[email protected]
رحم الله شاعر الكويت الكبير بدر الجاسر العياف الذي سبق عصره بأشعاره الوطنية وله قصيدة شعرية (بانوراما تجسد الواقع اليوم) وأستسمحه في تغيير كلمة واحدة («حباري» واستبدالها «بكورونا»)!
تقول رائعة العم بدر العياف المكتوبة بماء الذهب في سفر التاريخ:
وكِّري يا حرارا وانزحي يا حباري
عن نوادي الحرارا
البطل ما يتوارى ورا طعس الذواري
من يمين أو يسار
من حسدنا وغارا لي طرت له طواري
شاعرن بانهيار
بشره بالخسارة من يصد الضواري
في وضح النهار
يا كويتي تمارا يحق لك لو تمارى
كل يوم انتصار
لولشي يا عذارى وارقصي في تداري
على طبلن وطار
الله.. والله ما في أجمل من هذه المعاني من اللهجة الكويتية.. عجيب في اختيار المفردات والمعاني!
هذه الأبيات الجميلة المعبرة لواحد من عيال بطنها «أبا نبيل» رحمه الله.
انظروا في المعاني والكلمات، إنها والله تصلح لكل وقت شدة يمر في (الديرة) مثلما نعيش الآن أزمة ومحنة ووباء كورونا!
جيلنا يمثل حقبة تاريخية ويعرف الكثير من الأسرار والممنوعات باختصار لأنه (ملچع) وما يطوف شيء إلا (ويقولبه) أي يبحث عنه.
وكِّري يا حرارا.. غناها المطرب الكويتي الشعبي كما يسمونه (ملك العود) سعود الراشد في الستينيات، وغناها مطربنا الأصيل محمد المسباح في التسعينيات! لم تذع الاثنتان.. أكيد هناك سبب!
الذي منع الأغنية بصوت مطربنا سعود الراشد هي وزارة الإعلام!
والذي طلب من الأخ محمد المسباح أن يسجلها بصوته أيضا وزارة الإعلام!
ويقال إن هذا الطلب للأخ محمد المسباح كان متزامنا مع عودة الديموقراطية بعد التحرير!
أما أسباب المنع أيام المطرب سعود الراشد فهي كثيرة، منها ما هو منطقي أن ينسب طير الحرارا (نوع من الصقور) الى المعارضة، أو لمجاميع لها مطالب دستورية! والبعض يربطها بأزمة عبدالكريم قاسم، وكيف توحدت الكويت ضد طاغية العراق المقبور!
على العموم، تبقى أغنية وكِّري يا حرارا من الأغاني التي هُربت وسُربت واستمع لها الشعب الكويتي بأذن صاغية وفهم معناها العميق وتبناها وكثيرا ما كانت تطلب في المناسبات والأعراس من جيلنا المخضرم!
إنني أتوجه لوزير الإعلام (الدينمو) الأخ محمد الجبري اليوم بفك المنع، إن وجد، فمعاني هذه الملحمة الوطنية الشعرية تناسب هذه المرحلة الكورونية!
أتمنى من القارئ الكريم أن يتعمق في معاني القصيدة الجزلة ويحاول أن يتفهم مرامي الشاعر العجيبة في اختياره مفردات (رسالته الوطنية) العميقة ولكل الأجيال الكويتية على مر التاريخ!
أنا ككويتي عندما أسمعها أعيش مع الكلمات العذبة وهذه فرصة أشكر (قناة سكوب) التي بثت تسجيلاً ممنتجاً للأغنية بصوتي مطربها الأصلي الفنان الراحل سعود الراشد - رحمه الله - ومغنيها الجديد الفنان محمد المسباح مع مشاهد جميلة من دولة الكويت في الماضي.
٭ ومضة: وكِّري يا حرارا.. أغنية وطنية جميلة سجلت في أزمنة مختلفة ومنعت للأسف، وآن الأوان أن تظهر لهذا الجيل الكويتي من الصقور.
اليوم أيضا نتوحد صفا واحدا وكلنا (صقور) والعالم وشعوبه معجب بالكويت!
٭ آخر الكلام: الحرارا هي الصقور ودائما فريستها المفضلة الحباري، وزبدة القصيدة أن الشاعر يرى شعبه المقدام الحر الأبيّ (عاشق الديموقراطية) شبيها بأفعال الصقور الحائمة في السماء المنقضة على فرائسها من الحباري في الأرض الخائفة الوجلة التي تتوارى ما بين الرمال والطعوس والمرتفعات والتلال لتختفي، لكن هيهات هيهات أن تفلت من الصقور.
٭ زبدة الحچي: آن الأوان، إن كان هناك منع على هذه الأغنية، أن يفرج عنها وأن تبث وتذاع ليسمعها كل كويتي من هؤلاء الصقور الأبطال الذين يتصدون لوباء كورونا.
ليس هناك ما يمنع هذه الأغنية الوطنية لا في الدستور ولا بالقانون، ذاك زمن ولّى واليوم نحن في دولة الصقور.. كل عيالنا المتطوعين الأبطال في انتظارها الذي طال!