد القراء الكرام على إيميلي: بومهند ما أسباب قسوة القلب؟
الحقيقة كنت «ناوي» أكتب المقال بـ «مود» غير المكتوب حالياً، لكن سؤاله غيّر اتجاهي بالكتابة، فأعظم داء يصيب القلب هو داء القسوة!
قولوا: والعياذ بالله!
الركون الى الدنيا والغرور والاشتغال بالملهيات كلها أمور تقسي القلوب.
فتن كثيرة ومحن ظاهرة وبعضها فرص مغرية وكلها أمور متشابهات تستوجب الصحوة من الركون الى الدنيا الفانية.
٭ آخر الكلام: أتصور من أخطر الأسباب لقسوة القلب (الصحبة السيئة) والجلوس مع الفساق ومعاشرة المنافقين ومن لا خير فيهم.
٭ زبدة الحچي: وفي الفجر عقب الصلاة سألت الأخ عصام العبيد وهو من الدعاة الصامتين (رقيق القلب) فقلت: يا أبا عبدالله ما الأسباب التي تعين على رقة القلب وإنابته الى الله عز وجل؟
فقال: تذكر الآخرة والنظر إلى القبور، وما نظر عبد الى هذه النظرات إلا واستجاشت في نفسه التأملات واهتز قلبه من خشية الله وانشطر قلبه هيبة من الله تبارك وتعالى!
قرائي الكرام في كل مكان: اللهم هب لنا قلوبا لينة تخشع لذكرك وشكرك، وقلوبا تطمئن لذكرك، وألسنة تلهج بشكرك، ونسألك إيمانا كاملا، ويقينا صادقا، وقلبا خاشعا، وعلما نافعا، وعملا صالحا مقبولا عندك يا كريم يا مجيب الدعاء.
قلوبنا غلف بيضاء بسيطة جدا ليست سوداء ما تعرف الأحقاد ولا الصد، إنه اطمئنان القلوب بعيدا عن القلب «المحتاس».
وتذكروا أن القلب يعشق كل جميل.. لا تكسر قلب يتيم.. ولا تكسر قلب من يحمل المرض «الشين».. ولا تكسر قلب صاحب حق.. في أمان الله.