الآن لا نريد معرفة مصير مكافأة الصفوف الأمامية، بل وصل الحال بالكوادر الطبية إلى أن يقولوا لا نريد مكافأة الصفوف الأمامية، ولسانهم يقول: «عسانا نسلم على رواتبنا».
فما يحدث محير للغاية، الحكومة تتحدث عن تشجيع ومكافأة أبطال الصفوف الأمامية من الطواقم الطبية خاصة، وفي ذات الوقت تخصم من أي منهم في حال تعرض للحجر المنزلي إذا ما أصيب بكورونا، كورونا التي ما كان ليصاب بها لولا انه يعمل في الصفوف الأولى أو أنه يعمل في مستشفى حكومي يتعامل يوميا مع حالات متعددة من المرضى بمن فيهم المصابون بكورونا، ومن الطبيعي أن يلتقط العدوى لمرة على الأقل، لكن أن تحاسبه وزارة الصحة على تعرضه العدوى وتخصم منه أيام الحجر التي كانت شهرا ثم تقلصت إلى 14 يوما ثم 10 أيام! فهذا أمر غريب!
***
أي منطق هذا، تضعني في مواجهة كورونا يوميا وإذا ما أصبت به حاسبتني، أين المنطق هنا بل...«تعرف أيه عن المنطق»؟!
هذا الأمر غير صحيح، فلا يجوز أن تخصم من راتب شخص يتعامل مع الجائحة في عقر مقر عمله، وأنت تعلم أنها جائحة عالمية، بل إن الصحة لم تعامل الحجر كطبية بل كغياب بعذر يستوجب الخصم، وكأنهم يقولون للكوادر الطبية «ليش صار فيك كورونا؟!».
***
نواب بالبرلمان أصيبوا بكورونا ولم يقل لهم أحد شيئا، بل وزراء أصيبوا والأمور طيبة، الموظفون كلهم في البلد جلسوا في بيوتهم بسبب كورونا في بداية الأزمة ولم يتم الخصم من أحد ومن جميع القطاعات والتخصصات.
***
والآن لا يحاولون الخصم إلا من أفراد الطواقم الطبية في المستشفيات الحكومية التي تتعامل مع الجائحة وجها لوجه ويتعامل أفراد طواقمها مع خطر الإصابة بل والوفاة بشكل يومي، وبدلا من أن تكافؤه تقوم بالخصم عليه لأنه أصيب بكورونا.
***
لا أعلم إن كان يتم التعامل مع أفراد الطواقم الطبية في مستشفيات كورونا كمستشفى جابر والأقسام المتخصصة في المستشفيات التخصصية الأخرى بدأت التعامل، ولكن في المستشفيات الحكومية يتم الخصم منك كممرض - مثلا- إذا تبينت إصابتك بكورونا وتم حجرك في البيت لمدة محددة.
***
أحد الممرضين تبين من خلال الفحص أن مسحته جاءت إيجابية في المرة الأولى فتم حجره شهرا كاملا وتم الخصم من راتبه البدلات وما شابهها، وفي المرة الثانية اجرت له الصفحة وظهرت إيجابية «شلون..لا تسأل!»، المهم تم حجره وتم الخصم من راتبه، وعندما سألته:«ما صرفوا لكم مكافأة الخطوط الأمامية؟» قال مبتسما: «عسانا نسلم على رواتبنا».
***
توضيح الأوضح: لا أحد يعتقد أو يعقد آمالا كبيرة على أن المجلس القادم سيكون شعبيا او قريبا من الشعب او حتى ينتصر للشعب في قضية القضيتين، وآمل ان اكون مخطئا، ولكن الأمل المتبقي هو ان يأتي التشكيل الحكومي متوائما مع الرغبة الشعبية العارمة في الإصلاح.
[email protected]