[email protected]
هل الخادمة «الشغالة» وكل العمالة المنزلية ضرورة أم حاجة أم ترف زائد؟
لماذا تحولت الخادمة الى سيدة المنزل بحضور المعزبة؟
ما السبب الحقيقي وراء جلب الخدم لمنازلنا؟
هل كل منزل بحاجة إلى خادمة أو أكثر؟
لم في دول الخليج العربية هذا العدد من (العمالة المنزلية)؟ وما الأسباب الحقيقية وراء هذا الجيش من الخدم «الشغالات»؟
ماذا عن الأطفال؟ ومن يسيء لهذه الفئة؟ وهل هن مشكلات أم خادمات؟
لماذا ضاع الطفل ما بين الأم والخادمة؟
ما مشاكل هذه العمالة المنزلية؟
هل الخادمة تعمل السحر وتكيد مثل النساء؟ وما صور الانحرافات لهذه الفئة؟
قصص كثيرة نسمعها هنا وهناك عن هذه الفئة في قضايا مختلفة منها التحرش، وسوء التعامل؟ وكيف يكون التعامل مع هذه الشريحة؟
والخطورة أن أحدث التقارير المعتمدة للإدارة المركزية للإحصاء يبرز كم العمالة المنزلية الهائل في الكويت، حيث يمثلون نحو ثلث إجمالي العمالة الوافدة في نهاية 2019 (732 ألفا وكان 707 آلاف في نهاية 2018)، موزعة مناصفة بين الذكور والإناث، وتتصدر الهند العمالة المنزلية من الذكور والفلبين من الإناث، وتستحوذ 4 جنسيات هي: الهند والفلبين وبنغلاديش وسريلانكا على نحو 94% من إجمالي عدد العمالة المنزلية من أصل 10 جنسيات.
رصدت هذه الفئة وكتبت عنها ونحن جميعا نعيش حالة من حالات تفشي ظاهرة فيروس كورونا كوفيد - 19.
من الظواهر السائدة الآن في الكويت ودول الخليج العربية وجود ملايين من العمالة المنزلية في البيوت والمزارع والشاليهات وهم فئة وشريحة لا يستغنى عنهم على وجه الاطلاق، وكثير من هؤلاء الخدم والشغالات تحولن الى مربيات وهنا مكمن الخطورة يوم تنازلت الأم عن دورها الرئيسي في تربية الأبناء وأوسدت الأمر إلى الخادمة؟!
طبعا في زمن كورونا 1442/1441هـ - 2020م اشتكت بعض العمالة المنزلية من انقطاع الراتب في بعض الاحيان.
كما ان الكثير منهم تعذر عليهم تحويل رواتبهم نتيجة الحظر الشامل لبعض المناطق.
كما ان هناك فئة من الكفلاء امتنعوا عن إعطاء الخادم راتبه بحجة واهية!
رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».
وهناك بيوت تبالغ في وجود أكثر من شغالة أو خادم عدا الطباخ والمزارع والحارس!
بعضهم يعتبرونه «برستيج» للتفاخر والتباهي!
في بيوت عندهم اعمار من البنات يمكنهنّ القيام بكل امور البيت، ويعتبرون هذا امرا (معيبا)، كما ان وجود كثير من الشباب الذين يملكون رخصة قيادة السيارة لا يعني بالضرورة الا يكون هناك سائق لقضاء المشاوير والمشتريات والمدارس.
لن اناقش قضية (يصير وما يصير) في قضية الخدم، وإنما أسرد ما حصل لهم أثناء اجتياح «كورونا» الكويت وبقية دول العالم، ونحمد الله كثيرا أن الأغلبية من الشعب الكويتي (رحماء) يعطون الخدم رواتبهم ويزيدونهم ولا ينقصونهم، وهناك اكيد كحال غيرنا من الشعوب قلة تمارس الظلم والعنجهية والتكبر وتذل هذه الفئة من العمالة المنزلية التي عاشت مع الكفلاء على الحلوة والمرة.
قضية العمالة المنزلية اليوم ضرورية خاصة للمرأة العاملة وللشيوخ والعجائز والأطفال والنساء كبيرات السن او المريض والمريضة.
لقد عانى الخدم وكل العمالة المنزلية من قضية تفشي وباء كورونا لأنهم منعوا من زيارة بلدانهم او تقطعت بهم السبل هناك ولم يستطيعوا العودة من بلادهم ليمارسوا اعمالهم.
