[email protected]
في العام 1441هـ الموافق 2020م اجتاح وباء كورونا العالم وحوصر الناس في بيوتهم وشققهم وشاليهاتهم ومزارعهم وجواخيرهم، وهنا عرف الناس أن بيوتهم «نعمة»!
قال تعالى (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ـ النحل: 80).
الأسر في كل أرجاء العالم انتبهت مؤخرا الى أهمية «البيت» للإنسان، للفرد، والأسرة، والعائلة!
نعم.. في عصر الكورونا تم اكتشاف «المنزل» وأهميته وتبعاته ومسؤولياته!
هنا تذكر الناس أن هناك ملاجئ وأرصفة شوارع وناس مشردين لا مكان عندهم، يهيمون على وجوههم المتعبة من الشقاء لعدم وجود «سكن» يضمهم أول النهار وفي الليل!
هذا الحرمان ذكّر الناس بأهمية نعمة البيت!
الأب التفت فوجد عظم المسؤولية الملقاة عليه كمسؤول عن رعيته!
الأم بعيدا عن «الدوام» تذكرت أن وظيفتها الأصلية هي هذه الأسرة، التي هي مسؤوليتها ايضا، لتشارك في حمايتها وتوفير سبل الراحة لها!
في زمن اجتياح كورونا وتكوّن ثقافة السلامة المجتمعية حدثت ايضا احتكاكات وخلافات وهوشات نتيجة الحظر وما يسببه!
في «وقت كورونا» تقارب الناس في الأسرة وتباعدوا في المحيط، فكان لزاما أن تحدث المماحكات والخلافات، لكن سرعان ما تهدأ إذا حكّم الاثنان، من زوج وزوجة، «العقل» وجرى ترجيح المصلحة العليا للأسرة والأبناء!
قارئي الكريم، وصلتني ايميلات وواتسابات تخص هذا الشأن الأسري العائلي، وأنا بدوري كحامل لتجربة حياة أعطي ما عندي من «فهم» لكل هؤلاء الناشدين النصح لحماية بيوتهم من الضياع، ودور المسلم دائما هو حماية البيوت لا هدمها والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الدين لدرء المفاسد وإزالة المنكر!
لا شك ان حسن اختيار الزوجة هو اساس تكوين البيت، وكلنا يعرف حديث اختيار المرأة الصالحة قال صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها»، وفي المقابل لابد من التبصر في اختيار الرجل: «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض».
الزوجة الصالحة والزوج صاحب الدين نعمة في الحياة لأن هذا سيثبت «الإيمانيات» في البيت ويحدد المسؤوليات ويضمن التربية الإيمانية ويضمن نشر العلم الشرعي في البيت وتطبيق شرع الله، لا «مزاج» البشر!
البيت الذي يعلم فيه الزوج أصول الحياة يتعلم أولاده منه كيفية التعامل مع كل الناس.
الخلافات تناقش بين الزوج والزوجة وحدهما فقط، وليس بكسر المرأة وضربها أمام عيالها وأولادها.
اعزلوا الأبناء عن الخلافات وعلموهم مكانة الأب والأم وكيفية الاحترام.
يجب الاهتمام بكل الجوانب الحياتية والأخذ بالقاعدة الذهبية «حفظ أسرار البيوت».
الأخلاقيات تبدأ بالبيت وأول قاعدة الرفق بالزوجة والأبناء والخدم.
٭ ومضة: عزيزي الزوج.. عزيزتي الزوجة، قد يكون ما كتبته هو التنفيذ الورقي وسيبقى حبرا على ورق ما لم ينقل إلى حيز التنفيذ ويدخل عالم الواقع، فالبيوت مسؤولية الزوج أولا ثم الزوجة ثم الأبناء، 3 أطراف مرتبطة ببعضها وكل واحد عليه مسؤوليات وواجبات وأيضا حقوق!
قاعدتك المتبعة «أنت كن القدوة»، وهي «كوني أنت القدوة»، لينصلح الحال والعيال..وأتبعوا القول بالعمل.
في أجواء كورونا تذكر عزيزي الزوج ان اسرتك «محجوزة»، يعني قلقة ومتعبة، فعليك الابتسام والتلطف والملاطفة والممازحة مع أهل بيتك!
٭ آخر الكلام: قاوم في حياتك وأمام أسرتك كل الأخلاق الرديئة مثل الكذب والغيبة والنميمة، ولوّح بالعقاب لأنه من وسائل التأديب، وطبّقه بحذر ودون عنف، وتذكر أن «الضرب» ليس الأصل في التأديب انما يلجأ إليه عند استنفاد كل الوسائل الأخرى للتأديب، ولا داعي مطلقا لاستخدام الضرب إن كان ليس له داع لأن ذلك يخالف النصوص الشرعية.
٭ زبدة الحچي: الأب حامي الأسرة ومعينها على الحياة، لكن «الأم» هي العود الأخضر وهي الخيمة.
يقول الشاعر حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهّده الحيا
بالري أورق أيّمـا إيراقالأم أستاذ الأساتذة الألى
شغلت مآثرهم مدى الآفاقالأمومة أعظم هبة خص الله بها النساء، فحافظن على بيوتكن.
أيها الرجال، كبّروا عقولكم وتغاضوا وفوّتوا.. بكلمة يطيح الحطب والزعل.. في أمان الله.