[email protected]
كظم غيظك واستغفارك في هذه العشر من ذي الحجة مع صدقاتك وزكواتك منجاتك!
في سنة 1441هـ الموافق 2020م تعرض المواطن الكويتي لحملات فساد جعلته يغضب ويزعل من حجم الفساد الذي ساد في هذا الزمن، وهنا أذكر بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي حثنا ونهانا فيه عن الغضب وضرورة كظم الغيظ!
المواطن الكريم والوافد مأموران بالتحلي بالاخلاق العالية الفاضلة ومنهيان عن تعاطي كل خلق مذموم، فقد جاء رجل الى الرسول صلى الله عليه وسلم يسأله عن شيء ينفعه في دينه، فقال له: «لا تغضب»، كررها ثلاثا، فهذا الرجل طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يوصيه بوصية موجزة جامعة لخصال الخير ليحفظها عنه خشية الا يحفظها لكثرتها، ووصاه النبي صلى الله عليه وسلم بألا يغضب، ثم ردد هذه المسألة ثلاثا، والنبي صلى الله عليه وسلم يردد عليه هذا الجواب، وهذا يدل على ان الغضب جماع الشر، وان التحرز منه جماع الخير، وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه يأمر من غضب ان يدفع عنه الغضب بكل وسيلة، فقد ينشأ عن ذلك كثير من الافعال المحرمة كالقذف والسب والفحش في المسبة وكطلاق الزوجة الذي يعقبه الندم، فالواجب على المؤمن ان يتقي ربه وان يكون غضبه دفعا للاذى في الدين له او لغيره، وليس انتقاما، وكانت هذه حال النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان لا ينتقم لنفسه ولكن اذا انتهكت حرمات الله، لم يقم لغضبه شيء ولم يضرب بيده خادما ولا امرأة ولا طفلا، الناس اليوم تفهم الرسالة لكن أحسن ايصالها رسولنا صلى الله عليه وسلم كان يضرب بعود السواك!
عود السواك طوله عشرة سنتيمترات.. أعتقد ضربا رمزيا؟!
البعض لا يكظم غيظه ويضرب بكل شيء متاح، وهذا لا يجوز، هذه الإنسانة التي أكرمك الله بوجودها في بيتك ليست حيوانة حتى تضرب، حتى الحيوان منهي عن ضربه.
مما لا شك فيه ان المجتمع الكويتي من أقصاه الى اقصاه غاضب جدا من قيادات فاسدة ورموز غرقت بالفساد وفضائح الملف البنغالي والماليزي وغسيل الاموال من هذه الفاشينستات!
أكبر جريمة كانت ترك هذه النماذج «قدوات» لعيالنا للأسف وسط رؤية الجميع وسكوتهم!
وربما الخافي أعظم، لهذا أدعو الناس جميعا لكظم الغيظ ولنترك لأولي الأمر والقضاء تطبيق القانون!
يقولون «الجزاء من جنس العمل»، من خان الأمانة فعليه ان يتحمل استرداد الأموال، وكل الأحكام الصادرة بحقه، وهذا بالدنيا، أما العمل للآخرة، فاعلموا حفظكم الله أن علينا ان «نراعي حرمة المال العام ولا نخون وطننا»، لأن هذا «عهد ووعد»، قال تعالى (وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم ـ البقرة: 40).
علينا في هذه الدنيا ان نراعي حدود الله عز وجل في كل الاحوال بالوقوف عند اوامره وبالامتثال عند نواهيه بالاجتناب!
إن نعم الله علينا لا يحصيها لسان، وهي بلا شك نعمة عظيمة تصعب على التعداد، واشتملت على الحاضر والياي (أي القادم) ومنها نعمة الأمن والأمان والعمل الخيري والمرابحة مع الله بنقاء الاموال لا التعامل بالربا ولا بالتحويلات البنكية او غسيل الأموال و.. و.. و..! هذه أموال سحت وجمر تحرق بها جلودهم يوم القيامة!
اليوم الناس عازمة على محاربة الفساد، وعلى البيت الكويتي ان يترتب حسب مقتضيات هذه المرحلة الحرجة!
علمنا آباؤنا وأجدادنا: لا تبوق لا تخاف.. وعليه نرجو من كل هؤلاء الحرامية عدم الاتكال على «علي بابا» لأنه مباح! أي سراب! نرجو أن نراهم وراء القضبان وقد سحبت الأرصدة منهم!
