[email protected]
الأبطال الحقيقيون هم من سيذكرهم التاريخ الكويتي، وليس من رأيناهم يجاهرون بالمال الحرام، فهم وفلوسهم الى «مزبلة التاريخ».
أثبتت معظم الدراسات العربية والأجنبية أن إخفاق الطالب مرده الى عدم مراجعة دروسه وافتقاره إلى المعرفة والمعلومات، وهذه كلها عوامل شخصية، أضف كذلك رهبة الامتحانات، لكن الحقيقة هي أن المعني بهذا الأمر هم الآباء الذين لا يجلسون مع أبنائهم ليعلموهم ويعطوهم من خبرتهم الحياتية وما يخص وطنهم وعاداتهم وتقاليدهم لتنمية شخصياتهم وإعدادهم للحياة، فما عادت المدارس تعلم، ولا صار المدرس صاحب رسالة، اللهم إلا قلة.
أنت أيها الأب..
أنت أيها الأم..
أنتما في إجازة العيد، ويصادف الآن التاريخ الذي يجب ألا ينسى في البيت الكويتي 2 - 8- 1990، المرجو منكم إعطاء أبنائكم (فترة جلوس) للحديث عن هذا التاريخ الكويتي المحفور في عقولنا وضمائرنا ووجداننا وعلى أساسه نقيس الولاء والبراء والانتماء، وعليه اجلسوا مع هؤلاء الأبناء الصالحين وقولوا لهم عن طريق التعليم المباشر وليس عن بُعد.. أتعرفون من هم أصحاب الملايين الحقيقية «كاش»؟ أتصور سيقولون لكم: الفاشينستات فلانة وفلانة وفلانة والفاشنستي فلان وفلان وفلان!
وبعد أن يستعرض لكم كل واحد منهم مخزونهم الرديء من المعلومات عن هذه الفئات الساقطة بالفساد وغسيل الأموال والتحايل والقذارة الفتوا انتباههم إلى الحقيقة الصادمة«بأن من ذكرتم هم (سقط) الناس من الفاسدين الذين خانوا أمانة الوطن بمخططاتهم الشيطانية لجمع المال الحرام القذر الذي ليس فيه بركة للأسف».
الآن: علموهم أن الأبطال الحقيقيين هم الذين رفعوا رأس الكويت وكانت تجارتهم مع الله عز وجل بتضحياتهم من أجل عودة الكويت من المحتل العراقي الصدامي الغاشم، وتجارتهم كانت شهادتهم من أجل الكويت وحماية شعبهم، فكانوا هم والله أبطال الكويت، أصحاب المتاجرة مع الله ببذل أرواحهم رخيصة من أجل الكويت والخير لها.
هؤلاء هم أبطالنا وفخرنا وعزوتنا ومجدنا، هؤلاء (دوسة الواحد منهم) بكل القذارة التي مرت علينا.
الشهداء هم من من نفتخر ونعتز بهم يوم واجهوا المحتل بصدور عارية لا تحمل إلا حب الكويت والعهد الكويتي وحفظ تاريخه الآباء والأجداد، فكانوا والله كواكب المجد من الشهداء رجالا ونساء.
هؤلاء من نفتخر بهم ويسوون عندنا (البلايين من المال)، وليس هؤلاء النكرات الذين يحسبون أنهم نجوا بفعلهم الخبيث المسيئ لنا ولكويتنا النظيفة منهم.
ونحن اليوم في أوائل شهر ذي الحجة ونحتفل بعيد الأضحى المبارك الذي يصادف حلول الذكرى (الثلاثين) للاحتلال العراقي الصدامي للكويت لا يسعنا إلا أن نترحم على كل شهدائنا الأبرار الذين هم فخرنا عبر التاريخ وأمام الشعوب من أمثال أسرار القبندي ووفاء العامر وسناء الفودري وسعاد حسن والشهيد البطل أحمد قبازرد وعبدالحميد الفزيع وفوزي الملا وعدنان الخلف وخالد السمحان ود. هشام العبيدان والشهيدة سميرة معرفي وغيرهم ممن سجلوا أسماءهم بحروف من نور في تاريخ الكويت.
هؤلاء هم من نفخر بهم لأنهم تاجروا مع الله خلال فترة الاحتلال العراقي.
والله يا أبناء الكويت من رجال ونساء وشباب.. هؤلاء من نفخر بهم وليس من رأيناهم يتسكعون على الخيام الخارجية للحكام أو يظهرون علينا وبكل الوقاحة ليقولوا لنا ما فعلوا ويا ليتهم سكتوا لأن ما قالوه وأظهروه هو دليل اتهامهم بصحائف وسخ الدنيا من المال الحرام!
شتان بين السماء والأرض، أن نقارن بين هذه النخب الإيمانية من شهداء المجد.. وهذه الحثالات التي لطخت اسم الكويت بالعار.
٭ ومضة: بما لا يدع مجالا للشك عندي الفترة بعيد العيد ستكون صعبة جدا على من خانوا الكويت ولوثوا الجنسية الكويتية، وتجمعنا في الأعياد فرصة لكي (نعلم) عيالنا (شنو قاعد يصير).
آن الأوان أن نتعاون لنزرع في نفوس عيالنا أن الدراسة والتحصيل العلمي هما طريقك للثراء المشروع، وأن ما رأيته من (هدر للأموال) بيد (حفنة جانحة) لا يمثل أخلاقيات الشعب الكويتي المحافظ على دينه وسلوكه وهيبته.
البيت الكويتي طول عمرنا يضرب بهه المثل (سلوكا وأخلاقيا)، وما رأيناه في الفترة السابقة لا يمثل أخلاقيات أهل الكويت الذين تفخر بهم الكويت وبتاريخ آبائهم وأجدادهم الذين كانوا على الدوام هم سور الكويت الحصين.
٭ آخر الكلام: على كل أب وأم أن يزيلوا الصورة النمطية التي انطبعت في أذهان (عيالنا) غلط عن كيفية الكسب الحرام نتيجة ما سمح به الإعلام والسوشيال ميديا بظهور (نماذج) لا تمثلنا أساءت للكويت إساءة بالغة للأسف.
٭ زبدة الحچي: خلاص نقول للجميع: (جيم أوفر).. اللعبة انتهت، وهيهات أن يهرب (علي بابا) وكل عصابته بما حملوا من مسروقات وسحت حرام.
ختاما: ندعو لولي الأمر ومن يعينه اليوم بالتوفيق والنجاح في قصم ظهر كل من تآمر على الكويت واستغل جنسيته ومنصبه ليبيض أموالا حراما.
أيها الآباء والأمهات: عيدكم مبارك.. علموا عيالنا حياة النظافة التي كافح آباؤنا الأقدمون في سبيل لقمة عيش نظيفة خالية من الآثام والحرام، والذين أوصلونا إلى ما نحن عليه اليوم من خير ورخاء..
كل 2 /8 والكويت وأميرها وولي عهدها وشعبها بخير ورفعة.
وصدق ابن الكويت البار الشاعر المبدع بدر بورسلي: «وطن النهار»!
الدعاء من القلب لصاحب السمو الأمير، شفاه الله وعافاه، والدعاء موصول لعضده سمو نائب الأمير وولي العهد الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء، الله يعينكم ومن معكم في إصلاح كل ما عبثت به أيدي الفساد، والله حافظكم.
وسلمت يا كويت المجد والنظافة وعلا مقامك وشعبنا الكويتي الأبي!
..في أمان الله.