[email protected]
الشعب الكويتي يملك وطنا اسمه «الكويت» يحارب من أجل بقائه من غير حرامية ولا فاسدين!
حفيدي الغالي...
لو سألتني عن جائحة كورونا التي مرت بنا عام 1441هـ الموافق 2020م لقلت غير متردد: إنها والله الكاشفة، ولو سألتني عن أهم أحداثها في هذا القرن لقلت لك حلت وزلزلت العالم، سقطت أنظمة طبية لدول متقدمة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وغيرها من الدول وصعدت دول بوقايتها واحترازاتها وإجراءاتها مثل بلدنا الكويت، فالوطنية الحقة تعمل ولا تتكلم!
في الكويت برز الصف الأول من أطباء وممرضات وإداريين وأيضا منظومة العسكر مثل الشرطة والجيش والحرس الوطني والمطافئ.
في زمن كورونا يا حفيدي برزت الفرق المتطوعة من كل شرائح المجتمع الكويتي حتى حل كثير من الكويتيين بدل الإخوة الوافدين فأداروا الجمعيات التعاونية وسيروا فرق المساعدة التي قدمت للناس كل أشكال المعونات، وأثبت الشعب الكويتي أنه شعب متحضر مارس دوره على كل الأصعدة بتناغم حكومي وشعبي لفت أنظار العالم، وحصلت الكويت وأميرها وشعبها على الكثير من الدعم المعنوي والإشادة بنتيجة تفوقها الطبي والوقائي، وأيضا برز قلة من الكرماء والتجار في مبادرة «الكويت تستاهل».
غير أن الثابت هو نجاح الشعب الكويتي بالعمل الخيري الذي استفادت منه الدولة في محنتها.
يا حفيدي: ولعلك ملاحظ أننا في الكورونا صحونا على العشرات الذين يغسلون الأموال الحرام ومثلهم كثر يتاجرون في البشر ومثلهم يعتدون على المال العام وضاعت القيم في أكبر عمليات فساد وسرقة ونجاسة في تاريخ الكويت، وصار الناس في ظل هذه الفضائح المتتالية يدعون ربهم (صباح مساء) أن يقصم ظهور هؤلاء الفاسدين ويكشف زيف هؤلاء الذين ظهروا علينا فجأة في (مواتر غالية من السيارات واليخوت والشاليهات والعقار).. ومن خان وطنه هتك الله ستره علانية!
٭ ومضة: يا وليدي الغالي: خل عملك الأول هو تفكيرك في مستقبلك وهو التسلح بالعلم لأن حصولك على شهادة غير مزورة بداية طريقك للعيش الحلال بعيدا عن الحرام كله.
إنني أدعو الله لك ولكل جيلك أن يعصمكم من مزالق الحياة ومن الزلل، وأن تكون عضوا نافعا لمجتمعك لائقا بإنسانيتك، وعليك أن تبادر بالفعل الحسن لا بردة الفعل!
يا حفيدي الغالي: أريدك لبلدك، واعلم أن الكويت هي كرامتك وشرفك فلا تبخل عليها بشيء واعلم أنه مهما بلغ عطاؤك لها فلن توفيها حقها عليك، فأعطها شبابك وإخلاصك ووفاءك، وليحرسك الله يا حفيدي ويرع شبابك وبلادك.
٭ آخر الكلام: من أبلغ الوصايا ما قاله عبد شمس بن وائل بن الغوث يوصي بنيه بطاعة ابنه الصّوار، ومعلوم أن عبد شمس ملك يماني جاهلي قديم من حمير القحطانية، قال عيد شمس: يا بني أوصيكم بطاعة أخيكم الصّوار (وأنا أقتطف منها هذه الجزئية لحفيدي): «اعلم أن الملك بيت أساسه العدل وقواعده التدبير، وحيطانه التيقظ وأركانه الحزم، وتلاحكه الشدة، وعماده إزراء الكفاة وعوارضه القادة، ومواحظه الأتباع (المخلصون له)، ولا استقامة لمدبرى المملكة، ومستخرجي الإتاوة إلا بمصادقة (مقاربة) قادة الجيوش، ولا يحمل قائد الجيش وسائق الجماعة سوى أصحاب الخزانة، وربما وجدت مائة مقاتل وأعجزك كافٍ، وكثير أن يصدق الكرة العشرة من المائة مقاتل، والمائة من الألف والألف من عشرة أضعاف»!
ما أروع القول وعمق المعاني فعلا تدرس وتقال إذا كثر الفساد!
والذين باعوا الوطن بثمن بخس إنما خانوا ضمائرهم الردية ونفوسهم الوسخة بالمال الحرام!
٭ زبدة الحچي: يا حفيدي ليس عندي ما أختم به سوى وصية من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحض على الخير وتحذر من الشر، وما أكثر الشر اليوم والفساد!
قال صلى الله عليه وسلم يوصي حرملة بن عبدالله العنبري وقد طلب منه ذلك: «يا حرملة إيت المعروف واجتنب المنكر وانظر الى الذي تحب أن يقوله القوم من الخير اذا قمت من عندهم فأته، وانظر إلى الذي تكره أن يقوله القوم من الشر اذا قمت من عندهم فاجتنبه».
يا وليدي: خذ من جدك الحكمة ولا تتبع أجهزة الإعلام الرسمي والشعبي، فكل يغني على هواه وأضلونا السبيل، ولا تركن يا حفيدي الى التعلم عن بُعد فإنه مجهلة، ويقوده من يتخبطون، وسلم على والديك فأنت أحب الخلق لي يا «يوسف» ومعك كل الأحفاد أولادا وبناتا أنتم استشراف مستقبلنا.. آه أتعبتنا الكورونا.
موقف «مشرّف»
بشأن ما أعلنه رئيس جمعية المعلمين الزميل مطيع العجمي عن أن وزير التربية د.سعود الحربي فقد ثقة المعلمين وأهل الميدان التربوي وأخلَّ بمسؤولياته في تطبيق العدالة بين طلبة التعليم العام والخاص، وأن الوزير لا يملك أي خطة بشأن التعليم في ظل جائحة كورونا، نقول لك يا رئيس جمعية المعلمين: موقفكم صحيح ومبدئي ويستحق كلمة «شكرا»، وعلى سمو رئيس مجلس الوزراء الانتباه إلى الموقف الشعبي النقابي للمعلمين، مما يستوجب سرعة الحسم، فهذا تعليم وتعلم ولا يقبل التأجيل أو المراوغة خلاص، مثل ما نقولها بلهجتنا: «اشربت مروقها!».
..في أمان الله.