[email protected]
في الحظر الكلي الذي فرضته الدولة علينا في جائحة «كورونا» في سنة 1441هـ الموافق مايو 2020م أعطت (ساعتين) للناس للخروج من منازلهم دون سيارات «وربما يكون هذا هو أسوأ قرار اتخذ لأن الأرقام ستكون هذه المرة فلكية من المصابين نتيجة المخالطة».
مقالي اليوم للآباء والأمهات والأسر التي تفكر في استغلال الوقت لتعلّم أولادها وبناتها حفظ القرآن.
من خلال تجاربنا وخبرتنا في المجال التربوي والتعليمي وما سمعناه من رجال التربية والدعوة ومشايخ القرآن نستطيع معاً أن نحدد كيفية تحويل تعليم القرآن وما يصاحب هذا من جهد وتعب لوسائل أكثر راحة وجاذبية لأن هناك وسائل أخرى تجذب الابن وتشده إليها، فتتعالى الأصوات وتتحول العملية من محاولة لحفظ القرآن الى تهديد ووعيد وعلو صوت وعمليات توبيخ، وندخل مع الطفل والتلميذ والطالب والشاب الى مشادات وزعل وهذا ما نحذّر منه دائما.
إنني أريد أن أكسب الطفل الى حفظ القرآن بجوّ من المرح واللعب وأن يحفظ ابني وابنك هذا القرآن في جو من الحب والسعادة والتشجيع.
ـ احفظ أكثر.. تلعب أكثر.
شجع طفلك أو ابنك او الشاب اللي عندك بهذه الجائزة (احفظ اكثر تلعب اكثر) وطبق هذا الكلام والتجربة أثبتت صحته!
ـ احفظ.. جائزتك نقود
كلما حفظ أعطه «المال» وهذا هو ما يغري الطفل، وليس بالضرورة ان يكون مالا كبيرا، ما تستطيع ان تقدمه، وحفّزه، إن ختم جزءا فله مكافأة وحددها راح تشوف نتيجة مذهلة.
ـ مع حظر الناس في بيوتهم أقنعه في حوار بسيط بأهمية استغلال الوقت في الحفظ معك او مع أمه او مع سي دي او التسجيل او المحطة القرآنية.
ـ لا تلجأ للضرب أبداً وهذا ما يكرّه ابنك في كتاب الله، أعرف صديقا جعل ابنه يحفظ القرآن بشراء (دراجة) ومسجل، فالولد يركب الدراجة ويسمع القرآن ويسمّعه لأمه وأبيه.
ـ من كان ابنه يحب ألعاب الكمبيوتر فعليه ان يحفّظ ابنه عن طريق الكمبيوتر وهناك تسجيلات لقراء مشهورين.
ـ بعض الأبناء يحفظ القرآن مخلوطا بالحنان والتشجيع.
ـ بعض الأبناء يحب المشاهير وبعض الآباء والأمهات يشعر الابن او الابنة بأنه هو يحب ان يحفظ مثلا للقارئ الجميل مشاري العفاسي او فهد الكندري.
ـ بعض الآباء والأمهات نجحوا عندما سجلوا أصوات أبنائهم في تسجيلات تكرر ويحفظها أولادهم.
ـ كانت في الكويت رحلات لحفظة القرآن الى المدينة المنورة ومكة المشرفة بإشراف قيادات تربوية اجتماعية نفسية دعوية (قروبات) وكانت العملية ناجحة جدا.. توقفت!
٭ ومضة: كثير من أولياء الأمور أحيانا يحدثونني عن وجود طفل عندهم يعاني (التعتعة).
والمقصود بالتعتعة عدم إتقان الحفظ وصعوبة التلاوة.
طبعا هذا له برنامج وتدريب لكن انت احرص على ان يحفظ بقدر ما يستطيع وليس بالضرورة ختم القرآن.
أجمل ما تعلم ابنك او ابنتك ان يجعل حفظ القرآن عن طريق العمل به.
وهذا الأمر يكون لنوعية من التلاميذ او الطلاب الذين يقرأون القرآن ويتدبرونه فهما وشرحا قبل الحفظ.
٭ آخر الكلام: القاعدة الذهبية التي وجدتها في كل حلقات تحفيظ القرآن الكريم هي عملية (التحفيظ بالتكرار).
وأعرف طلبة وشبابا رأيتهم في «الاعتكاف» حفظوا سور الكهف والجمعة والملك وغيرها فقط مع تكرار التلاوة والتسميع مع بعض!
٭ زبدة الحچي: آن الأوان يا وزارات التربية والأوقاف والإعلام أن ننتبه لهذا الجانب المفقود من حياتنا، وأن نشهد (وزارة معنية بالدولة) تهتم بالقرآن وتخصص محطة من محطاتنا الفضائية مثل إثراء وإسنادها لوزارتي الأوقاف والتربية لعمل دروس نموذجية في طريقة حفظ القرآن الكريم وتغيير حصص القرآن الروتينية السابقة الى جديدة تستخدم فيها التكنولوجيا والأجهزة الذكية لتحبب أطفالنا وعيالنا الطلاب والشباب بالقرآن الكريم.
نريد تلميذا وطالبا متذوقا للقرآن.
نريد تلميذ وطالبا صديقا للقرآن.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يستمع إلى تلاوة القرآن الكريم من غيره.
آن الأوان أن تستغل جائحة كورونا والوقت فيه الشيء الكثير للبدء في تحفيظ عيالنا القرآن، (المشايخ) موجودون ووزارة الأوقاف موجودة وأيضا التربية والإعلام (جهد موحد) يحقق الحلم.
لو أقدم مجتمعنا على توقير (حافظ القرآن) فإن الدولة ستكرم وتوقر أيضا حافظ القرآن.
نريده حافظا للقرآن غير مغالٍ فيه، وغير مجافٍ عنه.
أيها الآباء والأمهات والمعلمون والدعاة والمنظّرون: كيف نصنع من الفاشل حافظا مبدعا؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علموا ويسّروا ولا تعسّروا وإذا غضب أحدكم فليسكت».
إن استطعت في هذا الحظر ان تعلم طفلك ان اللجوء للقرآن وحفظه سيكون مصدرا لسعادتك وفرحك ونجاتك من «كورونا» فافعل!
في أمان الله..