حرية الرأي ليست ترفا اجتماعيا أو حالة سياسية تختص بها الكويت دون غيرها، بل هي حق إنساني، فمن حق الأفراد في المجتمع إعلان آرائهم دون خوف، كما ذكرت حرية الرأي ليست ترفا يمكن الاستغناء عنه أو تكييفه طبقا لحاجة أو شكل المجتمع بحيث تقوم الحكومة بسن وتطبيق قوانين احد من هذا الحق بدعوى حماية الأفراد من.. حرية الرأي.
***
ودون الدخول في تفاصيل ما تفعله الحكومات للحد من حرية الرأي خاصة في الوطن العربي، أمر أوصل حرية التعبير إلى حد التجريم في كثير من المواقع حتى بات إبداء الرأي في الشأن العام أشبه بالانتحار، إلا أنه ما يجب أن نؤكد عليه أن حرية الرأي ضرورة لحماية المجتمعات بل لحماية الدول خاصة أنها خط الدفاع الأول ضد الفساد في كل أشكاله.
***
الحكومة إذا كانت جادة في محاربة الفساد يجب عليها أولا أن ترفع سقف حرية الرأي الذي كادت تقضي عليه القوانين المقيدة للحريات بكل أشكالها ومسمياتها، بل إن الحكومة يجب عليها أن تستثمر في حرية الرأي، فالعائد المادي الذي ستجنيه الحكومة سيكون عاليا جدا ودون أي تكلفة بل سيوفر في ميزانية الدولة كثيرا، ولا أبالغ إذا قلت إن العائد سيكون بمئات الملايين من الدنانير سنويا.
***
حرية الرأي ذراع حيوية للدلالة على حياة المجتمع، وبممارسته أو بالأصح ترك الأفراد يمارسونه دون ضغوطات سواء قولا أو كتابة عبر أي وسيلة متاحة سيكون سببا في كشف مكامن الفساد والسرقات التي تتم سنويا في المناقصات مثلا، بل ستكون سببا في كشف الفاسدين، وهذا من شأنه أن يوقف مسلسل النهب السنوي من الميزانية وبالتالي التوفير على الدولة، وهو ما سيجعل الأموال تذهب إلى أماكنها الصحيحة المخصصة لها بالكامل ومعناه أن البلد ستتطور تعليميا وصحيا وعمرانيا وخدماتيا عاما بعد عام بشكل واضح، خاصة أن الفساد المتنامي سبب لتعطل عجلة التنمية في أي بلد.
***
أما القائل بأن حرية الرأي مفسدة وأنها ستسمح للأفراد بالتعرض للمسؤولين وأحيانا الطعن في ذممهم، فهذا الأمر مردود عليه، فإذا كان المسؤول لا يتقبل النقد فالأولى ألا يتقلد المنصب أصلا ويجلس في بيته ولن ينتقده أو يتعرض له أحد، أما والله قاعدة أريد أن أتولى منصبا حكوميا ولا ينتقدني أحد فهذه لا تحدث إلا لدينا.
***
توضيح الواضح: أي مرشح قام برفع قضايا على كتّاب أو مغردين، فهذا يفترض أن يضعه جميع الناخبين في خانة القائمة السوداء لعدم التصويت لهم، لأنهم ببساطة ضد حرية الرأي بشكل صريح ومشروع ديكتاتور.
***
توضيح الأوضح: ما تقدر تتحمل وصدرك «مو شمالي» لا تدخل المعترك السياسي واقعد في بيتكم بارك الله فيك، أما تبي تشرع وما تبي أحد ينتقدك فاستريح.
[email protected]