[email protected]
صادف أول من أمس الأحد 3 مايو 2020 اليوم العالمي لحرية الصحافة والإعلام، فماذا عساي أن أقول في هذا اليوم العالمي ونحن نعيش في هذا الكون كارثة تفشي فيروس كورونا؟
يسمى هذا اليوم بإعلان (ويندهوك) يوم أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في كانون الأول (ديسمبر) عام 1993 بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو، ومنذ ذلك الحين يتم الاحتفال بالذكرى السنوية لإعلان ويندهوك في جميع أنحاء العالم في 3 مايو باعتباره اليوم العالمي للصحافة بعد مناشدة اجتماع الصحافيين الأفارقة الذين اجتمعوا تحت منظمة اليونسكو وعقد في ناميبيا في 3 مايو 1991.
لقد مارست الصحافة كهاوٍ لها طوال فترة شبابي وتخصصت في أصعب أبواب الصحافة وهو التحقيق الصحافي في قضايا الحروب.
وأنا أكتب سرحت بالفكر والقلم واسترجعت مسيرتي الصحافية، وحمدت الله أنني ما زلت (حيا أُرزق) ولم أبِع مدادي وقلمي لأحد، اللهم إلا لرسالتي الصحافية ووطني وأحرار وطني من كل الفئات والشرائح بدوافع مبدئية بعيدة كل البعد عما يسمى بالذباب الإلكتروني الطنان المنان.
اليوم العالمي لحرية الصحافة يتطلب منا أولا أصحاب الميدان أن نطهر وسطنا ومنتسبينا من الارتزاق الممجوج بمذلة مسح الجوخ. وأن نمارس أدوارنا الرسالية بنوع من التعفف الذاتي، وأن ننصر كل مظلوم ونتضامن مع من فقدوا أرواحهم اثناء أداء واجباتهم المهنية، وأن نثير قضية من أودعوا في السجون أو تم نفيهم أو يعيشون الغربة عن أوطانهم وأن نشجع كل جديد على دخول بلاط السلطة الرابعة دون خوف الا من الله وما تبقى من ضمير.
الإعلان العالمي لحرية الصحافة مرّ علينا ونحن نعيش وباء كورونا مما يتطلب أن نكون أكثر شفافية في مسؤوليات عملنا المهني، وضرورة كلمة الحق في تقاريرنا الميدانية من حيث الأرقام السلبية والإيجابية، ليقف كل صحافي منا أمام المرآة ويفكر هل باع قلمه؟ ولمن باعه؟ وكم قبض؟ وهل هذا «يسوى» أن يلطخ يديه بثمن بخس؟
إن الدول المتحضرة هي التي تهيئ لصحافييها ان يعملوا في بيئة نظيفة حرة مستقلة بدون املاءات وتوجيه وأيضا ضد الانتهاكات والتضييق على الصحافي في رزقه وعمله.
تحية لكل صحافي حر نظيف لم يبع مداده وتحمل ما تحمل من اذى وملاحقات أو حتى سجن في سبيل القيم والمبادئ التي تعلمها وطبقها في حياته العملية.
إنني أحيي كل الصحافيين الكويتيين والوافدين الذين تعلمت منهم أو وجهوني في حياتي العملية ورحم الله عزّ وجل من رحل والعمر المديد للأحياء.
في اليوم العالمي فرصة لتذكير الجميع بأهمية رسالة مهنة الصحافة التي تنص عليها المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بوصفها حقاً من حقوق الإنسان الأساسية.
ومضة: نحمد الله عز وجل أن أعطى دولتنا وحكومتنا وشعبنا تفاهما مشتركا بأهمية الصحافة الحرة غير المقيدة.
يأتي اليوم العالمي والعالم كله مشغول بانتشار وباء كورونا «كوفيد- 19» وهذا يدعونا أولا لأهل الميدان الصحافي إلى أن يمارسوا أدوارهم بكل حرية وشفافية، وأيضا الدعوة للحكومات وأجهزتها إلى تخفيف عمليات التعدي على استقلالية الصحافة وتكريم من فقد حياته وهو يمارس رسالته الإعلامية والصحافية.
آخر الكلام: ما زال عالمنا العربي يمارس الاعتداءات والاعتقالات والاغتيالات بحق الصحافيين والإعلاميين، هذا من جانب، ومن جانب آخر هناك تضييق على الزملاء في الميدان الصحافي بالمعلومات.
زبدة الحچي: لا صحافة ولا إعلام دون ديموقراطية مكتملة الأركان والسلطة الرابعة هي إحدى أبرز أذرع الديموقراطية والحرية.
إن حياة الصحافي العربي على وجه الخصوص معرضة لكل أنواع المخاطر من حروب وأزمات وتوترات أمنية تشهدها المنطقة العربية.
تشير التقارير الصحافية إلى أن 25 صحافيا على الأقل لقوا حتفهم في عام 2019 نتيجة موجة النزاعات الإقليمية، كما لا يزال هناك أكثر من 250 صحافيا في أقبية السجون حول العالم بعد تزايد الأنظمة الاستبدادية العميقة التي تمقت الصحافة بكل أنواعها المعروفة.
أعتقد أنا وجيلي من الصحافيين المخضرمين أننا أخذنا فرصتنا في قطاع الصحافة وتعاملنا مع كل ألوان التقلبات، وعلينا أن نعترف بأن الأنظمة العربية هي أكثر الأنظمة كرهاً للنقد والحريات وحرية التعبير والرأي والرأي الآخر، واليوم هناك مشكلة كبيرة فنحن إن توجهنا للمدح لا نتوقف عن الثناء وإن طرحنا السلبيات ننطلق بها كسرعة الضوء والصوت ولا نتوقف.
في تقديري ان بلدي يملك هامش حرية كبيرا خاصة في وجود والدنا قائد الإنسانية، ورئيس حكومة ووزير إعلام متفهمين لطبيعة وأدوار الصحافة والصحافيين والإعلاميين لتواصل الكويت تألقها والمكانة الرائدة التي تليق بها في تاريخ الصحافة الكويتية بالمحافل الدولية، ولأدوارها في تعزيز المكاسب الصحافية وسلامة أبنائها العاملين في بلاط السلطة ويقدمون الدعم السخي لتعزيز استدامة الصحافة الكويتية.
شكرا مرة أخرى لكل صحافي مد يده ليعلم ويدرب من هم الآن في وسط معمعة الصحافة وما يحدث فيها من استقطاب لهؤلاء الشباب الأفذاذ الذين ادعو الله عز وجل لهم أن يحفظهم من حاضنات الذباب الإلكتروني، وما أكثرها في عالمنا العربي.
تحية وفاء وتقدير لمن يحترم نفسه أولا لينال احترام ناسه ووطنه.
في الزمن الكوروني ٢٠٢٠ تسيدت الكلمة الإلكترونية على الكلمة المكتوبة في وسائل التواصل الاجتماعي والميديا وصار الكل من أصحاب الصحافة وغاب الصحافيون!
في أمان الله..