[email protected]
الفنتازيا هي تناول الواقع من رؤية غير مألوفة، ما يعني أن هناك شكاً في عالم الرواية التي أطرحها في مقالي إن كان وتنتمي الى الواقع أم ترفضه وهو في نفس الوقت معالجة إبداعية خارجة عن المألوف للواقع المعيش!
«كورونا» الصين وإيران الجديدة جننت الناس عندنا في الكويت.. تعالوا معي في هذه المساحة نشاهد كيف تعامل الناس مع هذا الوباء بعيدا عن الروتين الحكومي والإجراءات والاحترازات الصحية المعمول بها في دول العالم!
دخلت على أبوشميس صاحبي وإلا به صاير سوق الخضار والفاكهة.. شلون؟
شاري رقية وعامل فيها فتحات للعين والخشم والشفايف للتنفس ولابس في يده برتقالتين ورجليه (ترنج) الكبار، وعندما سألته عن السبب قال لي بثقة هذا ما سأواجه به الكورونا «فيتامين سي»!
خليف الصعيدي فصّل على جسمه الكيس الأسود مال الزبالة ولبس كماماً وقال لي: كورونا مين يا عم أنا اتحصّنت بالكيس المعقم!
وسرت موجة الذعر الى بقية الربع الشيخ كمال - أبوعبدالرحمن - اشترى كمامات ووضع فيها (فحم وبصل وثوم) وقال بكل ثقة: خل أشوف الكورونا!
في إيميلي تقول زينب: عندنا عزوز في البيت لبس حجابي، وقال الحمد لله الحين كورونا ما تييني!
قلت له وأنا أضحك شمعنى؟
قال: أنا تنكرت ما تشوفين حجابي؟
فانفجرت ضاحكة!
بالأمس، زرت صديقا لي في شركته، وعندما هممت سلم علي الحارس الصعيدي والبنغالي وشاهدت بيدهم أجهزة الفحص الحراري، وبعد الزيارة نزلت وأنا أودعهم دنا مني الاثنان وطلبا فحصي وأنا أضحك أضحك وهما يناظراني، فقلت هذه الأجهزة لفحص الداخل مش الخارج!
أخوي بوسالم يقول لي إن والدته أوصته بألا يشتري (المعكرونة) لأنها إيطالية، فقلت لها يومه هذه صنعت في الكويت، قالت اي أدري هم من نفس الفصيلة!
منغولوا رفض تلقيح النخل هذه السنة ومن صجه خايف.. ليش يا منغول؟
قال: هذا لقاح يضعف مقاومة مال جسم إپجي كورونا!
هذه صور واقعية من مجتمعنا أرعبها فيروس كورونا فصارت فنتازيا!
٭ ومضة: آسيوي أعطى زميلا له دينارا علشان يوقّع له البصمة وعندما اكتشف أمره أفاد بأنه يخاف من البصمة، ويخسر دينارا أحسن ما يفقد المناعة ويصاب بالكورونا.
راعي بقالة اسمه «دهامكو» وضع نايلون شفافا على كل بضاعة بقالته وأنت تطلب الشيء الذي تريده وهو يشيله لك بمنقاش، قال هذا أحسن من يچي «كورونا» ماكو زعل بابا!.. ضحكت يوم شفت (المنقاش) أعتقد أنه سبب الكورونا!
أخونا الصحافي عبدالكريم عبدالله عندما ذهب إلى التجمعات المصرية سألهم انتوا فيكم كورونا؟.. قالوا: مفيناش كورونا!.. الله يستر بستره!
٭ آخر الكلام: ضعنا بالطوشة في كورونا الصين وإيران والكويت والبحرين والإمارات والسعودية وإيطاليا (كلها مكروب واحد من أسرة كورونية لعينة) من وين مصدرها؟ ومن صدرها وصنعها؟ هذا هو اللغز الكبير!.. ومن يفك الشفرة؟
٭ زبدة الحچي: صاحبي بوشميس طوّر إجراءاته الوقائية أمس، اشترى (خام امريكن) خاكي وفصّله مع خوذة سيكل وصار لما لبس ملبوسه الجديد كأنه من كوكب آخر!
وآخر فنتازياته بالأمس خابرني مساء وقال إنه (عازم على الفطور) صديقا له يعمل (حواجا للأعشاب) وتوه قادم من بلده!
في الصباح ونحن ننتظر سعيد الحظ المعزوم وإذا بوشميس يرحب بصاحبه أهلا (بوغلام) وبيده أكياس خلطات شعبية، فقال ببراءته المعهودة صاحبي هذا قاهر الكورونا وقادم لكم من إيران عن طريق المراكب الخشبية (ولنجه) أي مركبه أو سفينته في ميناء الشويخ!.. وهالأكياس كلها أعشاب إيرانية لمعالجة الكورونا!!
أنا وجدت نفسي أقفز مثل الرياضية الچمبازية (نادية كومانشي) وأركض ولم أتوقف إلا عند فندق الجميرا في المسيلة كأنني في ماراثون ركض من أبوالحصانية فيما تناثر (الربع) على طول ساحل أبوالحصانية من سوالف أبوشميس العميي ولم يبق معه إلا شفيق السوري ضايع في الطوشة وتم أخذه مع صاحبه في الحجز الإجباري!
كورونا لا ندري أهو ابتلاء أو مرض رباني والا بيولوجي من أصحابنا اللي تعرفونهم يقتلون القتيل ويمشون في جنازته بعد أن يدفع دم قلبه ليدفن؟!
قصيدة فنتازية جميلة بعنوان: «كورونا» للأخ «معتز هويدي» أنقل لكم بعضا من أبياتها المختارة:
جُرمٌ صغير حرّم التقبيلا
والمس إلا أن تُعيد غسيلا
والعطس صار جريمة وحشية
والبردُ أصبح شاهدا ودليلا
وإذا أصاب فقاتِلٌ مُتمرس
يرمي المُصاب مُجندلا فقتيلا
الناس حيرى تستقي أنباءه
حق هو أم قال يتبعُ قيلا
كثُر الكلام بأمره وتناقلت
قنواتنا في أصله التحليلا
الصينُ ناحت والمدائن أغلقت
إيرانُ أحييت مأتما وعويلا
والغرب يرقبُ ريبة وتوجسا
وبنو العمومة أكثروا التهويلا
يا (رب) عفوك في بلادٍ مالها
إلاك (رباً) للعِثارِ مُقيلا
نرجوك نرجو رحمة بصغارنا
أنت الذي لا تظْلِمنّ فتيلا
إنا إليك راجعون وإننا
إلى سَواكَ لا نريدُ سبيلا
رسالتنا نرجو من الإعلاميين أن يتحولوا الى مهنتهم الأصلية فلا يمارسوا أدوار الأطبة، وعلى إخواننا الدكاترة الرجوع الى مهنتهم الأصلية الطب فيهدئوا من روع الناس.. إنها الفنتازيا الكورونية!
في أمان الله..