وهذه فرصة نتوجه فيها الى النساء اللاتي نسين ادوارهنّ كأمهات وتركن للعمالة المنزلية هذه المسؤولية، يقول الشاعر السعودي ابراهيم السبيل:
وتركت يا أماه بنتك للأيادي الأجنبية
وتركت يا أماه بيتك للفتاة المشرقية
وسرحت في الدنيا وقد عاودت أحلام الصبية
ثم اتخذت شعار ما لي في الحياة وما عليه
ويختم الشاعر القصيدة الطويلة الرائعة بهذه المقطوعة المفزعة المؤلمة:
من كان هذي حاله في بيته واضيعتاه
وإذا المربي خادم او سائق واضيعتاه
وإذا البيوت تديرها الأغراب واضيعتاه
٭ ومضة: كم فيديو عزيزي القارئ رأيته وشاهدته وهذه العمالة تعذب طفلا أو طفلة؟
كم من خادمة تم افتضاح امرها بأنها (مسوية) سحر لأهل المنزل!
كم من منظر مؤذ وجدنا فيه الأطفال في احضان هذه الشغالات والأم حجتها انها موظفة(آبي ارتاح)!
هناك امهات حولن العمالة المنزلية من خدم وشغالات الى ام مستأجرة تقوم بوظيفة الأم!
عزيزي القارئ: هناك بعض الكفلاء مارس (الظلم والقهر) على هذه الخادمة وتلك الشغالة وهذا السائق وذاك العامل، وهو يعلم علم اليقين أننا نعيش في ظل جائحة والأنفس معتلة قلقة غير مستقرة لأن هؤلاء العمالة ايضا بلدانهم فيها كورونا فهو يخاف على نفسه وعائلته وتحتاج الى محادثتهم يوميا للاطمئنان عليهم وهذا ما يمنعه بعض الكفلاء، سامحهم الله!
العمالة المنزلية قد تكون طيبة وتملك الخبرة ومستقرة وهناك من هو (معتل) وقلق ويسبب المشكلات لنفسه وكفيله.
كما ان هـذه (العمالة المنزلية) فيهم الصحيح والمريض والمعتل نفسيا ومن يخاف فيه (فوبيا) او جاهل!
٭ آخر الكلام: الاختلاط بالخدم له احكام شرعية كثيرة منها الخلوة والاختلاط، كما ان لهذه العمالة المنزلية (عجائب) من الاعمال الشريرة! من عمل سحر أو الاضرار خاصة بالأطفال الذين (بعضهم) شافوا الويل من هذه الفئة التي تنتقم لنفسها من هذا الطفل البريء.
تعلمت من امي وخالتي وعمتي رحمهمن الله ان اعطي الخدم مأكلهم ومشربهم وملبسهم ولا يدخل الزاد بيتي الا ويشاركونني به وان سافرت اشتري لهم صوغة وتعلم اهل بيتي وابنائي ماأفعل وطبقوه ولله الحمد.
٭ زبدة الحچي: هناك فئة كبيرة في الكويت ودول الخليج العربية تمتلك اليوم خبرة في (فن التعامل مع الخدم).
الأفضل ان يترك الزوج للزوجة امر الخادمة ولا يتدخل الا اذا حصل ظلم من الزوجة!
كما يجب افهام الخادمة ان لها واجبات ومسؤوليات والبيت له (نظام) عليها الالتزام به وعلى الاسرة ان تشعر هذه الخادمة بأنها مراقبة خاصة لمن تشرف وتتعامل مع الاطفال.
النصيحة للأسرة وعلى رأسها الكفيل: كورونا اتعبت الناس جميعا، والخادم والخادمة جزء من هذا المشهد الانساني وعليك انت كمسؤول وكفيل وأسرتك ان تحسنوا التصرف مع الخادم وتحفظ له كرامته، فلا أحد من أسرتك يتحرش به والعكس صحيح.
انا مع استخدام الكاميرات في المنزل (أمّنه وراقبه ولا تخوّنه).
وعليك بحسن المعاملة وإعطائه مما تأكل وتلبس، وإياك ان تؤخر اجرته وليأخذها كاملة غير منقوصة حسب العقد ووقعه على تسلّم راتبه وعدم تكليفه ما لا يطيق فهو بشر وله حدود وطاقة!
عزيزي القارئ الكريم: إياك ان تنظر بعين الغرور والتكبر وتعتبر هذه (الأمانة) في بيتك أنها لا قيمة لها ولا وزن لأنها من بلاد أجنبية وتعمل عندك.. إنها ليست (خادمة) وإنما عمالة عندك لها حقوق وعليها واجبات ولا تكلفها بالعمل طوال الوقت فهي والسائق وغيرهما من البشر ويحتاجون للراحة ولا تبخل عليهم بالضروريات وتذكر انهم امانة عندك في زمن يحكمه الوباء الكوروني.. فلا تكن عليهم وإنما ساعدهم بقدر استطاعتك وتذكر (ارحم ترحم).. في أمان الله..