أعتقد أن بعض موظفي الإدارة العامة للجنسية والجوازات بحاجة إلى دورة في فن التعامل مع الجمهور، خاصة في إيصال معلومة رفض معاملة للمراجع أو التعاطي مع مراجع له وضع خاص، كوضعي حيث إنني أسير باستخدام عكازة وأعاني من نقص المناعة الناتج عن العلاج الكيماوي الذي أتلقاه ومن الصعب بل من الخطر علي التواجد في أماكن مزدحمة، حيث ان حضوري يعتبر مجازفة لا يمكن أن أكررها، وعندما أبلغت الضابط هناك عن وضعي الصحي وطلبت منه أن يستقبلني اليوم على أن يستقبل زوجتي في اليوم التالي، رفض بطريقة آلية لا تليق بالتعامل مع الجمهور، أعلم أن الأمر منه جاء اتباعا للشكل التنفيذي لمعاملتي وفق الإجراءات المتبعة ولكن أتحدث عن طريقة التعامل مع الجمهور، وكان ذلك في قسم إعلان الرغبة في الإدارة للعامة للجنسية والجوازات، والمفارقة انه كانت لدي معاملة في قسم البحث والتحري الذي لا يبعد سوى 10 أمتار عن قسم إعلان الرغبة وكان التعامل في قسم البحث والتحري غاية في الرقي والتعامل، بل وكان الضباط والأفراد والإداريون يعرضون المساعدة على المراجع، كما كانت لدي معاملة في قسم إضافة المواليد في الجنسية وكان تعامل الضابط غاية في الرقي وهو القسم الآخر الذي لا يفصل بينه وبين قسم إعلان الرغبة سوى حائط.
***
لا أعرف سر الابتسامة الساخرة التي ترتسم على وجه الموظفة وهي تعيد لك أوراق معاملتك لأنها تنقص ورقة، وكأنها انتصرت عليك في لعبة شطرنج، يومها لم أكن أطلب سوى قبول أوراقي وتسجيل حضوري لحين استكمال ورقة استمرار الزواج التي كانت تنقصني على أن يحضرها في اليوم التالي شخص قمت بتوكيله، فابلغوني: «لا، يجب أن تحضر بنفسك وتحضر الورقة فعقد الزواج لا يكفي»، طبعا لم يلتفت أحد لحالتي الصحية وتعاملوا معي بشكل بيروقراطي لم يكن له أدنى داعٍ، وطبعا عندما راجعتهم لليوم الثاني مستكملا أوراقي أبلغوني أن «السيستم» عطلان وأن العطل سيستمر حتى نهاية الدوام، ولا أعلم أين تذهب مناقصات تطوير الأنظمة إذا كان النظام يتعطل يوما كاملا؟!
***
الإدارة العامة للجنسية والجوازات من الإدارات التي تمتلك نظاما إداريا سلسا غير معقد، وهذا النظام عمره بهذا الحال أكثر من 10 سنوات وعندما جاء الشيخ الفريق فيصل النواف وكيلا مساعدا لشؤون الجنسية والجوازات أجرى تعديلات زادت من سلاسة النظام الإداري، ومن ابرز قراراته الأخير منع سكرتارية المرشحين من التواجد في الإدارة، وهو قرار حقيقي ومستحق.
والإدارة العامة تحولت مع وجود الشيخ النواف الى إدارة منتجة وتتعامل مع الجمهور وفق أحدث الأساليب، وهي ليست المرة الأولى التي يتولى الشيخ فيصل النواف هذه الإدارة، ففي المرة الأولى التي تولى مهامها أعاد إليها إنسانيتها وفي المرة الثانية أعاد إليها مدنيتها.
***
«فن التعامل مع الجمهور» أعتقد أنه دورة لابد منها، ولابد ان يفهم الموظفون أن المراجع جزء من العملية الإدارية وليس دخيلا أو جاء يطلب صدقة، وعلى الضابط والموظف أن يعرف انه لا شيء من غير المراجع.
***
النكتة بالأمس عندما راجعت للمرة الرابعة ذات القسم وأعني قسم إعلان الرغبة أبلغتني الموظفة أن الرقم المدني الذي قدمته غير موجود وانه عليّ مراجعة المنافذ لتسجيله، وعندما سألت زميلها عن «المنافذ» ليدلني قال لي: «روح المطار وهم يدلونك»، ابن الحلال استكثر حتى أن يساعدني وان يقول لي إن مبنى الإدارة العامة للمنافذ موجود بجانب المطار فلم يوفر لي المعلومة الصحيحة بل طلب مني دخول المطار والبحث هناك.. الله يسامحه، طبعا عندما ذهبت للمنافذ وجدت أن الرقم المدني مسجل مسبقا ولم يكن هناك أدنى داعٍ لمراجعتهم لتسجيل الرقم المدني كما طلبت الأخت الموظفة!! ألم أقل لكم أن الموظف أو الموظفة هناك يستمتع أيّما استمتاع بإبلاغ المراجع أن معاملته تنقصها ورقة.
***
رسالتي للشيخ الفريق فيصل النواف هي انه كما شاهدت خلال 4 أيام في قسم واحد انه يجب إخضاع بعض الموظفين لدورات فن التعامل مع الجمهور، فلا يمكن أن نكون في عام 2020 وهناك من لا يزال يتعامل بعقلية «مرنا باجر» و«النظام متعطل» و«آسف روح كلم الضابط قبل لا تكلمني» و«معاملتك ناقصة» دون ان يبلغك عن الكيفية لاستكمالها، وعامة من لا يجيد أو يريد التعامل مع الجمهور.. انقلوه الأرشيف.
[email protected]