[email protected]
فاعتبروا يا أُولي الأبصار!
قبل الأمس كانت الجمعة يتيمة!.. بتاريخ 25 رجب 1441هـ - 20 مارس 2020م.
قبل الأمس جمعة بلا جماعة..
وأذان بلا إقامة..
ومنابر بلا خطباء..
ومساجد بلا مصلين..
بالأمس وقبله بكيت صامتا، فطوال عمري أذهب الجمعة الى مسجدي!.. وأقرأ سورة الكهف مبكرا! ما الذي حصل؟ يا الله!
يا الله.. كلنا ندم وتوبة ورغبة بالعودة إليك يا الله..
ما الذنب الذي اقترفناه وجعلتنا هكذا مطرودين؟
يا الله.. حتى حرمك وبيتك العتيق فرغ من الطائفين والعاكفين والمعتمرين والزوار الركع السجود!
ما الموبقات التي (طردتنا) من بيوتك في الأرض؟
يا الله.. ارحم عبادك الموحدين الذين يذرفون الدمع ضارعين لك يا رب: ارفع البلاء عن العباد والبلاد.
في الفجر، خرجت ضائقا هائماً على وجهي في الأسحار عند تنفس الفجر أرجو رحمتك، فالمساجد مغلقة والشوارع خالية من المصلين الذين كانوا يتسابقون الى بيوتك الطاهرة!.. رجعت إلى بيتي وكلي حسرة على البلاد والعباد!
أي ذنب هذا يجعلنا نبكي، توسلنا إليك ارفع عنا مقتك وغضبك يا الله عاجلا غير آجل!
مَن أغضب الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء؟
وسبقت رحمته غضبه؟ وجعل مساجدنا حسرتنا؟
عصيناك يا الله بجهلنا وأنت الحي القيوم لم نأمر بمعروف ولم ننه عن منكر كما أردتنا، فاعفُ عنا يا رحمن يا كريم تقصيرنا!
في يوم الجمعة ظهرا بكيت على سجادتي متضرعا لك والملايين مثلي، ونحن نعلم أن الجمعة بها ساعة استجابة، فاغفر لنا ذنوبنا وسامحنا عن تقصيرنا يا الله! لا نملك إلا الدعاء لك والتضرع!
اللهم لا تردنا خائبين ولا من رحمتك محرومين.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
يا الله، يا الله، يا الله.. سامحنا على تقصيرنا.
٭ ومضة: كنت أقرأ في كتب السيرة أن صدى المساجد في التاريخ ذكر (صلوا في رحالكم)!
لم أعلم وقعتها على الناس حين كان المنع.
لكنني اليوم أقولها لكل الناس إننا نسمع العبارة وتطرق أسماعنا وتحرق قلوبنا وتوجع أرواحنا!
اللهم اغفر حوبتنا واستجب دعواتنا واستعملنا ولا تستبدلنا، اللهم ارجع إلينا مساجدنا وأنت راض عنا.. اللهم آمين.. آمين.. آمين.
٭ آخر الكلام: اللهم ارفع البلاء، اللهم ادفع عنا الوباء، اللهم اكشف عنا الضر، اللهم أنزل رحمتك ولطفك على سائر البلدان يا أرحم الراحمين.. قولوا آمين يا رب العالمين!
وهو سبحانه القائل: (ادعوني أستجب لكم)!
٭ زبدة الحچي: اللهم اجعل هذه الشهور والأيام تمر ولا تضر، اكفنا والناس أجمعين شر (الكورونا) واحفظنا بحفظك من وباء الكورونا يا رب العالمين.
يا رب ليس رب سواك ندعوه وليس لنا إله غيرك نرجوه.
اللهم ردنا إليك ردا جميلا، اللهم لا تردنا خائبين ولا من رحمتك مطرودين محرومين، ولقد أطعنا العلماء وأهل الإفتاء بالتسكير!
هذا الدعاء ومنك وحدك الإجابة.
نعم.. نعرف أن كورونا (خطر داهم) واستنفار حكومي وشعبي.. لكننا لم نتعود هجر مساجدنا!
كان رسولنا صلى الله عليه وسلم إذا ضاقت دنياه يردد «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين».. قلنا ورددنا هذا القول.. يا رب فرجك.
وا أسفاه يا خالقنا ما لم تغفر لنا وترفع البلاء عنا!
يا رب لم أتوقع أن يكون هناك يوم في حياتي المسجد أمامي ولا أستطيع الدخول اليه! وكلنا يلتزم بكلام أولي الأمر طائعين!
يا الله.. جمعة بلا جماعة؟ ومساجد بلا مصلين! وقرأنا سورة الكهف في منازلنا!
كانت صلاتي هي زادي ومعيني ومحطتي التي أرتوي من فضائلها وخيراتها وبركاتها من الأسبوع إلى الأسبوع!
المساجد التي تُشد إليها الرحال سُكرت وأُغلقت!
(المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى) وكل مساجدنا!
يا الله هل بلغت ذنوبنا وخطايانا ومعاصينا أن تحرمنا من بيوتك؟ نشاهدها مغلقة؟ وليست بأيدينا حيلة؟ وما العمل؟
يا رب تبنا إليك واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا يا الله.
اللهم يا الله لا تشغل عقلي بما يقلقه ولا قلبي بمن لا يرحمه ولا وقتي بما لا ينفعه، رب كن لي وكن معي واجعلني بك أقوى وبك أغنى.
يا رب عجّل فرجك القريب.. في أمان الله.