[email protected]
ليست الرجولة التي أقصدها في هذا المقام (الذكورية) التي تقابلها (الأنثوية)، لا.. هذا كله ليس مقصودي، لأننا للأسف علينا أن نصحح مفهوما خاطئا لدينا، فهذه الصفة ليست خاصة بالإنسان، بل هي صفات مشتركة بين بني آدم (الإنسان) والبهائم والحيوانات والأنعام!
قال تعالى: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكّرون - الذاريات: 49).
الرجولة تُعلّم وتدرّس، وإن رأيت رجلا يملك هذه الصفة فاعلم ان وراءه أبا عظيما وأُمًّا ومعلما!
قارئي الكريم في كل مكان في الزمن الكوروني 1441هـ - الموافق 2020م برزت (رجولات) كما رأينا في الصف الأول من الأبطال الذين واجهوا الوباء من الأطباء - الممرضات - الاصطاف الإداري - رجال الشرطة والجيش والحرس الوطني والإطفاء - العاملين في المقابر، فالمتطوعون أبطال في كل أرجاء الكويت، وكذلك هناك أبطال في كل البلدان وكلنا نسمع ونتابع بروز كثير من العرب الذين تألقوا في أوروبا وأميركا وآسيا لبطولتهم وشجاعتهم ورجولتهم!
إذن الرجولة التي أتكلم عنها ايضا نراها موجودة في كثير من النساء اللاتي نقف لهن ونحييهن ونشكرهن على وقوفهن في الصف الأول من الطبيبات والممرضات والعاملات في (العسكر) بالجيش والشرطة والحرس الوطني وأيضا من الوزراء مثل المهندسة رنا الفارس التي حولت طرقنا من شوارع بشعة إلى طرق مثل الحرير هي واصطافها الانكشاري، حيث - والله - كنا كلما خرجنا في هذه الطرق دُمرت تواير سياراتنا وكُسر زجاجها فأصبحت كالسجاد الحرير.. بوركتم.
بين يدي قارئي اليوم مقالة نوعية أتحدث فيها عن (المرجلة) وهي سر من أسرار الرجولة فلقد رأينا كم امرأة عظيمة نالت اليوم منا كشعب الثقة بمواقفها البطولية، بينما خذلنا رجال انتخبهم الشعب ولاذوا بالصمت في زمن كورونا.
ومضة: علمني والدي - رحمه الله - أن للرجولة أسرارا ومنبعا وصفات وأن هناك (مغريات - شهوات - غسيل أموال - محرمات) تحاول جاهدة هذه (الملفات) والفاسدون أن يحرقوا لك معاني الرجولة في حال نجاحهم في الوصول إليك والنيل من رجولتك!
إن قمة الرجولة الحقة أن تخاف من الله وعقابه وتحرص على أداء العبادات في وقتها دون تأخير، لأنها تحميك وتحرسك واحذر (التربية المستوردة) التي تزين لك الحرام، والمناقصات وكل ملفات الفساد وقد رأينا أشخاصا حفايا، الآن يملكون العمارات والقصور!
تريد ابنك رجلا احرص على تربيته دينيا والمسجد منطلقه نحو كتاب الله وأعلمه ان الرجولة الحقة هي في العبادة وليست أبدا في اللهو والتجارة القائمة على الفساد والاستغلال والتلاعب بالأسعار وغسيل الأموال والسحت!
قارئي الكريم: اليوم تساوت - والله - قد تكون ابنتك هي من ترفع رأسك وتفاخر بها كما رأينا في كل المهن، طهر الإنسان وتربيته هي هويته.
آخر الكلام: الرجولة أو الأنوثة كلتاهما اليوم في ميزان الحق واحد في الاستشهاد بالشخصية وتكاملها في زمن كثرت فيه ملفات الفساد، وفي مواطن الوطنية اكتشفنا معادن كثير من الرجال بعضهم نجح وآخرون سقطوا!
إن رجال الحاضر هم عدتنا لاستشراف المستقبل لأنهم هم صناع المجد وحملة الرسالة ومنهم سيكون نماذج للرجولة الحقة.
زبدة الحچي: في الكويت كنوز من الرجال الذين ينتظرون فرصتهم كي يثبتوا لنا وطنيتهم ورجولتهم وترجمتها إلى واقع ملموس في حياتنا، إنهم رجال الكويت الذين نفخر بهم في هذه المدلهمات والنوازل، والمطلوب فقط ان ندقق في الرجل الكفء وقد قيل:
رجل ذو همة يُحيي أمة
الرجولة كلمة مفردة لمعان جميلة وأعمال جليلة!
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم».
فالرجولة لفظ لا يطلق على أي أحد، بل يطلق على من يمتلك صفات الرجولة ويستطيع أن يواجه كل الفتن وعلى رأسها فتنة المال والجاه والمنصب. هذا هو «الرجل الكويتي».
في تاريخنا الكويتي رجال نترحم عليهم عند ذكرهم العاطر:
هم الرجال وعيب أن يقال لمن
لم يتصف بمعاني وصفهم رجلُ
.. في أمان الله.