[email protected]
لا أحب السياسة ودهاليزها ومفرداتها وأُطلِّقها ثلاثا دون الحاجة إلى مُحلل.
اليوم سطوري إلى شعبي الوفي الأصيل الذي يعرف تماما أن الكلمة مغنم ومأثم.
أيها الناشطون في الميديا والتواصل الاجتماعي أذكّركم أن الكويت دخلت الآن (العهد النوافي) بعد اليمين الدستورية، وصار أميرنا (الأمير الأمين) الحاكم السادس عشر وهو «العود» فينا والنوخذة المطاع، صاحب الرؤى الثاقبة والخبرة التراكمية والقادر على إيصال السفينة الكويتية إلى الميناء الآمن بإذن الله.
ما أحوج الكويت إلى الكلمات (المطمئنة المشجعة) وخوفا على البلاد والعباد لأن الكلمة (شرف ومكرمة) عند الله عز وجل وعند الأنبياء وفي كل الأديان.
أتوجه بسطوري وكلماتي لأبناء وطني، خاصة الشباب الذين نعوِّل عليهم كل خير وبهم يرشد المسار فهم تربية البيت الكويتي القائم على (محبة ومبايعة) أسرة الحكم من آل الصباح الكرام، وأيضا التمسك بالدستور والديموقراطية والثوابت الكويتية وعلى رأسها ما نسميه بالحشيمة.
نريد اليوم كمجتمع كويتي متحضر أن نعطي (أميرنا المفدى) فرصة ترتيب بيت الحكم في ولاية العهد واختيار القيادات التي ستساعده في قيام نهضة حضارية للكويت لا مكان فيها (للواسطة والشللية) وإنما وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وقلت «شخص» بدل «رجل» لأن التكليف قد يكون لأخت الرجال (المرأة الكويتية المعطاءة).
الكويت اليوم على (مفترق طرق) واستخدام الكلمة يجب أن يكون في الجانب الإيجابي، وعلينا أن نضبط حواراتنا بتهدئة الكلمة وكظم الغيظ والحد من (طوالة اللسان) والتمسك بالكلمة الطيبة ووقف طغيان الكلمة، فالكويت تستحق منا الكلمة الطيبة الحكيمة المناصرة الفازعة الموحدة.
يذكر بنو قومي منذ أن تعلمنا من الآباء والأجداد الموروثات ومنها أن الكلمة الطيبة عنوان أي شخصية.
نعم كلماتي اليوم لكل عاقل ملجم اللسان نقول له: شكرا ما قصرت وبيض الله وجهك.. الكويت تستاهل وأميرنا يستاهل.
أما الجاهل والسفيه فهو مطلق اللسان يقول ما يشاء، والحمد لله أن أهل الكويت عبر تاريخهم الطويل لا يتداولون إلا الكلمة الطيبة ويحملون النية الطيبة لأنها مغنم.
والله إن الواحد ليفخر بكل هؤلاء الشباب المتواجد في «الميديا» ويمارس الكلمة والعبارة والخطاب المؤدب، ونشدّ على أيديهم، ونذكِّر بقول الإمام علي بن أبي طالب - كرَّم الله وجهه - القائل: رب قول أنفذ من صول.
ونحن على مقاعد الدراسة وجيلي المخضرم يذكر قول داهية العرب عمرو بن العاص «الكلام كالدواء، إذا قللت منه نفع، وإذا أكثرت منه قتل».
٭ ومضات: تعلمنا من الأجداد والآباء وعقلاء القوم في كويتنا العزيزة أن نقول للأعور «كريم عين» في أنبل وأرقى من هذا الذوق اللفظي في الكلمة.
هذا هو الشعب الكويتي الذي يعي أن الحروف سيوف.
نحمد الله أن شبابنا اليوم صار لهم من الوعي ما صاروا، هم يقيمون الفيديوهات والرسائل ويعرفون أضرار الإشاعات والتهويل والتحريش والارجاف والبالونات والفقاعات والغث والسمين من القول.
٭ آخر الكلام: صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الذي علّمنا فضيلة الصمت لأنه قليل الكلام، لكن إنجازاته خالدة وممتدة لأكثر من نصف قرن، لأن الجندي المقاتل في خدمة الكويت رجل الدولة المحنك والحكيم الذي عرفناه يلبس التواضع سلوكا وممارسة.
٭ زبدة الحچي: الكويتيون شعب مُتحضِّر قرأ وعرف آفة الصراعات والاختلافات والنزاعات، ولذلك بقيت الكويت طوال أربعة قرون موحدة بعد أن استوعبت أن (الصراعات) كرة ثلج مرتدة، فكانت الكويت السطح الاسفنجي الذي امتص النزاعات وهذبها.
إن المطلوب من الشعب الكويتي اليوم هو أن يمارس النقلة النوعية مع والدنا (العود) وإعادة النظر في كل أساليبنا وأنماط تفكيرنا، فالكويت تستحق منا الآن (الرضا - الفخر - التعاون - التفاؤل).
كلمتي الأخيرة إلى البيت الكويتي: إن الدنيا في ميزان الكلمة حروف، ولكنها دار ابتلاء ونحن اليوم في (يسر - أمن - أمان - رخاء) ولنتذكر دائما 2-8-1990م.
تاريخ الكويت على مر العصور شاهد للبيت الكويتي أنه (بيت طاعة) لأولي الأمر.. وتبقى الحقيقة: الكويتي دائما يتبع الحق ويسلكه ويرضى بقضاء الله وقدره، ويعلم علم اليقين أنه لا يُصيبه إلا ما قد كتبه ربه عليه من خير وشر.
اليوم نحن على أبواب حكم جديد متكلين على الله عز وجل، والكويت تتطلب منا جميعا مزيدا من الوعي والانتباه، وليس في أجندة البيت الكويتي وأهله إلا أجندة واحدة هي: الكويت ثم الكويت، وأخيرا الكويت.