ذعار الرشيدي
منذ العام 2000 توقفت تماما عن نشر قصائدي رغم حصولي على رخصة «شاعر» من كبرى المجلات الشعرية وهي مجلة «المختلف» التي صنفتني كشاعر يستحق نشر قصائده على صفحتين، لأنتقل من شاعر نص صفحة إلى شاعر صفحة وأخيرا إلى شاعر صفحتين، وكان ذلك إبان إدارة الزميل العزيز جدا والصديق علي المسعودي للمجلة وبمباركة من رئيس تحريرها الأخ والصديق ناصر السبيعي الذي كان يقول لي دائما: «أنت كاتب مقالة ولا تورط نفسك بالشعر».
وبالعودة إلى الوراء أكثر من 20 عاما أتذكر 4 أشخاص كان لهم دور رئيسي ومباشر في توريطي بالدخول إلى مدينة السيد الشعر، ربما لا يتذكرني من بين الأربعة سوى اثنين منهما فقط، الأول هو المطوع الليبرالي الشاعر فواز الرشيدي والثاني كان الشاعر علي الفيلكاوي والثالث نشمي مهنا والرابع هو رئيس تحرير صحيفة «الآن» الكاتب زايد الزايد، وكانوا جميعهم يكبرونني بنحو 10 أعوام أي أنهم الآن يقعون في خانة «الشياب» كان عمري يومها لا يتجاوز الـ 13 عاما.
كانوا يجتمعون أسبوعيا كأصدقاء تحولت صداقتهم إلى نوع من تشجيع الآخر على القراءة وبحكم أن فواز هو ابن خالتي وكنت أقضي أياما في منزلهم خلال العطلة الصيفية، كنت أحضر مرغما جانبا من اجتماعاتهم الأدبية ونقاشاتهم وإلقائهم لقصائدهم واستعراضهم لما قرأوه من كتب، أحببت ما كانوا يتحدثون عنه رغبت في تعلم المزيد عن السيد الشعر وقضيت نحو 5 سنوات أقرأ وأحفظ وأطالع وأتعلم، وكتبت الكثير من القصائد وأذكر أنني راسلت كلا من الشاعرة سعدية المفرح في «الوطن» وحمود البغيلي في «القبس» وفيصل العلي في «الأنباء» قبل أن أزاملهم جميعا وأعمل معهم ونشروا لي ما كان يصلح من بين عشرات القصائد التي كانت لا تصلح لا للنشر ولا للغسيل ولا حتى لـ «الكوي» المستعجل لذا لم أخبر أيا منهم أنني جئت قارئا يريد نشر قصائده ولم أكشف ذلك سوى اليوم.
ولاحقا احتضنني حمود البغيلي وعلمني ألف باء الشعر الشعبي وطريقة التنسيق وقدم لي فرصة كبيرة في التعاطي مع الشعر والأدب والنقد عبر صفحاته.
وأغرب ما في رحلتي مع الشعر أن أول من نشر لي قصيدة موزونة هو المحلل السياسي المعروف صالح بركة السعيدي الذي نشر لي 12 قصيدة دفعة واحدة إبان إشرافه على صفحة البرلمانيات في «القبس»، وكان أحد أهم من منحوني دافعا نحو اقتحام عالم الشعر بصدر مفتوح.
تذكرت تلك المحطات على عجالة بعد أن لملمت قصاصاتها «عصرا» من ذاكرتي عندما طلب مني الزميل العزيز سعود الورع وأثناء استضافته لي في برنامج «هوا الديرة» الأسبوع الماضي قصيدة من قصائدي واعتذرت لكوني نسيت كل ما كتبته من قصائد.
بعد هذه المحطات السريعة مع الشعر لا أعلم إن كان يجب أن أقول: «شكرا لكل من وهقني بالشعر» أم أقول: «شكرا لكل من وهق الشعر بي».
كلمة أخيرة:
كلما استعرضت مراحل حياتي أحاول الهرب سريعا من شوارع ذاكرتي الممتدة بين عامي 1993 و1996 والمزدحمة بالذكريات والتي تبدو وكأنها الدائري الرابع الساعة الواحدة والنصف ظهرا، وأجدني، دون وعي، ألجأ لشارع رئيسي في حياتي عنوانه العام 2007.