الديموقراطية كآلية احتكام ليست خطأ، بل الخطأ دائما ما يكون في التطبيق، وفي العالم العربي أجدنا التطبيق الخطأ للديموقراطية حتى أصبحنا عباقرة في فن التطبيق الخاطئ للديموقراطية.
***
من الخطأ ان نقول اننا شعوب «لا تصلح للديموقراطية»، او ان الديموقراطية «لا تصلح لنا»، وهما الجملتان اللتان يروج لهما اعداء الديموقراطية ويرددهما مجموعة كبيرة ممن كفروا بالديموقراطية جراء التطبيق الخاطئ لها.
***
دفعونا دفعا للكفر بالديموقراطية، رغم اننا لم نطبق منها سوى اقل من 5% في افضل الحالات، وتم استغلال الديموقراطية اسوأ استغلال من قبل النافذين، بل وطوعوا قنواتها لتصب في اراضي مصالحهم، حتى اصبح دورنا مجرد ارقام تحمل اوراق الانتخاب وتلقيها في صندوق الاقتراع، وينتهي امرنا والديموقراطية، فليست بالنسبة للبعض سوى علامة «√» وبالنسبة للبعض الآخر مجرد ممارسة طقس سياسي موسمي.
***
الديموقراطية لا تقف عند حدود ورقة الاقتراع، كما يصور البعض، بل هي ابعد من هذا بكثير.
***
الديموقراطية التي لا تحمل نفسا اصلاحيا ذاتيا ليست ديموقراطية بل شكل من الممارسة السياسية العشائرية، خاصة ان ديموقراطيتنا تؤسس في الغالب على اسس مذهبية وقبلية وعائلية وفئوية، ما يجعلها مجرد اداة اخرى لتأسيس مفاهيم الانقسام بين ابناء المجتمع الواحد، ومادامت كذلك فهي ليست بأكثر من شكل سياسي عشائري حديث، التغيير يجب ان يبدأ من المجتمع، من الاصل، من القاعدة، ان يتغير التفكير الطائفي والقبلي وما شابههما تماما، حتى يمكن ان ننهض من جديد.
***
التغيير في التفكير المجتمعي في البلدان العربية ومع ثورة وسائل التواصل الاجتماعي بدأ فعلا، وخلال عشر سنوات ستضمر خلايا التفكير الطائفي والقبلي وبعدها ستبدأ الديموقراطية تولد من جديد بشكل حقيقي بعيدا عن الشكل الذي هي عليه الآن.
***
ما أقوله ليس نبوءة ولكنه واقع تفرضه المتغيرات الحديثة التي يحملها جيل اليوم، والذي سيغير واقعنا الى الافضل.
[email protected]