ان هذا الكم من الفساد الذي ظهر مؤخرا وربما الخافي اعظم يستوجب ترتيب كل شيء، والبدء في تفعيل حدود الله عز وجل بتبيان الحلال والحرام وعدم السكوت ابدا على كل مفسد في الكويت.
جعلنا الله وإياكم من الصالحين المصلحين ولنعمائه شاكرين، وعلى بلائه من الصابرين، وحفظ الله صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وهو يستعد للمغادرة فجر اليوم الخميس إلى أميركا بناء على مشورة الفريق الطبي المعالج لسموه لاستكمال العلاج بعد إجراء العملية الجراحية الناجحة بإذن الله وحفظه وفي كنفه حتى عودته الى وطنه وشعبه الوفي الأصيل، والدعاء لعضيده حبيب الشعب سمو ولي العهد الأمين الشيخ نواف الأحمد، أطال الله في عمره في صحة وعافية، وكلنا مع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد في مرحلته الإصلاحية، ونتطلع للمستقبل بالدعاء والامل واليقين!
٭ ومضة: بلدنا الكويت يستاهل أن نخلص له ونتجنب الخصومة والجدال والتنابز بالاتهامات والتطاول، خاصة عندما يكون الاتهام دون دليل، فهذا «كذب بواح وتدليس»، خاصة وكلنا نعلم علم اليقين ان الاسلام دين مبارك عظيم يأمر بالعفو والصفح والاعراض عن الجاهلين وينهى عن العداوة ومن يفجر بالخصومة والعداوة «آثم» لأنه تطاول على عباد الله عز وجل بالتضييق عليهم بالاقوال والافعال، وليس عنده دليل واحد يدينهم، فلنلزم السكوت حتى تتضح صورة الاتهامات الموجهة لهم والاموال المنهوبة المحرزة عندهم والدولة قادرة على تطبيق القانون وعقابهم!
علينا جميعا كظم الغيظ الآن واظهار الفرحة يوم تسحب ارصدتهم ونراهم هناك في سجن طلحة بإذن الله.
طوبى لمن سلك طريق الخير، وويل لمن حاد عنه وسلك طريق الشر، ولنتذكر ان الله تعالى «يجازي» المسيئين بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى.
عزيزي القارئ الكريم: زعلت أحدا من والديك.. اخوانك.. اهلك.. ارحامك.. مجتمعك.. وطنك.. اكظم غيظك، استغفر ربك!
تذكر ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم «ما نقص مال من صدقة».. هذه فرصتك في العشر الاوائل من ذي الحجة.
٭ آخر الكلام: ان على المسلم الحقيقي ان يتمعن بالفيديوهات والواتسابات والرسائل الالكترونية يفحصها ويتمعن بمحتواها، فإن وجدت فيها «اصلاحا» ارسلها متوكلا على الله وان رأيت فيها «اتهامات» بلا دليل وغيبة ونميمة وافعالا لا تعرف تقييمها حلالا ام حراما فالزم الصمت ولا تروج لها!
اعرف تماما ان المواطن الصالح موجوع من التحويلات والملفات الفاسدة وغسيل الاموال وهذا حقه، لكن المطلوب تطبيق القانون!
٭ زبدة الحچي: عزيزي القارئ الكريم، علينا جميعا بالتوبة النصوح والندم على ما فات واخذ العبرة من كل الدروس التي شهدنا انعقادها في الزمن الكوروني، ولهذا الوصية ان نتجنب المال الحرام ولنحافظ على سيرتنا بعدم الدخول الى مثل هذه الخسارات والخطيئات والسيئات!
أتوقع بعد هذا الكم الكبير من الفساد، هناك امور ترتب لصلاح هذا البلد ومجيء قيادات جديدة من الأسرة، وشعب ارهقته كورونا وكسر ظهره وجود اكثر من مواطن كويتي يلعب بمقدرات البلد ويعتدي على حرمة المال العام.. ترقبوا!
خلونا جميعا نركز بالدعاء لصاحب السمو أمير الإنسانية، أرجعه الله إلينا سالما غانما، يا شعب المكرمات، يا شعب الكويت العزيز الكريم الوفي الأصيل.. في أمان الله.