[email protected]
في الحياة فتن وابتلاءات كثيرة منها الظاهر والباطن، وعلى رأس الفتن (المال - النقود - المصاري - الدراهم - الريالات - الدنانير - الدولارات - اليورو ـ الاسترليني ـ التومان ـ الجنية ـ الليرة.. إلخ).
والمال أيضا أنواع، فمنه الحلال الطيب ومنه الحرام الزقوم!
والإسلام دائما يحذرنا من خطورة المال الحرام المكتسب بأي طريقة غير شرعية، لأن هذا (المال الحرام) يؤدي إلى منع الرزق وعدم إجابة الدعاء وإغلاق باب السماء، فالمال فتنة كما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال»!
وأنت صغير تكبر وأنت تشاهد هذا المال (بيد أمك وبيد أبيك) وتسمع العبارات، فإن كانا على استقامة راح تسمع يا رب ارزقنا المال الحلال وابعد عنا المال الحرام!
ونكبر وتكبر معنا رغبتنا في جني هذا المال الذي يحقق لنا كل أحلامنا. وتسمع العبارة «يله ادرس حتى تكد وتحصل على الفلوس»، طبعا وتتبعها عبارة «ونزوجك»!
قارئي الكريم، هكذا هي الحياة، كل منتج وراءه اصطفاف بشري، والأبناء مدرستهم الأولى والداهم وبيوتهم ثم مدارسهم ومعلموهم وهكذا..
تمر سنوات الحياة من أعمارنا ونعرف مفردات مردها كلها إلى المال مثل:
- رسوم المدرسة.
- مهر الزواج.
- مؤخر الطلاق.
- دين.. بأن تكون مدينا لغيرك أو غارما.
- مقترض للبنك أو من شخص.
- سعر الفائدة مال يدفع للبنوك.
- ضرائب حكومية.
- غرامات الوزارات.
- معاش المتقاعدين.
- راتب الموظفين.
- أجور العمال.
- عمولة.
- أتعاب المحاكم والمحامين.
- ودائع.. مال يوضع في البنوك.
- دية.. مال يدفع لأهل القتيل.
- مكافأة.. مال نظير عمل أو نهاية خدمة.
- فدية.. مال يدفع للخاطفين.
- رشوة.. مال ليس له صفة قانونية وهو بداية البلاء والشر والفتنة!
- صدقة للمحتاجين والفقراء.
- هبة.. مال أو عقار يُعطى ويهدى.
- مكرمة.. المال الذي يعطى من العظماء والأمراء والملوك.
- زكاة.. مال فريضة على المسلم الذي يجني المال الذي يدور عليه الحول، ولها 8 مصارف.
- كفارة.. مال للتكفير عن الذنوب.
- عيدية.. مال يقدم في الأعياد والمناسبات.
- غسيل أموال.. مال قذر يأتي من محرمات وموبقات (عندنا منه وايد هالأيام للأسف في الكويت) بعد أن كنا طول عمر الكويت نظيفة إلا من حفنة من الخونة والمرتزقة قاموا بتدنيس وطننا بهذه الأموال النجسة القادمة الينا ربما عبر الحدود ومن مصادر شتى، لا بارك الله فيهم، وندعو المولى عز وجل أن يرينا فيهم عجائب قدرته.
٭ ومضة: أنا وغيري من المواطنين الكرام نحمد الله أن وجدنا أُسرنا ووالدينا ومدارسنا ومعلمينا علمونا الحلال من الحرام ونصحونا وأخذنا بنصيحتهم فكانت لنا السند والعون لتجاوز محنة (جمع المال من حرام)، وارتضينا نصيبنا في الدنيا من المال الحلال، فاللهم لك الحمد والشكر.
٭ آخر الكلام: قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله «اكتم عن الناس ذهبك وذهابك ومذهبك»، فأما ذهبك فمالك وحلالك وكل نعمة تنعم بها، فلو معك مال قد تكون عرضة للحسد أو الطمع، ولو لم يكن معك قد يعاملك أحدهم بشفقة (تكسر خاطره) ويستهين بك، فكل ذي نعمة محسود.. شكرا للإمام ابن الجوزي هذه النصيحة.. ونكمل معه:
أما ذهابك ومذهبك.. فتعني أي أمر تنوي عمله، بيت جديد، خطوبة، مشروع.. إلخ.. أمسك لسانك وستجد خططك تتحقق بفضل الله، سيدنا يعقوب عليه السلام قال لابنه نبي الله يوسف عليه السلام: (لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا)، رغم أن النعمة كانت مجرد حلم لم يتحقق بعد!
اللهم ارزقنا وقراءنا الكرام المال الحلال، وأبعد عنا يا رحمن يا رحيم سرقة المال العام وغسيل الأموال والرشاوى بكل أنواعها والهبش المحرم والعمولات والمال الزقوم!
..في أمان الله