عندما تهاجم المنتقبات أو كما نسميهن «المنقبات»، فأنت هنا لست تنويريا ولا طليعيا ولا تقدميا ولا ليبراليا، بل أنت شخص عنصري، خلايا العنصرية السوداء تجري في دمك خلية خلية.
***
الليبرالي يفترض أن يؤمن بحرية الاعتقاد، والنقاب جزء من معتقد كثيرين هنا، أما انك ترفضه وتعلن رفضك له وترى أنه يجرح أحاسيسك - سلامة أحاسيسك - فأنت هنا تعاني من متلازمة العنصرية الغبائية المتنامية، نعم أنت عنصري ولست ليبراليا حتى وإن ادعيت أنك ليبرالي، فكيف تكون ليبراليا وأنت قد سقطت في أول اختبارات الليبرالية الحياتية برفضك النقاب لكونه فقط يجرح أحاسيسك؟! ووالله إن أحاسيس فتاة مراهقة مجروحة عاطفيا «أجمد» وأصلب من أحاسيسك.
***
ما علاقة رفضك النقاب بالتطور أو العلم أو تلقي العلم، ولو أنك «هزيت طولك» وذهبت إلى الجامعة لوجدت أن لوحة التفوق العلمي أغلب من حصدن مراكزها الأولى هن من المنتقبات.
وما علاقة رفضك المريض للنقاب بالتطور؟ أو بالأصح ما الرابط بين التطور و«التفصخ»؟!، أعطني دراسة اجتماعية واحدة تقول إن العري قرين التطور، لا يوجد، أنت هنا تمارس مزاجيتك، وأقسم بالله إنني وغيري كنا سنحترمك لو قلت: هذه هي مزاجيتي، أما انك تحطها برأس الليبرالية، فاستريح يا باشا!
إن الليبرالية لتبعد عنك بعد الثرى عن الثريا، وأنت لست سوى أحد المتعلقين بأستار الليبرالية والليبرالية منك براء، والتطور يبرأ منك أيضا بل ويستغفر!
***
قل: مزاجي لا أحب النقاب، أو قل: ذوقي لا يتناسب مع النقاب، وسأحترمك، أما أن تخلط «ماي وزيت» كمحرك سيارة قديم مهترئ وتربط بين التطور ورفض النقاب فاسترح بارك الله فيك، وأن تربط بين التطور ورفض النقاب فاسمح لي.. لقد مسحت بالبلاط أبسط أبجديات الليبرالية.
***
رجاء لا يأتني شخص بمثل هذه العقلية ليقنعني بأنه ليبرالي، بل هو شخص «متلبرل» متقمص لشخصية الليبرالي، تماما كحضور الحفلات التنكرية أو حفلات الهالوين يرتدي زي سوبرمان وهو أجبن من أرنب تلاحقه «سلقة» في بر الدبدبة!
***
توضيح الواضح: لا عاد تسولف عن الليبرالية، فالليبرالية جوهر وليست شكلا أو جملا إنشائية تستخدمها ولا تفهمها، افهم الليبرالية أولا وطبقها، وبعدها تعال أعزمك بطلعة بر وأجعلك ترى كيف تطارد «السلقة» الأرنب، هذا إذا لقينا «أرنب»!
[email protected]