[email protected]
«الله يلعن الكورونا واليوم اللي حلّت علينا فيه الكورونا.
تعبنا ودخنا وما ندري شنسوي، ملينا من هالقرف والحكرة في البيت وخنقتنا الإجراءات والاحترازات، بسنا ما نبي بعد زيادة، متى تفارقنا الكورونا؟».
هذا، بالضبط ما يدور في رؤوس كثيرة من المحيطين بنا وصلوا الى مرحلة من التشاؤم والتطير، ومعروف ان التطير والتشاؤم حالة ذهنية عند كثير من الناس، رغم ان ديننا الإسلامي وشريعتنا علمانا ألا نتشاءم ولا نتطير ولا نخاف، فهذا وباء حل بنا وعلينا أن نأخذ بالأسباب ونستعد لمقاومته بيقين صادق أن الله عز وجل أرحم بنا من خلقه، وإن ضعف يقيننا يدخلنا في التطير الذي حرّمه الإسلام لأنه من الشرك!
يقول الله في محكم التنزيل: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله) يونس 107.
إن خوفنا من كورونا غير مبرر، نحن نخاف لكن نأخذ بالأسباب ونتوكل على الله عز وجل وهو حافظنا من كل سوء.
الإنسان عموما يقع قلبه في شيء من التطير، فيصيبه القلق والخوف إلا المصلين، سبحان الله، وكأن الله ينزل عليهم السكينة والطمأنينة.
مشكلة الإنسان مع الشيطان أزلية وأبدية فهو الذي دائما يوسوس للإنسان ويضعف توكله، والغمَّ القلبي الناشئ من التطير لا يكاد يخلو منه قلب، ولكن إذهابه يكون بالتوكل كما قال عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: « الطيرة شرك وما منّا إلّا ولكن الله يذهبه بالتوكل»، الناس اليوم منقسمة إلى ناس خايفة من الوباء وتطبق كل الإجراءات والتعليمات، وناس مستهترة غير منضبطة وهؤلاء أجرموا بحق أنفسهم وأسرهم وأبناء وطنهم وشعبهم للأسف.
رأيت في الميديا من يعلّم المحجورين كيف ينفلتوا من الرقابة بالساعة التي بالمعصم.
أي استهتار هذا؟
ان على الدولة ان تضبطه وتعرضه بكل أجهزتها ليكون عبرة لكل من يعتبر وأن ترفع عنه كل أنواع الحجر ويسجن حتى يكون عبرة لكن من توسوس له نفسه الأمارة بالسوء.
٭ ومضة: قارئي الكريم في اي مكان اعلم انك اليوم تعاني من انتشار وباء كورونا، لكن عليك ألا تتطير أبدا، فالعبد بالدعاء والاحترازات والتوكل سيجتاز وباء كورونا، لأن الله بيده تصريف الأمور كلها.
كلنا بحاجة اليوم للاطمئنان والاستقرار وهذا لن يكون اذا أصابنا التطير والتشاؤم.
٭ آخر الكلام: كثير من الناس وصلوا الى مرحلة الاختناق والخوف، ولكن اطمئن قارئي الكريم فإن المسلم يعلم تماما أن البشر مازالوا حتى هذه اللحظة عاجزين عن إنقاذ البشرية إلا بتطبيق كل ما يخص العزل المنزلي والمؤسسي والتقصي الوبائي والحظر الكلي وكل قاموس كورونا من الاحترازات والإجراءات.
لا يفيد التبرك بالأقوال والأمكنة والأزمنة والأشياء والأعمال والأشخاص.
التبرك فقط يكون بالله وما عداه وهم ومخالفة للشرع الحنيف.
٭ زبدة الحچي: قارئي الكريم ما أحوج قلوبنا وضمائرنا الآن إلى التعلق بخالقنا، ورجائه والخوف منه والتضرع إليه ليرفع عنا الوباء عاجلا غير آجل ورغبة من العبد في التقرب الى ربنا تعالى طمعا في رحمته ونعيمه وجنته، قال تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) النحل 18.
قارئي الكريم وأنت تدعو في محرابك تذكر قول الله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) البقرة 186.
تفاءل فعما قريب بإذن الله تنصرف عنا الكورونا، واسأل الله عز وجل أن لا يطيلها شدة، فإنني أعلم ان هناك كثيرا من خلقه يمشون في هذه الحياة الآن بفيوز واحد فقط!
اللهم ثبت قلوبنا وارزقنا التوفيق والسداد في أعمالنا وعبادتنا إنه سميع قريب مجيب.
..في أمان الله.